أحداث

هل يفرض النادي الافريقي تغيير الطريق على الحكومة ؟

لوبوان تي ﺁن꞉

 لا يحتاج اثبات  العلاقة الوثيقة  بين الرياضة و السياسة الى جهد كبير. ذلك ان الجسور بين هذين الحقلين واضحة منذ عقود . و لا شك ان كرة القدم هي الرياضة الاشد تاثيرا في المجال السياسي و ذلك نظرا لشعبيتها الجارفة و لتفاعلها مع الانشطة الثقاقية و الاقتصادية. و يزداد هذا التاثير حين يتعلق بالجمعيات التي تمتلك قاعدة واسعة من الاحباء كما هو الحال بالنسبة لجمعية النادي الافريقي . يكفي ان نستحضر تسميتها ب”جمعية الشعب” حتى تكون لنا اشارة على هذه الشعبية . و تؤكد عقوبة منع جمعية النادي الافريقي من الانتداب التي فرضتها عليها “الفيفا” هذه الحقيقة . تحول هذا القرار الى خبر طغى على غيره من الاخبار رغم ان جمعيات رياضية اخرى قد كانت عرضة لهذا القرار و لكن الامر مر في ما يشبه الصمت . و يعود الاهتمام بما تعيشه جمعية النادي الافريقي من مستجدات الى وجود تساوق لافت بين اهم المنعرجات التي تعيشها هذه الجمعية منذ تاسيسها الى يومنا هذا و ما يحياه المجتمع التونسي من تحولات . و اذا كان المجال لا يتسع لاستعراض كل الشواهد التي تؤكد هذا “القانون المجتمعي” فان الازمة المالية التي تعيشها جمعية النادي الافريقي تمثل فرصة لتاكيد هذا التساوق . ذلك ان بوادر هذه الازمة تعود الى ما قبل 14 جانفي 2011 نتيجة تدخل السلطة السياسية التي تخضع للعوامل العائلية في توجيه النشاط الرياضي و هو ما لا يحناج الى التوقف عنده طويلا لانه معلوم من الجميع .

و اما بعد 14 جانفي 2011 فقد اصاب جمعية النادي الافريقي ما اصاب تونس من ظهور بعض سياسيي الصدفة الذين لم يحسنوا الا اطلاق الوعود و اغراق الجميع في الاوهام و اللجوء الى اغراق الجميع في نسق انفاق لا يؤدي في النهاية الا الى “تنمية التخلف ” و كما غرقت جمعية “النادي الافريقي ” في دوامة ديون فان بلادنا ترزح تحت ديون لا يمكن الخلاص منها الا في حدود سنة 2055 بعد ان اقترضنا في السنوات الاخيرة ما يقارب 40 مليار دينار . و كما يتاكد ان الافراق من الانفاق قد كان في النادي الافريقي وسيلة لممارسات اجرامية تعهد بها القضاء فان تقصيا عميقا لاوجه انفاق القروض و المنح و الهبات التي تحصلت عليها بلادنا سيكشف ان اجزاء هامة من 40 مليار دينار قد انفقت في غير الابواب التي يتعين انفاقها فيها . و ما دام التاريخ يتطور من خلال تخطي العراقيل و استخراج الايجابي مما هو سلبي فاني اعتبر ان قرار منع النادي الافريقي من الانتداب يحتوي في طياته جواتب ايجابية يتعين ابرازها من اجل بلورة استراتيجية انقاذ و تطوير للجمعية . ذلك ان يوقف النزيف المالي الذي تعاني منه و يسمح لها بالعودة الى ثوابتها القائمة على شفافية التصرف و التركيز على تكوين الشباب و هذه الثوابت هي التي كانت وراء الامجاد التي حققها النادي الافريقي و هي التي ستخلصه من امراض السمسرة و الاثراء على حسابه و تعيده الى مدار الارتباط ب”شعبه” . و لا ارى في هذا المنع الا رسالة لاعادة هيكلة الجمعيات الرياضية من خلال اخضاعها الى ضوابط محاسبية صارمة و تمكين الاحباء من المشاركة في تمويلها . و هذا المنع قد يلهم اصحاب القرار السياسي حتى يفكروا في العواقب الوخيمة للاقتراض وللانفاق في مجالات لا تحدث تطويرا حقيقيا للمجتمع ذلك ان تكلفة الاقتراض باهضة و قد ياتي يوم لن يكون بالامكان ان نقترض فيه . و كما كانت جمعية النادي الافريقي اول جمعية رياضية تعبر عن الذاتية التونسية من خلال تمسكها بان يكون رئيسها تونسيا و الوانها هي الوان الراية الوطنية فان معاناتها يمكن ان تكون درسا يقع الاستلهام منه في ضرورة الاعتماد بالدرجة الاولى على الذات

شهاب 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى