أحداث

بوكو حرام يا أبناء الحلال …

لوبوان تي ﺁن꞉

في تدوينة له على موقعه بالفايس بوك كتب مختار الخلفاوي عن حملة التشويه التي يتعرض لها حمزة البلومي بعد كشفه في برنامجه عن المدرسة القرآنية بالرقاب -والتي ثبت بصفة مبدئيا ومن خلال بلاغ وزارة الداخلية انه عند تنقل الوحدات الأمنية المختصة رفقة مندوب العام لحماية الطفولة و5اخصائيين نفسيين على عين المكان عثر على 42 طفلا (بين 10 و18 سنة) و27 راشدا (بين 18 و35 سنة) تبيّن أنهم يُقيمون اختلاطا بنفس المبيت في ظروف لا تستجيب لأدنى شروط الصحة والنظافة والسلامة وجميعهم منقطعون عن الدراسة، كما أنهم يتعرّضون للعنف وسوء المعاملة ويتم استغلالهم في مجال العمل الفلاحي وأشغال البناء ويتم تلقينهم أفكارا وممارسات متشددة- أن  بلدان قبلنا ابتليت  بمثل هذه المدارس الدينية لتفريخ التعصب والتطرف والإرهاب وأنها بدأت تحت عناوين تحفيظ القران الكريم وهذا حرفيا نص التدوينة ꞉

“انفتحت أعشاش الدبابير في وجه فريق الحقائق اﻷربع، وانطلقت حملات التشويه والشيطنة والترويع في حق صديقي حمزة البلومي بعد التحقيق التلفزيوني عن “المدرسة الغريبة” في الرقاب، وتدخّل السلطات القضائيّة واﻹدارية واﻷمنية لمتابعة الموضوع.
كما كان منتظرا، انخرط الكثيرون في حالة من الهستيريا والسُّعار، ولجؤوا، كعادتهم، إلى التلبيس والتدليس وترويج كذبة “الحرب على القرآن” و”التضييق على الحريات الدينية” -كذا -..
الملف خطير، وتدخّل السلطات تأخر كثيرا. ولعلّ نتائج التحقيقات تحمّل عددا من المسؤولين المحلّيين والجهويّين خاصة القدر اﻷكبر من المسؤوليّة عن السكوت حدّ التواطؤ مع هذه الممارسات الخارجة عن القانون بحق اﻷطفال والقاصرين، وهذه البيوت المشبوهة التي تتّخذ لها أسماء مدارس قرآنية أو جمعيّات خيرية أو حتى مساجد ضرار تحت سمع العالم وبصره.
للعلم، ابتليت بلدان قبلنا بمثل هذه المدارس الدينية لتفريخ التعصب والتطرف واﻹرهاب. هي أيضا بدأت تحت عناوين تحفيظ القرآن الكريم، وتدريس اﻷطفال اﻷحداث الفقه على المذاهب اﻷربعة(!!)، ولكنّها سرعان ما انتهت إلى رفع السلاح ضد الدولة والمجتمع وأعلنت الجهاد ضدّ العالم.
طالبان في أفغانستان بدأت بجماعات من “طلبة العلوم الشرعيّة” قدمت من باكستان. وانفتحت على المهاجرين العرب تحت اسم القاعدة. وتلك آثارهم تدلّ عليهم من أفغانستان إلى العراق وسوريا واليمن ومصر وليبيا وتونس إلى مالي والتشاد إلى الصومال وصولا إلى جماعة بوكو حرام في نيجيريا..
بوكو حرام المعروفة بطالبان نيجيريا هي، أيضا، مجموعة مؤلّفة من طلبة تخلوا عن الدراسة النظاميّة، وأقاموا قاعدة لهم بها مدارسهم شمال نيجيريا في قرية حدودية مع دولة النيجر.
بوكو حرام تعني حسب اللغة الهوسية “التعليم العصري أو الغربي حرام”.
“بوكو حرام” هو باختصار شعارهم جميعا. ترك المدارس النظامية التي تشرف عليها الدولة، واﻻنخراط في مدارس موازية لتعليم العلم “الشرعي” والوحيد، مخالفة المجتمع في اللباس والهيأة، التوسع في إنشاء غيتوهات بعيدا عن “الجاهليات المعاصرة”، والتمدّد داخلها عبر سياسة الإنهاك واﻹخضاع.
تفريخ التعصب والتطرف والعنف يبدأ من هذه المدارس الموازية المنتصبة انتصابا فوضويا هنا وهناك في غفلة من الجميع، ونُصرة من جموع الغارقين في مشاعر اﻹثم، وتواطؤ من أذرع الطابور الخامس السياسية والدعويّة واﻹعلامية و”الحقوقيّة”..
يمكن للدولة أن تغرس رأسها في الرمل بزعم أنّها لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم، ويمكن لبعض “النخب” أنْ يكونوا خارج التغطية مكتفين بالتلصّص على ما يحدث، أو التشفّي في كلّ من وضعته المقادير أمام جحافل الموتورين والمسعورين. ولكنهم حين يتفطنون إلى أنّهم يُبتلَعون كلّ فترة بمقدار، وأنّهم يغوصون في الرمال المتحرّكة، ساعتها لن تبقى إلا الحسرات، ولن تنفع معها هيهات.
بوكو حرام يا أبناء الحلال !

هاجر وأسماء

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى