أحداث

ماوراء عملية اليوم꞉ الخطر الحقيقي ليست البيادق المنفذة بل من يتحكمون في زر الإرهاب

لوبوان تي أن

اعادت العملية الارهابية التي جدت مؤخرا بشارع الحبيب بورقيبة الإرهاب إلى ذهن الشعب التونسي هذا الغول  الحاضر المنسي في بعض  الاحيان خاصة بعد السكون الذي ظنه الجميع انتصار على الإرهاب والإرهابيين لكن يبدو انه السكون الذي يسبق العاصفة وهذا ثابت من خلال تطور اساليبه من  الهجمات المباشرة إلى الهجمات المنفردة   وصولا اخيرا إلى هذا النوع الجديد وهو الاحزمة الناسفة والاعتماد على العنصر النسائي ودقة الاختيار فتيات نقيات السوابق ولا تحوم حولهن أية شبهة تطرف لدى المصالح الأمنية و التنفيذ عبر ما يسمى “بتكتيك المباغتة” .المختصون والمحللون اليوم يشيرون بالاصبع  أن عملية اليوم هي مؤشر على دخول مرحلة أخرى خطيرة جدا هي مرحلة السيارات المفخخة.

وفي هذا السياق اعتبرت الخبيرة الأمنية بدرة قعلول في تصريح إعلامي عقب العملية الإرهابية التي جدت بشارع الحبيب بورقيبة أنها تملك معطيات تفيد بأن الانتحارية تم تفجيرها عن بعد وأنها لم تكن وحدها وأنها فجرت من طرف عنصر ثاني بواسطة هاتف جوال كان على مقربة منها ونوهت إلى أن هذه العملية الارهابية شكلت نقلة نوعية من زاويتين اولها أنها استهدفت مكان ذو رمزية وهو شارع الحبيب بورقيبة المعروف بصعوبة اختراقه وثانيها من خلال نوعية العملية التي تمت بحزاف ناسف والانتقال أيضا من استهداف الأمنيين والعسكريين إلى استهداف المدنيين كما تساءلت عن سر هذا التزامن بين العملية وجلسة الاستماع إلى وزير الداخلية بمجلس نواب الشعب خاصة وان النائبة فاطمة المسدي أعلنت أنها ستطرح سؤالا على وزير الداخلية بخصوص الجهاز السري لحركة النهضة كما اعتبر المحلل غازي معلى أن الإرهاب ليس فزاعة ولكن صناعة موجهة وهذه العملية الأخيرة خير دليل على ذلك .

في المقابل اشار الأستاذ نعمان مزيد أن التعليق على العملية الارهابية ارتكز على لباس الفتاة ومحيطها الخارجي دون الاهتمام بكون هذه الفتاة خريجة الجامعة التونسية كغيرها  وأنها لا تعدو أن تكون” بولونة” داخل ماكينة كبرى تحمل مشروعا سياسيا وثقافيا مدمرا للإنسان والحضارة وهو في جوهره مشروع ينخرط ضمن جملة مشاريع الإسلام السياسي الذي خرب الاوطان واتى على الأخضر واليابس .ما ينبغي الاهتمام به ، والأخطر في كل هذا التركيز على الأدمغة التي تخطّط والجهات التي تموّل وتضبط استراتيجيات التدمير والقتل والأجندات السياسية ، ومختلف أذرعتها الإعلامية والأمنية والمالية وشركائهم الإقليميين والدوليين …
ما يشكّل خطرا حقيقيا على أمن تونس وشعبها ، ليس تلك البيادق وأدوات التنفيذ التي يتمّ غسل أدمغتها من خلال شبكات التواصل الإجتماعي وداخل المساجد وبين جدران السجون ، الخطر الحقيقي في الأدمغة عالية الذكاء والتخطيط التي تضغط على الزرّ في الوقت المناسب ..
حين يتمّ تفكيك هذه الشبكات وكشف هذه الأدمغة المسيّرة والمخطّطة سنعرف الوجه الحقيقي للإرهاب في بلادنا وسنعرف في النهاية من قتل الشهيدين شكري و البراهمي وكل الشهداء من الأمنيين العسكريين . و
هذا العمل هو الكفيل بوقف النزيف ، لذلك في تقديره فإنهم  سيلجؤون إلى وضع شتّى العراقيل واستعمال كل الوسائل ، والضغط على كل هياكل الدولة ، وحتّى التهديد بالتصفية من أجل سدّ هذا الطريق .. ملف التنظيم السرّي لحركة النهضة أكبر دليل…غير انه يرى انه لا يجب علينا أن نفقد البوصلة .

الثابت أن الخوف من الإرهاب مشروع والاستشراف جزء من إستراتيجية الحرب عليها لكنها تبقى مرحلة راعوانية كما يراها الأستاذ عبد الجليل بوقرة لأنها تستند على الامن والجيش في مقابل ترك الحبل على الغارب في المجالات الأخرى لذلك يدفع الامنيون والجنود ضريبة الدم  والحال أن مواجهة الإرهاب  يقتضي إستراتيجية كاملة ويقظة دائمة وهذه الإستراتيجية ترتكز على العقول والذهنيات ولابد أن تكون استراتجية متكاملة ثقافية وتربوية واجتماعية فماذا ساهمت وزارة الثقافة في مقاومة الإرهاب؟ كان من الاجدى توفير  البنية الأساسية قاعات عرض فنية مكتبات دور ثقافة خاصة في القرى المحروم او المنسية لإنقاذ الشباب من شرور الفراغ …

هاجر وأسماء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى