أحداث

هل يفند القروي اتهامات استعماله خطاب الفقر لاستمالة الناخبين ؟أم انه سيكون على خطى سابقيه ؟

لوبوان تي ن

على هامش ترشح نبيل القروي للرئاسة يطرح اليوم موضوع توظيف ازمة الفقر في معركة سياسية تستعمل فيها اليد العليا اليد السفلى تحت عنوان الصوت مقابل الغذاء وهي بدعة جديدة يتحول فيها مؤسس “جمعية خيرية ” الى “بابا نوال” لتحقيق الاماني للفقراء لتضع بذلك عرفا جديدا في عالم السياسة في تونس تتولى فيه جمعيات خيرية صناعة الرئيس وتقوم بالدعاية اللازمة له بناءا على قاعدة “كول وهات صوتك”.

يبقى التساؤل هل ان رئيس الجمهورية طبقا لصلاحياته الدستورية المحدودة قادر على محو الفقر وتحقيق اماني العاجزين؟الم يعد قبله “الباجي قايد السبسي” بمسح دموع الفقراء واذرف ما تيسر من دموع  فهل وفى ؟لقد بقيت دار لقمان على حالها في حين دخل الباجي قصر قرطاج ليلعب دور السياسي القديم والمحنك فيما ظل الفقراء يبكون ويقتاتون من بقايا ما تجود به موائد الإفطار والمنصات الخيرية المشبوهة .

ما هو ثابت ان السيد نبيل القروي وبقطع النظر عن حقه في الترشح للرئاسة استعمل خطاب الفقر وهو الخطاب الشعبوي الأكثر مردودية ومن شانه ان يوفر خزانا كبيرا الامر الذي قد يكون ازعج عديد الأحزاب التي أعلنت الحرب عليه عبر مؤسسات الدولة حتى لا تظهر خوفها منه في العلن وخاصة الدينية التي ضاربت عليه ولازالت تستعمله كاصل تجاري لتنتهي القصة بعد الانتخابات وكلنا نتذكر تصريحا للشيخ راشدالغنوشي “للعربي الجديد” قال فيه ان الفقراء مالهم الجنة.

ما هو مؤلم ان تونس رائدة تشريعيا في مجال الاتجار بالبشر  الا ان الواقع يعيدنا الى مربع اخر من الاستعباد في ظل العولمة والعقلية الراسمالية المتوحشة حيث تحولت الذات البشرية الى سلعة انتخابية يعيش عبرها الفقراء والمسوفين على الاحسان والحال وان الحل للفقر هو العدالة الاجتماعية القائمة على الوفرة وخلق الثروة لتبقى كل الاعمال الخيرية خطا موازيا يعاضد الخط الأول لكن دون ان ينفيه او يحل محله.

في هذا الاطار وتفاعلا منه حول الجدل القائم بخصوص “التوظيف السياسي للفقر” دعا المحامي والناشط السياسي عبد الواحد اليحياوي الى الاستئناس بالتجربة الغربية التي طورت فكرة التضامن لبناء نظرية اقتصادية اجتماعية وعلى تونس مواصلة بناء خيار مشابه يجمع بين المبادرة الفردية المنتجة للثروة والتوزيع العادل لتلك الثورة.

كل ذلك في انتظار ان يخرج من هذه الساحة السياسية المتعفنة خطاب عقلاني واقعي لتجاوز الازمات لان الخطابات الشعبوية لن تصمد وهي مجرد مسكنات سيكشف زيفها مع اول امتحان ولنا في وعود النهضة  وشطحات بعض الأحزاب الدليل القاطع على اهترائها.

أسماء وهاجر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى