أحداث

الغنوشي “يتخبطّ” ويورط نفسه وحركته في ملف الجهاز السري والاغتيالات

لوبوان تي آن- يبدو أن تصريحات رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، أمس السبت، خلال ندوة حول مسار الثورة بعد حصيلة ثمان سنوات “رؤية واستشراف”، لن تمر مرور الكرام وستفتح ملفات كبرى أمام حركة النهضة وستعيد تشكل الخارطة السياسية في تونس ونحن في مستهل سنة انتخابية.
راشد الغنوشي، وفي تعليقه حول ما يقال بخصوص الجهاز السري لحركة النهضة، أظهر – وعلى غير العادة- اضطرابا كبيرا ولاح مرتبكا فاقدا لكل إقناع بل أن تصريحاته سارت في اتجاه توريط حركته دون قصد بالتأكيد سواء من حيث دفاعه غير المقنع عن مصطفى خذر رغم تأكيده انه لا ينتمي إلى النهضة أو توريطه لحركته بأنها ماسكة أو كانت تمسك بخيوط لعبة القضاء وملفاته خاصة زمن حكم الترويكا التي شهدت اغتيالات سياسية ظلت غامضة بعد التلاعب بالملفات والأدلة والتحقيقات خاصة بعد ظهور ما يعرف بالغرفة السرية في وزارة الداخلية.
الغنوشي أكد أن مصطفى خضر لا ينتمي لحركة النهضة وهو تصريح لا يستقيم باعتبار أن الواقع مثبت بالتصريحات والصور وعلاقة خذر بالنهضة لا تشوبها شائبة ..ليحاول الغنوشي مع ذلك تبرأة خذر معتبرا إياه “غير مجرم” ، رغم انه محكوم بالسجن وبالتاي مشككا في القضاء.
وقال الغنوشي أن خذر “ليس مجرما لكن تمّت معاقبته لاشتغاله في قضايا لا تخصّه من بينها جمع وثائق أمنية والعمل مع البوليس لإعانته في ملاحقة الإرهاب” ..وهو تصريح مضحك لم يتعود عليه الغنوشي ويثبت الاضطراب الذي تسبب فيه ملف خذر لحركة النهضة… فالوثائق والتجهيزات المضبوطة لدى خذر اثبتت ضلوعه في الارهاب وعلاقته باطراف نهضاوية والوثائق تعود إلى سنوات 2012-2013 رغم ان الغنوشي تحدث على انه عثر عليها ملقاة أمام وزارة الداخلية سنة 2011.
أما قوله كيف يحاكم خذر في عهد الترويكا ويحكم عليه بـ8 سنوات سجنا، فهو اعتراف بان القضاء كان خاضعا لاملاءات وسيطرة النهضة خاصة في عهد وزيرها نورالدين البحيري..
تصريحات الغنوشي ستحرجه ونحرج حركته أكثر وستدفع عديد الأطراف إلى مزيد الضغط والبحث والتقصي وربما ستظهر اعترافات وتكشف حقائق جديدة وحساسة فيما يتعلق بملف الشهيدين بلعيد والبراهمي…
ملفات منتظرة في ظل الاضطراب الذي تعيشه الحركة وتقلص الدعم الخارجي لها خاصة بعد التصريحات الأخيرة للقيادات القطرية والتركية والتي يستشف منها تبرأ من دعم الإخوان ودعم الحركات الإرهابية…وكذلك في ظل ما أصبح يشعر بع مصطفى خذر نفسه من إمكانية تصفيته داخل السجن ومطالبته بتكثيف الحراسة وهو ما يمكن أن يدفع به أو بغيره إلى كشف أسرار جديدة..
غسان الصديق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى