أحداث

ارملة الشهيد لطفي نفض للرئيس الراحل الباجي :انت ترجلت والوطن فيك ومعك …

لوبوان تي ن:

عبرت ارملة الشهيد لطفي نقض في رسالة عن حزنها الشديد لفقدان الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي الذي تعتبره بمثابة الأب الذي لن تنسى ابدا افضاله وتابعت أنها لم تقدر على حضور لحظات وداعه الأخير لأنها عاجزة على رؤيته مسجى وأن عزائها الوحيد في فقدانه انه سيبقى خالدا للابد لأنه احب الوطن واحبه وهو بالمثل قالت “انت ترجلت والوطن فيك ومعك “

 وفيما يلي النص الرسالة :

في قلبي نداء للذكرى والاحزان

فقدت الاب فجأة ولم استمتع برؤيته كما كنت ابتغي وانا ملكته المدللة..
فقدت الزوج غدرا” على يد جبناء ابدع الباجي في نعتهم بالافعى” ولم نستكمل حلمنا وانا رفيقة دربه الثائرة وهو تاج راسي الطيب …
وكأن الاقدار شاءت ان اعيش الالم والوجع ذاته مرة اخرى وانا التي طالما تناسيت كل تفاصيل مأساتي طمعا في ازاحة حجاب حقيقة اوجاع وطني كما كنت دوما على يقين بمصدرها الوحيد وكما كان الباجي رحمة الله عليه دقيقا في وصفها ونعتها بالافعى …
لم اكن يوما عاجزة …يائسة …مثلما كنت عليه اليوم….لم اعد قادرة على الحزن…احتبست الدموع….
الجميع يعلم قدرتي على التحمل…على الصبر …على الايمان بقضاء الله وقدره…لكني لاول مرة افقد كل ذلك …
لم أشعر باليتم مثلما شعرت به اليوم…بجبوج اعذرني انا اضعف من ان اراك مسجى…لم اكن قادرة على رؤيتك فوق نعشك وحولك يقف الكثير من الذئاب التي طالما تلذذت نهشك وانت قائد…وانا على يقين انها الان عادت الى ذات الفعل باكثر متعة …
سيدي الرئيس لم اكن قادرة على النظر اليك وانت عاجز عن الفعل كما كنت دوما…
لم تكن رئيسي فقط…كنت الاب بكل ما تحمله الكلمة….
التقيت بك وكرمتني بلقائك عدة مرات وكنت في كل لقاء ازداد انبهارا بك وبحكمتك وفصاحتك وأدبك وخلقك وقسوتك وحنيتك …لم تكن تقدم النصائح..بل تعطيني حكم ودروس ستبقى محفورة في ذاكرتي وساحكيها لابنائي…عفوا سيدي الرئيس هم ابناؤك ايضا….لاطالما ربت على كتفي ومسحت دموع ابنتي بحب الاب وحنين الجد…
لم تشعرني يوما انني في حضرة رئيس جمهورية…ابدا ..كنت متواضعا مرحا حليما بسيطا…كنت تنادني بنتي ….اتذكر سي الباجي ؟؟
لم تكن متعاليا ولا متكلف … فاجأتني اعطيتني رقم هاتفك الشخصي دون ان اطلب ذلك…لم اكن اعلم ان رئيس الجمهورية يمكن ان يتواصل مع مواطنين مباشرة…طلبت مني ان اتصل بك كلما اردت وانك على الذمة…اتصلت بك عدة مرات وكنت تجيب وتسال عن الابناء والعائلة بادق التفاصيل..انا الثكلى القادمة من اقصى جنوب البلاد بتفاصيلي الجنوبية كنت تستمع الى كل ما اقول باهتمام وانفاسك تجيب بصدق الاحساس….
سيدي الرئيس ان كنا نحن نحب الوطن فانت ترجلت والوطن فيك ومعك …لم تكن تبحث عن مجد شخصي …كنت تسعى لاثبات مجد وطن حتى وان اجبرت على تقديم تنازلات بدت لنا كذلك وابلغناك بعض اللوم بخصوصها ولكنها في الحقيقة لم تكن سوى اكراهات اردت من خلالها صون الجمهورية وحماية الوطن…وكان لك ذلك ونجحت فيه بامتياز كتبه التاريخ لك وحدك.
عذرا سي الباجي لم اشاء ان يقال ان نساء تونس يبكين موت رئيسهن لذلك لم اكن ضمن مودعيك اليوم…
صحيح نساء تونس انتخبنك سنة 2014….وها هو شعب تونس كاملا برجاله ونسائه وشبابه وشيوخه واطفاله ينصبك اليوم زعيم ابدي في تاريخ تونس مثلما كرم من قبلك حنبعل و اسد ابن الفورات والكاهنة وعزيزة عثمانة والطاهر الحداد وابو القاسم الشابي وفرحات حشاد وراضية الحداد ومحمود المسعدي والحبيب بورقيبة و لطفي نڨض و شكري بلعيد والصغير اولاد احمد…كلهم رحلوا كالنخل واقفين…
رحلت عنا سي الباجي ولم ولن تغيب عن وطن احببته واحبك ..لن ننساك سي الباجي ..فهل ينسى الابن اباه؟؟؟
سازورك سي الباجي كلما اشتقت الى الهدوء والحكمة …كلما اشتقت الى حنين الاب…
سابكيك سيدي الرئيس لوحدي…وعهدا لن يهدا لنا جفن حتى نخلص الوطن من الافعى …
سي الباجي رحمة الله عليك ورزقنا الصبر لفراقك …وانا لتونس وانا إليها لراجعون
ابنتك التي لن تنسى افضالك هدى بنت المرحوم عبد الله نقض ارملة الشهيد لطفي نقض.


هاجر وأسماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى