أحداث

هل كان الحديث ضروريا؟……

لوبوان تي آن:

تابعت مع كثير من التونسيين التدخل المتلفز لرئيس الدولة وتفاجئت وربما كثير مثلي من خواء الخطاب الموجه للمواطنين ..فحديث السيد قيس سعيد في اغلبه من مشمولات الحكومة و كان بالامكان أن يتحمل رئيس الحكومة منذ يومين مسؤوليته ويعلن عليه بنفسه ولا ينتظر رئيس الدولة.. اجراءات ضبط الامن بانواعه ( العمومي والصحي والاجتماعي والغذائي) كلها من مهام رئيس الحكومة ولا حاجة لتدخل رئاسة الدولة ولا رئاسة البرلمان.. واذا كان لرئيس الدولة اقتراحات فمن المفروض ان يحولها الى البرلمان كي تصبح قوانينا ولا تبقى مجرد تعليمات أو نصائح..
الاستثناء في الخطاب هو اعلان حالة منع الجولان وهو قرار أقدر انه ليس في محله..باعتبار أن ما تعاني منه الوضعية الصحية اليوم في مجابهة كارثة انتشار الوباء، هو الاكتضاض نهارا في وسائل النقل والاسواق وكل المرافق العمومية والخاصة.. المطلوب هو قانون يقضي تخفيض الجولان نهارا للاشخاص و العربات بل يجب محاصرة التنقلات بين الولايات بقانون الاحتواء confinement حيث لا يكون التنقل الا لضرورة قصوى وخاصة الولايات الذي تفشى فيها الفيروس للتخفيض من خطر العدوى وقطع اوصالها.. اما منع الجولان مساء لن يكون له مفعول ناجع باعتبار ان الحركة تهدأ ليلا بل في مثل هذه الأيام تكاد منعدمة اصلا.بعد الغروب بعد الاجراء الحكومي القاضي بغلق المقاهي والمطاعم والملاهي والمساجد…بل سيكون لاجراء قانون منع الجولان ليلا( الذي هو عادة يكون لمجابهة المخاطر الامنية) مفعول عكسي، إذ سيعقد مهمة المزودين التي لا تكون في أغلبها الا ليلا خاصة تزويد المغازات و الأسواق.. وهذا من المؤكد سيزيد من إكتضاض الحركة نهارا.. وهذا عكس ما هو مطلوب..
أخشى أن يكون هذا التدخل هو تدخل في الشأن الحكومي وفرض على إلياس الفخفاخ واقع خطة الوزير الأول وليس رئيسا للوزراء.. كما أخشى أيضا أن يكون خطاب السيد قيس سعيد هو حديث لإثبات الوجود ليس إلا..

بقلم الناشط السياسي محمد علي العماري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى