أحداث

وسط تحذيرات من إعادة فتح الأعمال تقارير جديدة تكشف الأرقام الحقيقية لضحايا كورونا البشرية في العالم

لوبوان تي ﺁن:

بدأت الأرقام الحقيقية للخسائر البشرية من جراء انتشار وباء فيروس كورونا بالظهور في وقت يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعصبة من حكام الولايات الأميركية الموالين له الدعوة لفتح الأعمال التجارية  وقد أعلنت عدة ولايات أو بدأت بالفعل السماح بإعادة فتح المطاعم ومحلات البيع بالتجزئة. ويستند هؤلاء في قرارهم إلى فرضية أن الفرضية أنه بسبب انخفاض عدد الحالات الجديدة، يتم احتواء الوباء وبالتالي توفر السلامة لاستئناف الحياة الطبيعية. غير أنهم يتجاهلون تحذيرات منظمة الصحة العالمية من أن “الأدلة المبكرة تشير إلى أن معظم سكان العالم لا يزالوا عرضة للإصابة. وهذا يعني أن الأوبئة يمكن إعادة ظهورها بسهولة”.

وكشفت تقارير جديدة نشرتها مجلة الإيكونوميست وفاينانشال تايمز ونيويورك تايمز أنه عندما يتم احتساب جميع الوفيات خلال الوباء، فإن عدد الوفيات الفعلي الناجم عن فيروس كورونا من المحتمل أن يكون على الأقل ضعف ما تم الإبلاغ عنه رسميًا. وقد توصلت وسائل الإعلام الثلاثة إلى هذا الاستنتاج بدراسة عدد “الوفيات الزائدة” في مناطق مختلفة خلال الوباء. أي أنه بدلاً من تسجيل أولئك الذين ماتوا في أحد المستشفيات وأثبتت إصابتهم بفيروس كورونا فقد تتبعوا الفجوة بين العدد الإجمالي للأشخاص الذين لقوا حتفهم من أي سبب في المدن والمناطق والبلدان في جميع أنحاء العالم وقارنوا هذه البيانات مع المعدلات التاريخية لنفس المكان والزمان من السنة. وهذا يرسم صورة أكثر دقة للمساحة الدموية للوباء. وإجمالا، فمن المحتمل أن يكون عدد حالات الوفاة بسبب وباء فيروسكورونا في تلك المدن والبلدان، أكثر من ضعف ما تم الإبلاغ عنه رسميا. إذا تم استقراء لبقية العالم ، فإن العدد الإجمالي للرجال والنساء والأطفال الذين ماتوا بسبب الفيروس سوف يقفز من أقل من 190,000 إلى حوالي 380,000، وهو رقم سيرتفع مع قيام السلطات الصحية المحلية بمراجعة معدلات الوفيات بأثر رجعي. هناك أيضًا نتائج تشريح الجثث التي تظهر أن أول حالة وفاة في الولايات المتحدة كانت في كاليفورنيا في 6 فبراير الماضي، وليس كما كان يعتقد في البداية أنها وقعت في 29 فبراير بولاية واشنطن. كان هذا بعد 17 يومًا فقط من تأكيد أول حالة فيروس كورونا في الولايات المتحدة ولم يكن لدى الشخص المصاب تاريخ سفر من الصين أو أي دولة كانت معروفة بتفشي الوباء فيها في ذلك الوقت. وهذا يشير إلى أن انتقال الفيروس كان مستمرًا بالفعل في الولايات المتحدة وعلى المستوى الدولي حتى في منتصف يناير/كانون ثاني الماضي.

إن تبرير إعادة فتح الأعمال والاقتصاد بدعوى تناقص حالات الإصابة بالفيروس واحتوائه وممارسة التباعد الإجتماعي في أماكن العمل ليس كافيا وإنما هي تبريرات خادعة. فقد لوحظ أن البلدان التي طبقت إجراءات التباعد الإجتماعي بقوة، وإجراء الفحوصات وتتبع الاتصال والحجر الصحي منذ بداية تفشي الفيروس، مثل الصين واليابان وسنغافورة، شهدت جميعها ارتفاعًا حديثًا في حالاات الإصابة بفيروس كورونا، وهو أمر ينبغي أن يشكل تحذيرًا صارخًا بشأن استمرار الوباء وتفشيه والوفاة في نهاية المطاف. كما حذر مدير مراكز ضبط الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، روبرت ريدفيلد، حذر من موجة ثانية من وباء فيروس كورونا، وقال “هناك احتمال أن يهاجم الفيروس بلدنا في الشتاء المقبل بشكل أقسى مما نشهده الآن.” وأضاف “سنواجه وباء الإنفلونزا ووباء فيروس كورونا في نفس الوقت”.

واشنطن-محمد دلبح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى