الشرق الأوسطعربيعربي ودولي

في حال اجتياح رفح : “فيتنام جديدة” ستواجه قوات العدوان الصهيوني

لوبوان تي ان :

تشير تقارير إخبارية وتصريحات مسؤولي كيان العدوان الصهيوني إلى اعتزام قوات الاحتلال المضي في خطتها لاجتياح رفح جنوبي قطاع غزة. وأنها طبقا لصور الأقمار الصناعية وعلى الأرض، تعد لإقامة مخيمات وسط قطاع غزة لإيواء مئات الآلاف ممن ستهجرهم من رفح استجابة لتوصيات أميركية/مصرية ودول أخرى في حال القيام باجتياح رفح.

وكانت تقارير ذكرت أن كيان العدوان الصهيوني قد طلب شراء 40 ألف خيمة لهذا الشأن. ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية عن مسؤول إسرائيلي قوله “هذا ليس سرا: ستحدث عملية في رفح، وسيتم إنشاء جيوب إنسانية، وسننقل المدنيين غير المتورطين إلى هناك”. وأضاف: “سيستغرق الأمر وقتا”.

وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل أن قوات العدوان الصهيوني تجري جميع الاستعدادات اللازمة للسيطرة على مدينة رفح في أقصى جنوب غزة ويمكنها شن العدوان البري في اللحظة التي تحصل فيها على موافقة الحكومة”.

ويأتي التسارع الواضح في الخطط الإسرائيلية للعدوان البري على رفح في أعقاب مصادقة الرئيس الأميركي جوزيف بايدن على مشروع قانون التمويل العسكري الإضافي الذي صادق عليه الكونغرس الأميركي بغرفتيه النواب والشيوخ بقيمة 95 مليار دولار و يوفر 26 مليار دولار لتمويل الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة وتصعيد الحرب مع إيران.

وتأتي الاستعدادات للعدوان العسكري البري على رفح في الوقت الذي تستمر فيه الاحتجاجات ضد الإبادة الجماعية في الانتشار في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في نحو 200 جامعة أميركية تضم كافة جامعات النخبة، على الرغم من الاعتقالات الجماعية وقمع الشرطة للطلاب المحتجين.

وأعلنت قوات العدوان الصهيوني يوم الأربعاء أنه تم حشد لوائين من قوات الاحتياط استعدادا لاجتياح رفح فيما ذكرت حكومة نتنياهو أن العدوان على رفح المخطط له “يمضي قدما”

وقد عقد كل من رئيس هيئة أركان قوات العدوان الصهيوني  ورئيس الشاباك الإسرائيلي يوم الأربعاء أجتماعات في القاهرة مع المسؤولين المصريين في إطار التنسيق مع النظام المصري تحضيرا للعدوان على رفح فيما تطالب الحكومة الأميركية بضرورة التنسيق معها وهو ما سيسمح بإعطاء قوات العدوان الضوء الأحضر لشن العدوان على رفح.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن “إجلاء الناس في رفح سيستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ويتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومصر ودول عربية أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة”. وأضافت الصحيفة: “من المتوقع أن يستمر القتال ستة أسابيع على الأقل”.

وكانت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أعلنت في شهر فبراير الماضي أنه “في ظل الظروف الحالية في رفح، لا يمكن المضي قدما في عملية عسكرية الآن في تلك المنطقة”. لكن البيت الأبيض تراجع عن هذا التصريح في وقت لاحق من ذلك الشهر، معلنا أن الهجوم “لا ينبغي أن يستمر دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ”.

وقد تم تعديل هذه اللغة بشكل أكبر هذا الشهر، مع قراءة البيت الأبيض للمناقشات بين المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين التي أعلنت أن “الجانبين اتفقا على الهدف المشترك المتمثل في هزيمة حماس في رفح”. وبعبارة أخرى، قدم البيت الأبيض الضوء الأخضر للغزو، مع الحاجة إلى وضع التفاصيل النهائية فقط.

وتحفل الصحف الإسرائيلية بالتقارير التي تحذر من مغبة النتائج التي قد تسفر عن العدوان على رفح وذكرت صحيفة معاريف أن الكيان الصهيوني سيكون “على موعد مع فيتنام أخرى” في قطاع غزة. وقالت “إن من يوهم نفسه بأن رفح ستكون اللحظة الأخيرة لهذه الحرب والتي ستؤدي إلى تقويض حماس لا يدرك بأن تصريح نتنياهو “اننا على مسافة خطوة من النصر” ليس سوى نكتة منقطعة عن الواقع.

وبلغ عدد شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة حتى يوم الأربعاء 34,262، وفقا لوزارة الصحة في غزة، دون احتساب الآلاف الذين ما زالوا مدفونين تحت أنقاض المباني المدمرة. وأصيب 77,229 فلسطينيا آخرين بجروح. وحتى قبل البدء الرسمي لاجتياح رفح، تواصل قوات العدوان الصهيوني اشتخدام طائراتها الحربية في قصف رفح بشكل يومي.

وفي الوقت نفسه، يتعرض جميع سكان غزة لانعدام الأمن الغذائي يوميا ويقتربون من المجاعة. وقال جيان كارلو سيري، مدير برنامج الأغذية العالمي في جنيف، في بيان يوم الأربعاء  إن غزة قد تواجه ظروف المجاعة في غضون ستة أسابيع. وقال: “نحن نقترب يوما بعد يوم من وضع المجاعة”.

وأضاف أنه في ظل ظروف الحصار المستمر، “من الصعب وأحيانا من المستحيل الوصول إلى المتضررين”. وحذر من أنه “في ظل الظروف الحالية، أخشى أن يتدهور الوضع أكثر”.

ومع كل يوم يمر على العدوان الصهيوني على غزة الذي جاوز 200 يوم تزداد عزلة كيان العدوان الصهيوني على الصعيد الدولي فالتظاهرات الشعبية ضد العدوان تجتاح المدن الأوروبية وفي أميركا الدولة التي توفر الدعم والتمويل العسكري والمالي والحماية السياسية والدبلوماسية لكيان العدوان تشهد جامعاتها انتفاضات طلابية تدين جريمة الإبادة الجماعية التي تفترفها قوات العدوان الصهيوني في غزة وتطالب بسحب الاستثمارات منها ووقف العدوان.

وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة “سي إن إن”، يوم الأربعاء، أن 76٪ من الأميركيين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاما يعارضون سياسة حكومة الرئيس بايدن المتمثلة في الدعم الشامل للكيان الصهيوني . إن المعارضة الجماهيرية بين الشباب، سواء طلاب الجامعات أو العمال الشباب، ليست مجرد ظاهرة بين الأجيال. إنه يعبر عن العداء العميق بين عشرات الملايين من الناس لكل من الجرائم المروعة التي ترتكب في غزة والمطالبة بضرورة التضحية بمستويات المعيشة والمزايا الاجتماعية لتمويل الميزانية العسكرية الأميركية الهائلة.

 

واشنطن-محمد دلبح

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى