أحداث

العماري سياسيي الثورة ينطبق عليهم ” ثعالب تحتال وثعبان شاغر فاه لابتلاع الاموال”

لوبوان تي ن

اعتبر النقابي والناشط السياسي “محمد العماري” في قراءة خص بها “لوبوان” ان السياسيين بمختلف مواقعهم في السلطة او في المعارضة لا نية حقيقية لهم في الإصلاح وخيارهم واحد هو الهروب الى الامام وخوض حرب المواقع بكل الأدوات ولوكانت على حساب الوطن والتمسح على اعتاب السفارات الامر الذي افقد المواطن أي ثقة في شعاراتهم و”بهلوانياتهم” فسياسي الامس وسياسي اليوم يشتركون في الشعارات وحب الغنائم واستغلال الدولة ولا فرق عنده بينهم اثر الصدمة التي انتابته “في المناضلين” بعد ان انتشوا بالكراسي بعد الثورة.وهذا حرفيا نص مداخلته꞉ »

نخب سياسية او غير سياسية .. سواء كانوا في الحكم  او في المعارضة او على الربوة .. جلهم -الا  من رحم ربي- يتسابقون في الهروب الى الامام و لا يريدون فتح اسباب البلاء الذي تردت فيه البلاد منذ سنين..  فعوض ان ينكبوا على البحث و القيام بدراسات اجتماعية معمقة في اسباب هذه الظواهر، تجدهم يبحثون عن كبش الفداء في كل مرة في ما بينهم .. يتبادلون السباب و التهم امام عامة الناس مثل السماسرة في الاسواق حتى ملهم الناس و انتزعت منهم الثقة و الاحترام، و هذه اكبر نكبة تصيب المجتمع عندما تفقد النخبة الصلة و التواصل مع الناس،، فتصبح العامة تتلقى وتتلقف كل ما يأتي من الخارج حتى ولو كان سما زعافا -عافاكم الله – .. اليوم في تونس وامثالها من البلدان العربية خاصة، لا يكاد يوجد رجل دين يقنع برأي، ولا سياسي يوفي بوعده، ولا اعلامي يتوخى النزاهة والمهنية في المعلومة، ولم تعد للمواطن ثقة لا فيهم، ولا في القضاء، ولا الامن، ولا الديوانة، و لا حتى موظف  بلدية بسيط، من شدة الشبهات التي سقطوا فيها الا من رحم الله منهم.. شبهات الكذب والغش والنفاق والرشوة والطمع وشيطنة المخالف لهم، تجريما وتخوينا دون بينة ولا حجة.. فهذه الامراض هي في الحقيقة وقود لداعش وغير داعش من الذين ضلوا وضلت اعمالهم، فأضلوا وضللوا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.. الخلاصة ان هذه الآفة التي بدأت تنخر اوطاننا هي نتيجة وليست سببا.. هي نتاج سنوات البؤس، ولا يزال .. هي نتاج الظلم والقهر..هي نتاج التسيب والافلات من العقاب..  هي نتاج الأيادي المرتعشة في التسيير ..  فمن يريد الاصلاح حقا وهو عازم على القضاء على هذه الافات، فعليه ان يبحث أولا عن اسبابها.. ليس هناك جدية في الاصلاح الحقيقي. البلاد تعيش ازمة اخلاقية بكل معانيها. هناك استهتار بكل شيء..  فهذا الوضع المتردي قد أضعف لدى المواطن مفهوم الدولة وتضخيم  الحقوق، والتغاضي أو إهمال واجب المواطنة وحق الوطن.. بل ان تواصل الامر على هذا الحال فسوف تندثر هذه المعاني بموجب هذا الاستهتار لا قدر الله..

أنا شخصيا لست محبطا من مخلفات الاستبداد فحسب، ولكني أيضا من الذين كانوا يرفعون شعارات الاصلاح في السنين الخوالي..لكنهم لما تولوا الأمر  حافظوا على الوضع ” statu quo” سواء كان ذلك بقصد منهم أو لعجز أو لجبن او لعدم خبرة وكفاءة.. فترسخ بموجب ذلك عند المواطن مقولة: ” مشى بلقاسم لعور.. جاك عبدالكريم المدب”.. نخب متنافرة متباغضة يلعن بعضهم بعضا في السر والعلن.. لا يحتكمون الى مصلحة الوطن والحفاظ على سيادته، بقدر ما تحكمهم خلفياتهم الفكرية ومصالحهم الفئوية الضيقة.. لا يجتمعون الا في احتفالات القنصليات الاجنبية، أو على موائد ما فسد من القوم.. لقد أصبح لدينا احساس باننا نعيش فترة 1861/1881.. لتشابه الأحوال والأفعال  .. وضع صوّره ودونه محمد بيرم الخامس رحمه الله سنة 1870في السّطور التالية: ” فلو رأيت ما عليه القرار، لملئت رعبًا و لولّيت منه الفرار، من ذئاب تغتال وثعالب تحتال، مجتهدة في قلب الرّحال وتشتيت الرّجال، وثعبان شاغر فاه لابتلاع الأموال. فيالها من حال يرثي لها من رام النزال و تخرّ بشدّتها شامخات الجبال، افتضحت فيها ربّات الحجال، و هوت الإيالة إلى الزوال وتمكن من القلوب الزلزال وتقاربت الأجيال وانقطعت الآمال و عُدّ الصلاح من المحال”.

هذا كله دون ان ننسى او نتجاهل التربص الخارجي الذي يسعى لضرب استقرار بلادنا وينسج خيوط التآمر لأفشال التجربة التونسية في التحول الديمقراطي، اذكاء  خطر الفتن  من حولنا  فما هذا الارهاب الذي اصبح هاجسا يقض مضجع الدولة خاصة والتونسيين عامة، الا قبس من طلائع هذا التربص الخطير المسقط في ما يبدو، من حسابات السياسيين.-

أسماء وهاجر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى