أحداث

رأي مخالف في جدلية التاسيس …

لوبوان تي ﺁن꞉

حتى ينجح اي حزب وسطي تقدمي عليه اولا قراءة أسباب فشل الآخرين… وعندما نكتب ليس لتقويض العزائم بل لأجل البناء العتيد الذي لا ينهار في اول ازمة ولا تعصف به رياح ولا يستوي بالأرض عندما انتميت الى نداء تونس يوما عن طواعية وايمانا بمشروع الباجي في كبح جماح التغول لم أكن ابحث عن شهرة او مجد كنت اعتقد انني جندي وطني أقاوم التطرف والغلاة والتشدد من موقعي البسيط كأحد مناضلي هذا المشروع الحزبي. لم تكن لي حسابات ولا قراءات القراءات الوحيدة التي فرضت نفسها آنذاك هو الانتصار و إيقاف سرطان التغول والاخونة التي امتدت الى المجتمع. لست من لا عقي الاحذية ولست من ناكري الجميل النداء أعطاني فرصة للظهور اعلاميا وسياسيا كما أعطى للكثيرين لكنه سلبني حلما وطنيا في اعادة تثبيت الدولة الوطنية وإعادة المشروع البورقيبي الحديث . جبن البعض وغباء البعض الاخر وعنجهية الآخرين وتسلط الأغلبية جعل الماء يغرق السفينة من وجهة نظري ويترك الفراغ . النتيجة التي يعرفها القاصي والداني شقوق وعراك وتوترات وانهيار . لعل اول علامات الانهيار كانت جلية وهي غياب المؤسسات الحزبية القادرة على الصمود لان الأحزاب لا تبنى على أشخاص بل على أفكار ومؤسسات قوية والاقوى كان غياب المشروع الحضاري والفكري فغياب مركز دراسات علمي أكاديمي منتج لفكر والتصورات اغرق الحزب في شعوبية الانتهازية والتلون. غياب موسسات شبابية وطالبية ونسائية قطع الحزب عن امتداداته الشعبية التقليدية فحزب لا يحظر في الجامعات حزب لا مستقبل له وحزب لا يعتنق قضايا المرأة الحقيقية الا بالشعارات حزب لا أفق له وحزب ينقطع عن الشعب حزب مبتور. عندما تفتقد الادارة الحزبية الى بيانات مفصلة عن هياكلها وكوادرها تكون بمثابة المنبت الذي تغرس ابنائها وبناتها قي هياكل الدولة ومؤسساتها خدمة لمشروعها الفكري والأيديولوجي. وعندما تغيب الديمقراطية الحزبية والعدالة في الفرص يصبح الحزب مزرعة شخصية تدار بالأهواء والمقولات والرغبات والنزوات والولاءات وبعقلية ذي القربى ويصبح الحزب آلة تهديم لكل طاقاته الحية البناءة والخلاقة…. حتى لا نؤسس خطا أقول قولي هذا وأرجو ان يسمع لان البلاد لا تحتمل فشلا اخر مهما كانت التكاليف علينا ببناء حقيقي قوي يصمد في وجه الأعداء والأهواء بعيدا عن الشعبويات والصراعات العقيمة والشقوق …. والا فيا خيبة المسعى هذا رأي شجاع حر لا لَبْس ولا تلبيس فيه ولا تلحيس ولا مراء.

الدكتور شهاب دغيم

 

\

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى