أحداث

قراءة أولية في العملية الإرهابية التي جدّت أمام وزارة الداخلية

لوبوان تي ان :

تمّ التعرّف على الشخص الذي قام بالعملية وهو زياد صوّة من مواليد 1990 وهو من عائلة ميسورة والده طبيب عيون مشهور وهو حفيد رجل الأعمال الخيرية المشهور الحاج علي صوة وهو أصيل قصر هلال من ولاية المنستير تلقّى دراسته في أمريكا حيث تم استقطابه وسافر إلى سوريا وانضم للجماعات الإرهابية هناك ثم عاد إلى تونس وهو مصنف S17 و S19 ممّا يعني أنه إرهابي خطير ومن المفترض أن يكون معروف لدى الأجهزة الأمنية وحتى مراقب.

حسب معطيات أولية منفّذ الهجوم حاول سابقا القيام بعملية تفجير مفترق صوة بقصر هلال واستهداف دورية أمنية كانت متواجدة هناك. كما تم ايقافه منذ 6 أشهر بعد أن حاول قتل أحد المواطنين ليتم اخلاء سبيله بتعلة أنه مختل عقليا…

العنصر الإرهابي تنقّل بوجه مكشوف وهو يمسك بساطور وسكين كبيري الحجم ويلوّح بهما في حركة استعراضية مستفزّة وبكل ثقة في النفس وتحرّك لمدة دقيقتين على الأقل على بعد أمتار من وزارة الداخلية وفي منطقة حساسة دون تدخّل أعوان الأمن الذين تداركوا الأمر بعد أن قام بالقفز على الحواجز يؤكد نقص الجاهزية الأمنية ويطرح أسئلة حول عدم تدخل الدوريات التي كانت في العادة تتمركز بين تمثال ابن خلدون ومقر الوزارة والتي يبلغ عددها في العادة بين دوريتين وأربع دوريات وهل كانت متواجدة اليوم أم لا ؟؟ فإن كانت غير موجودة فهذا أمر خطير يطرح أسئلة أخطر.

التعاطي الأمني بالقرب من مبنى الوزارة أي خلف الحاجز كان مقبولا عموما وتم على مراحل بدأ بتحذير المهاجم والتنبيه عليه ثم محاولة منعه من التقدّم والاقتراب أكثر من الوزارة عبر إضافة حواجز حديدية أخرى ثم إطلاق النار عليه في الساق بعد ابعاده عن الوزارة والاقتراب منه ومحاولة القبض عليه بسرعة وشل حركته ونقله للاسعاف وتفادي إمكانية موته وبالتالي فقد كنز من المعطيات ..

بالنسبة لمن يتحدثون عن أن أعوان الأمن ما كان عليهم التقدّم من الإرهابي بسرعة بعد أسقاطه خشية امتلاكه حزام ناسف أقول أن الالتصاق بالعنصر المهاجم بسرعة وشل حركته يمكّن الأعوان من منعه من تفجير الحزام في صورة وجوده وبالتالي تفادي تفجير قد ينسف وزارة الداخلية بكاملها مما قد يؤدي إلى حدوث كارثة حقيقية في الشارع الكبير لا قدّر الله.

إصابة المهاجم في رجله ضرب من خلالها الأمني الذي قام بالعملية عصفورين بحجر واحد : أولا منع الإرهابي من تفجير نفسه وتفادي تفجيره في صورة إصابته في وسط جسده أين يمكن أن يتواجد الحزام. ثانيا الابقاء على حياة الإرهابي وبالتالي البحث معه مما يساهم في كشف عن من سفّر وموّل وحرّض واستقطب وحتى من شارك وسهّل عدة وضعيات وهو ما من شأنه أن يقدّم عدة حيثيات تتعلق بهذه العملية وغيرها.

عملية إيقاف الإرهابي وشلّ حركته وهو في صحة جيدة سيكشف عدة معطيات وهي من العمليات النادرة التي يتم فيها القبض على مشارك في عملية إرهابية أو منفذ عملية إرهابية وهو على قيد الحياة بعد أن كنا نتحدث سابقا عن مجرد جثث وعناصر ارهابية تلوذ بالفرار وحتى الأبحاث مع العناصر التي تم القبض عليها لا نعرف عنها شيئا إلى حد الآن رغم مرور سنوات طويلة عن بعضها ….

التعاطي الشعبي مع العملية قبلها وبعدها يؤكد ما حدث سابقا في بن قردان والقصرين … مواطنون يلاحقون إرهابي بالحجارة محاولين إيقافه واخبار أعوان الأمن عن تحركاته هذا قبل العملية وشعب يحتفل بالرقص والموسيقى في نفس المكان ( هذا الآن )  مما يعني أن غالبية الشعب التونسي رافض لهذه الافة ولم يعد يخشاها البتة.

الإطار المكاني للعملية : شارع الحبيب بورقيبة تونس العاصمة وهو شارع يشهد حركية كبيرة خلال ذلك التوقيت بين الساعة الثالثة والرابعة مساء وبالقرب من وزارة الداخلية.

الإطار الزماني : يوم الجمعة بعد الزوال وما يحمله يوم الجمعة من دلالات في فكر الجماعات الإرهابية من قداسة ومن أوهام أن من ينفّذ عملية في هذا اليوم يكون جزاءه أوفر.

الإطار السياسي العام : خسارة الجماعات الإرهابية لجزء من حاضنتها السياسية ولمصالحها بعد 25 جويلية وبداية البحث القضائي الحقيقي حول شبكات التسفير والإرهاب وبداية ارتفاع الحجوزات السياحية المخصصة لرأس السنة في تونس وما من شأنه أن ينعش الاقتصاد الوطني ونحن نعرف موقف هذه الجماعات من السياحة ….

___ هذه قراءة أولية في إنتظار مزيد المعطيات الأمنية والقضائية

الباحث محمد ذويب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى