أحداث

في التضليل الإعلامي والانصياع الأعمى للقرار الأميركي كشف الفبركة الأميركية/الأوكرانية لصور جثامين بوتشا

لوبوان تي ان :

لعب الإعلام الأميركي-الأطلسي في بثه صورا لأكياس جثامين مزعومة في قبر جماعي لقتلى أوكرانيين بايدي القوات الروسية عشية انسحابها من بلدة بوتشا الأوكرانية لعبت دورا في تاجيج الراي العام ودفع أتباع التحالف الأميركي-الأوروبي إلى إدانة روسيا وتعليق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان يوم أمس الخميس. ويمكن لدى التدقيق في الصور التي تم بثها إكتشاف زيف المزاعم التي رافقت نشر الصور، حيث يظهر للوهلة الأولى نظافة المغلف الوعائي البلاستيكي السود المحيط بكل جثة من الناحية العلوية على الأقل كما نقلتها الكاميرات الغربية والأوكرانية. واذا كان هناك وجود لاثر أتربة فهي محدودة علويا وتعادل على الأغلب كمية ما يمكن حمله بكف اليد ونثره على سطح الوعاء الحافظ البلاستيكي الأسود.
وإذا كان هناك عملية قتل نفذها الجنود الروس حسبما تزعم الرواية الأوكرانية/الغربية ان الروس هم القتلة فلماذا بتكلف القتلة الروس العناء بوضع جثامين المقتولين أساسا في اكياس واوعية بلاستيكية سوداء حافظة. هل كان لدى الجنود الروس متسع من الوقت لمثل هذا العمل أثناء وقت الحرب وهل كان الجنود الروس على درجة عالية من الدقة التحقيقية مستقبلا في المحافظة على بقايا كل جثمان على حدة؟ وهل كانت الاكياس التي استعملها الروس في حفظ جثامين الاوكرانين الذين زعمت الرواية الأوكرانية/الغربية أن القوات الروسية هي من قتلتهم هي لمثل هذا الغرض ام هي منطقيا في حال وجود الاكياس والاوعية الخاصة بالجثامين مع القوات الروسية فهي في الأغلب والواضح ان تستعمل لحفظ جثامين زملاىهم العسكرين الروس القتلى الذين سقطوا أثناء الحرب لنقلهم بالشاحنه العسكرية الى داخل روسيا لاكمال عملية التعرف وتدقيق الاصابة المميته في السجلات العسكرية وتسليم الجثمان الى ذويه بعد ذلك للدفن المناسب.
ولا يمكن منطقيا تصور ان يقوم الجنود الروس مثلا باستعمال الاكياس الحافظة إذا كان الغرض اساسا هو القتل والتنكيل بالاوكرانيين لو كان هذا عملا تمت الموافقة عليه من قبل القادة الميدانين للقوات الروسية …والاغرب هو ان القبر المزعوم الذي يفترض انه لم يكن مكشوفا وتم العثور عليه كما يدعي الاوكرانيون فكيف تظل الاغطية البلاستيكية الحافظة السوداء مدة أربعة أيام من تاريخ انسحاب القوات الروسية من بوتشا على درجة من النظافة والبريق الذي يكون عادة ميزة كيس حافظ جديد لم يتم استعماله من قبل.
ويتساءل خبير في التشريح الطبي الجنائي لماذا جرى أيضا حصر الفترة الزمنية بأربعة أيام وهي المدة بين وقت الكشف عن القبر و وقت انسحاب القوات الروسية من بوتشا علما ان القوات الروسية تواجدت في بوتشا على الأقل أسبوعين او ثلاث اسابيع قبل انسحابها الطوعي. وعليه لو تواجدت هذه الجثامين بالاوعية الحافظة فإن الصور المنقولة حتما ستكون مختلفة في طريقة تناثر الاتربة على سطح الاوعية….
وكذلك هل وصل الغباء الروسي ان يقوم الجنود الروس بحفر قبر لقتلى الاعداء الاوكرانيين والقيام بعناية بوضعها كل على حدة باوعية بلاستيكية حافظة…ومن ثم ترك القبر مكشوفا…. فالمنطق هو إذا كان القبر استعمل لإلفاء الجثث ( بدلا من دفنها ) فيمكن للحفارة العسكرية التي قامت بحفر القبر الجماعي المزعوم ان تخفي وتغلق الفجوة الترابية عبر إعادة التراب من على جانب الشق بسرعة وتسوية الأرض وتغطية القبر وكأن شئ لم يحدث، ولكي يتم الكشف عنه سيتطلب وقتا اكثر بكثير من الوقت الذي اكتشفت فيه القوات الاوكرانية القبر حيث اكتشفته مباشرة وقت دخولها بوتشا! ولماذا كل هذا العناء من قبل القوات الروسية في توفير اغطية واوعية بلاستيكية حافظة لاشخاص رغب الروس في تصفيتهم أثناء حرب وعداوة مسيطرة على الطرفين والانتقام منهم بقتلهم….إذا كان الأساس هو رميهم في قبر جماعي…. فمن المتوقع ان يحدث ذلك إذا كانت هذه هي النزعة المحركة للقتل وعلى الجانب الاوكراني ان يتعامل مع القبر لاحقا إذا كان هناك اتفاق سلام دائم…
لذلك فإن الخبير في التشريح الطبي الجنائي أكد أن الصور لا تدعم ابدا حقيقة أن القوات الروسية قامت بهذا العمل الذي ظهر على انه يتوافق مع الدفن بطريقة انسانية في جزئية المحافظة على هوية الجثامين ..حيث ان الروس تم وصفهم اعلاميا وتحديدا من الولايات المتحدة وبريطانيا انهم اشرار وقتلة وسفاحين ومغتصبين …الخ فلماذا هذا التناقض في السلوك وقت الحرب في هذه الجزئية إذا كان قتل المدنيين حسب مزاعمهم يتم بدم بارد.
النقطة الأخرى كما يقول هي لو فرضنا ان القوات الروسية شريرة وقاتلة وقامت بقتل المدنيين والقت بهم في القبر بملابسهم التي كانت عليهم عندما تم قتلهم فلماذا كانت الجثامين جميعها التي وجدت بالقبر موجودة بالاكياس والاوعية البلاستيكية السوداء الحافظة على عكس الجثامين التي تم تصويرها على جانب الطريق؟ ….

هل قام الجنود الاوكران عند اكتشافهم جثامين القبر برفعها وعدم تصويرها او التحفظ على الصور وعدم توزيعها إذا أخذت ومن ثم وضعها بالاكياس والاوعية الحافظة ومن ثم اعادتها وتركها في القبر ليتم تصوير الاكياس والاوعية الحافظة للجثامين في القبر .. من الناحية الاعلامية كان من الاجدر للاوكرانيين والاعلام الغربي المخادع والمضلل تصوير وضع الجثامين كما تم الكشف عليها بملابسها لدعم الرواية الجنائية لو كانت فعلا غير موضوعة باوعية حافظة…لان هذا يقوي من الادعاء أن هناك فعليا جثامين مدنية تم رميها ( على اعتبار ان هذا العمل قام به الروس) وتستطيع اجهزة التصوير الغربية توزيع هذه الصور حول العالم ( حيث لم يكن العامل الانساني هو المانع فصور تعذيب السجناء العراقيبن في سجن ابو غريب تم نشرها وصور مجزرة رواندا كذلك تم نشرها ) وهذا النشر لو تم يصب كثيرا بمصلحة الإعلام الغربي والاوكراني لإظهار القتلة الروس على حقيقتهم…ولكن ما لاحظناه هو اخفاء ما بداخل الاكياس وإعطاء الانطباع ان هؤلاء مدنين من سكان بوتشا…ولكن لا يوجد اي دليل من واقع الصور لتصديق هذا على الاقل.
والاغرب لو حدث فعلا هو انه لو فعليا كانت الجثامين غير محفوظة وعثر عليها في القبر (المكشوف) فكيف تسنى للقوات الاوكرانية واجهزة الأستخبارات العسكرية الغربية التي تدير هذه القوات القيام بالتعرف والكشف عليها وان يسمحوا لانفسهم بوضعها باوعية حافظة ومن ثم اعادتها للقبر للتصوير وبناء الرواية الاعلامية على ذلك فهذا السلوك لو تم فانه يدل على فقدان أي احترام لكرامة الشخص المتوفى ولا يوجد اي سبب منطقي او انساني او جنائي لاعادة الجثامين الى القبر لغرض التصوير داخل الاوعية في القبر …حيث انه من الناحية الجنائية لو تم هذا فهذا يعتبر تدخلا خارجيا غير مقبول بتاتا في مسرح الجريمة على اعتبار ان القبر مسرح جريمة والمتهم هنا القوات الروسية….والتلاعب بمسرح الجريمة يضعف قوة الادعاء على المتهم…وهو هنا العسكرية الروسية.
من الواضح ان المخابرات الغربية قامت بتزويد الإعلام الغربي المتواطى معها والببغاوي في ترديد ما هو مطلوب منها على الشاشات الفضائية بما يثبت ان القبر تم العثور عليه مكشوف وفيه تم العثور على عدد من الجثامين…والتي كما شاهدناها كانت بالاكياس الحافظة…ولو فرضنا ان القبر كان مغطى بالتراب فأين صور الحفارات الاوكرانية والجنود الاوكرانيين بادوات الحفر على جانب وبجوار القبر في ما تم كشفه داخل القبر كنا يحدث في مثل هذا الاكتشاف الهام…ولكن كل ما تم تزويد العالم به هو صور لقبر مكشوف وبه عدد محدد جدا الأكياس السوداء يزعم أنها تحتوي على جثامين قتلى.
ولو فرضنا ان الروس قاموا عمدا بحفر القبر المزعوم والذي حسب الصور المتداولة لا يشير ابدا انه كان ممتلئ بالجثث كما حدث في مقابر البوسنة او العراق او افريقيا مثلا فكان من المنطق ان السلوك العدواني للقوات الروسية أيضا أن يقوم الجنود الروس بتجميع الجثامين الأخرى التي صورت في احد الطرق ووضعها في هذا القبر الجماعي على سبيل المثال لتسهيل مهمة الاخفاء الجماعي….
صور الطريق التي قام الاوكرانيون والصحافة الغربية في توزيعها كانت صور لجثث ملقاة على جانبي طريق تمر به عربة عسكرية اوكرانية بالمقدمة ومن ورائها الكاميرا المصورة للطريق بالاغلب بيد طاقم بعربة تسير خلف العربة الامامية وهذه الجثامين كانت موزعه بطريقة هوليويديه على جانبي طريق ما في بوتشا وبطريقة متناسقة تقريبا بحيث كانت جثة على يمين الصورة ومن ثم جثة على يسار الصورة ومن بعدها جثة على يمين الصورة أثناء مرور العربة العسكرية الاوكرانية الامامية في وسط الطريق كنوع من إخراج أفلام رعب وحرب هوليود الاميركية.
كان للقوات الروسية القدرة أيضا على إحضار من يرغبوا بتصفيتهم وبدلا من قتلهم بصورة سينمائية في الشارع ان تحضرهم الى حافة القبر ( الجماعي) وقتلهم بدم بارد ورمي الجثث مباشرة في حفرة القبر المزعوم بملابسهم بدلا من توزيع الجثث بين قبر مكشوف وطريق كما صور الإعلام الاوكراني هذه المسرحية.
ونتساءل أيضا لماذا كانت الجثث المصورة بالطريق بملابسها في حين كانت الجثامين بالقبر في اوعية حافظة.
وفي صور وافلام سابقة شاهدنا قيام عدد من الجنود الاوكرانيين بسحب احد الجثامين الموجودة على جانب الطريق بحبل في الشارع في طريقة ممكن وصفها بسحل الجثة وهذا إذا كان صحيحا كما كان بالصور التلفزيونية فهو قمة في احتقار المتوفى ومن الغرابة بشدة ان يتعامل الاوكرانيون بينهم بهذا المستوى اللاخلاقي على اعتبار ان ما تم ترويجه هو لبعض المدنين الاوكرانيين القتلى الذين تم تصفيتهم (وتركهم بدون اوعية حافظة) على يد القوات الروسية على حسب الرواية الاوكرانية….وهل كان هذا السحل متعمدا وخرج عن حدود سيناريو التصوير المعد للبث الاعلامي الخارجي ولكنه خرج للعلن وسببه نزعة الانتقام والتحقير من قبل القوات الاوكرانية لهؤلاء الاشخاص (القتلى) بسبب تعاونهم مثلا مع القوات الروسية أثناء تواجدها في بوتشا وتم القبض عليهم واعدامهم على يد القوات الاوكرانية…..حيث تم تداول كلام بايدن في وصفه لطبيعة الاصابات القاتلة كانت طلقات نارية في مؤخرة الرأس وايدي القتلى في الخلف ومربوطة .
ربما تم إعداد هذه المسرحية لكي نرى قريبا فيلما اميركيا من انتاج هوليود اسمه بوتشا…. طبعا قد نشاهد الممثل الكوميدي زيلينسكي بطلا لهذا الفيلم ولا ننسى ان سيناريو الفيلم تم اخراجه باشراف وزير خارجية الولايات المتحدة توني بلينكن الذي أعلن ان القوات الروسية خرجت من محيط كييف بسبب شجاعة ومقاومة وهجوم القوات الاوكرانية التي دحرت وارغمت القوات الروسية على التراجع والهروب من بوتشا تحديدا بدلا من الاعتراف بحقيقة الأمر وهو ان الانسحاب الروسي كان كليا قرار روسي صرف بدون سبب أو أي مقاومة اوكرانية وكان ممكن للروس البقاء في بوتشا واربين وهوتسميل وغيرها من البلدات المحيطة بكييف أي مدة رغبوا بها بعد هزيمة القوات الاوكرانية عسكريا فيها وتراجعها الى وسط كييف …ولكن قرار الكرملين هو ما انهى التواجد الروسي في هذا البلدات المحيطة بكييف ….وبوصف بلينكين تكون النسخة الاميركية قد اكتملت لصورة الفيلم المعد…طبعا مداخيل الفيلم سيتم الترويج لها انها ستعود لصالح إعادة اعمار بوتشا .
والغرض من مسرحية بوتشا أساسا كان لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الانسان ليتم بعد ذلك البدء باصدار القرارات المتتالية من المجلس لادانة روسيا…وهي خارج المجلس…ليسهل مهمة تصعيد التوتر….وهنا وقعت روسيا بالخطأ الكبير وهو عدم فضح امين عام الامم المتحدة البرتغالي المنافق الغربي الكبير غوتيريش والتشهير به علانية بسبب تخاذله وعدم التزامه بحماية خصائص مؤسسات الامم المتحدة ونعته علانية بالمتواطئ والضعيف…
ويرى خبير في شؤون الإعلام طلب عدم ذكره أنه بعد تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان سيتم إغلاق فصل الحديث عن مسرحية بوتشا اعلاميا وتختفي بسرعة كما ظهرت بسرعة.. لنشر قصة أخرى تحقق هدفا اخر في استمرار ضعف شديد جدا للأداء الروسي الاعلامي والدبلوماسي. ولكن هوليود قد تتبنى بوتشا وقصة تعليق عضوية روسيا وهي في ذلك لن تقصر ولن وتخذل أحدا من رواد السينما الاميركية…..ويمكن لـ هوليود لو تمكنت (وهو ما قد يكون مستحيلا) أن تقوم باخراج فيلم اسمه ماريوبول ولكن المشكلة التي ستواجه هوليود ان ماريوبول لن يغادرها الروس وعليه لن تستطيع تصوير ما ترغب به لتحفيز المشاهدين ببطولات كتائب ازوف النازية المحاصرة الان بعد قتال استمر عدة اسابيع في مصانع الصلب والحديد في ماريوبول ويصل عدد أفرادها إلى عشرات الألاف حيث في الأغلب اإذ لم يستسلموا فإن تصفيتهم ستكون نهاية وجودهم على يد القوات الشيشانية الخاصة تحديدا والتي جلبت تحديدا لمهمة التصفية النهائية لافراد هذه العناصر النازية وبالطبع كانت هوليود ترغب ان يكون اختتام فيلم ماريوبول باهداء من الكوميدي زيلينسكي لاحرار العالم!!!

محمد دلبح -واشنطن –

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى