أحداث

سيسقط الغنوشي و ان لم يسقط…

لوبوان تي آن:

الزخم الذي تعيشه تونس يعبر عن نهاية افق سيستام 2011, الذي عجز عن الحفاظ عن مكتسبات دولة الاستقلال وعن المضي قدما في اصلاحات هيكلية وعميقة وتامين ابسط مقومات العيش الكريم للتونسيين.

نظرية الاستثناء الديمقراطي وثورة الياسمين شعارات زائفة لحراك اجتماعي وشعبي صادرته قوى سياسية ارتهنت للخارج وصنعت انتصاراتها الانتخابية مليارات خليجية ودعم سياسي اجنبي وغطاء اعلامي سياسي مفضوخ …

عشر سنوات من التخبط السياسي والاقتصادي عمق ازمة اجتماعية واقتصادية متواصلة منذ اواخر التسعينات …
سنوات من الضياع والنهب واستعمال موسسات الدولة وتطويعها لخدمة الاحزاب والاشخاص.
تحولت الدولة الوطنية الي دويلات احزاب اخترقت موسساتها واجهزتها.

حلم الديمقراطية استحال كابوسا خبط عشواء دستوري و لغط نيابي لا يرتقي الي تطلعات التونسين والتونسيات بل عمق ازمة البلاد عبر وضع يد لوبيات ومافيات سياسية علي البلاد…

من كانوا بعتقدون انهم سيحكمون البلاد لعقود طويلة كما قال احد منظريهم يجدون اليوم هم وحلفائهم صعوبات في التعامل مع واقع سياسي متحول ومتغير وصلت فيه البلاد الي الاحتباس الديمقراطي بسبب تعطل اهم موسساتها الدستورية أي المجلس النيابي وتغييب امهات قضايا التونسيين.

مجلس اللوائح يناقش غدا او بصوت على امكانية اسقاط الغنوشي من سدة المجلس وربما بعض الذين صوتوا له في اول عهدة هذا المجلس سيرفعون ضده الورقة الحمراء لازالة رمز حركة النهضة الاخوانية وزعيمها ….

مهما كانت نتيجة التصويت فان الغنوشي سيسقط ماديا ومعنويا حركة النهضة التي اختفت وراء حزب المرزوقي وبن جعفر سنة 2011 ووراء حزب الباجي سنة 2014 تتعرى اليوم لان ورقة التوت سقطت فبدت عورتها السياسية بخطا استراتيجي عندما دفعت بمورو مرشحا ضعيفة للرئاسة وامضت علي موته السياسي جازفت باخراح شيخها من السرية والمناورة الى العلن فاصبح اوهن الحلقات لجسد تهاوى وتداعى للسقوط تدريجيا بعد هزبمة انتخابية سنة 2014 تراجع الحزب الى حجمه الطبيعي و عجز عن نيل اغلببة نسببة في مشهد سياسي مفكك ومشحون.

الغنوشي هو أكبر الخاسرين مهما كانت نتيجة التصويت … لان التونسيون ينظروا الي هذا التصويت كفرز حقيقي في المشهد السياسي وان لم يسقط الغنوشي فا ما تبقى من سيطرة حركته علي الدولة سيسقط لان تونس لم تعد قادرة على تحمل تبعات سياسات خاطئة وفاسدة اوصلت البلاد الى نفق سياسي واجتماعي ومالي مظلم.

يتطلع التونسيون اليوم الي تغيير سياسي عميق وجذري في مستوى موسسات الدولة وخاصة والبلاد علي حافة الافلاس والانهيار…

يحملون النهضة وشركائها ما وصلت إليه البلاد من سقوط مدو وياملون في الخلاص من هذه الطبقة الانتهازية كاملة حققت فيها البلاد أعلى ارقام الفساد واوحشها.
نهاية الغنوشي السياسية اتية وان لم يسقط لانها نهاية حتمية لمرحلة سياسية فاشلة و غوغائية خسرت فيها البلاد أكثر مما ربحت حتى الحريات وحرية التعبير اهم مكسب للتونسيين بدأت تتراجع …

لذلك وان لم يسقط الغنوشي غدا فإنه سقط قبل ان يسقط

الدكتور شهاب دغيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى