أحداث

دور هنتر ابن الرئيس الأميركي جوزيف بايدن في تمويل برنامج الأسلحة البيولوجية الأوكراني/الأميركي

لوبوان تي ان :

نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية تقريرا مطولا مدعما بالوثائق كشفت فيه عن دور هانتر ابن الرئيس الأميركي جوزيف بايدن في تمويل برنامج الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا لصالح وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) والذي كانت الحكومة الروسية قد أعلنت عن وجوده أمام مجلس الأمن كما أن وكيلة وزارة الخارجية الأميركية لولاند أكدت وجود ما وصفته بـ مختبرات أبحاث بيولوجية في أوكرانيا برعاية أميركية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي نشرته يوم الخامس والعشرين من مارس/آذار الجاري إن ادعاء موسكو بأن الولايات المتحدة ساعدت في تمويل برنامج أبحاث “الأسلحة البيولوجية” لصالح الجيش الأميركي في أوكرانيا صحيح، وفقًا لرسائل البريد الإلكتروني الجديدة التي نشرها موقع الصحيفة الإلكتروني.
وكان قائد قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيميائية الروسية ذكر في مؤتمر صحفي يوم الرابع والعشرين من مارس/آذار الجاري أن هناك “مخططًا للتفاعل بين الوكالات الحكومية الأميركية والهيئات البيولوجية الأوكرانية ” وأشار إلى تمويل مثل هذه الأنشطة من قبل هياكل قريبة من القيادة الأميركية الحالية وخصوصا صندوق الاستثمار Rosemont Seneca روزمونت سينيكا، الذي يترأسه هنتر بايدن.
وتظهر رسائل البريد الإلكتروني من جهاز الكمبيوتر المحمول السابق الخاص بهنتر أنه ساعد في تأمين تمويل بملايين الدولارات لشركة متابيوتا Metabiota، وهي شركة متعاقدة مع البنتاغون متخصصة في الأبحاث حول الأمراض المسببة للأوبئة التي يمكن استخدامها كأسلحة بيولوجية.
كما تم تقديم شركة متابيوتا إلى شركة الغاز الأوكرانية بوريزما Burisma المتهمة بالفساد من أجل “مشروع علمي” يتضمن مختبرات ذات مستوى أمان حيوي عالي في أوكرانيا وهذه الشركة المملوكة لمسؤول حكومي أوكراني سابق كبير والملياردير الفاسد ميكولاي زلوشفسكي كان يعمل فيها هنتر كعضو في مجلس إدارتها عندما كان والده نائبا للرئيس الأميركي باراك أوباما وبراتب 50 ألف دولار شهريا.
وعلى الرغم أن متابيوتا ظاهريا شركة بيانات طبية إلا أن نائبة رئيسها ماري جوتيري أرسلت مذكرة إلى هنتر في الرابع من إبريل/نيسان 2014 توضح فيها كيف يمكنهم “ تأكيد استقلال أوكرانيا الثقافي والاقتصادي عن روسيا ” – وهو هدف غير عادي لشركة تكنولوجيا حيوية. وقالت في مذكرتها “لقد استمتعنا (أنا وكاقي ديمو المدير التنفيذي للشركة) كثيرا بمناقشاتنا.”
وبعد أربعة أيام من تلك المذكرة التي أرسلتها جوتيري كتب فاديم بوزارسكي ، المدير التنفيذي لشركة بوريزما إلى هنتر يكشف فيه أن نجل نائب الرئيس آنذاك قد قدم “مشروعًا علميًا” تشارك فيه بوريزما ومتابيوتا في أوكرانيا. وجاء في الرسالة ” يرجى العثور على بعض النقاط الأولية التي سيتم مناقشتها لأغراض تحليل إمكانات ما أطلق عليه اسم مشروع سيانس أوكرانيا ‘Science Ukraine’ ‘.
وتُظهر سجلات الإنفاق الحكومي أن البنتاغون منحت عقدًا بقيمة 18.4 مليون دولار لشركة متابيوتا في الفترة من فبراير/شباط 2014 ونوفمبر/تشرين الثاني 2016 ، مع تخصيص 307،091 دولارًا لـ “مشاريع أبحاث أوكرانيا”
وتشير رسائل البريد الإلكتروني وبيانات عقود البنتاغون التي راجعتها ديلي ميل إلى أن هنتر كان له دور بارز في التأكد من أن شركة متابيوتا كانت قادرة على إجراء أبحاثها حول مسببات الأمراض على بعد بضع مئات من الأميال من الحدود مع روسيا. وكتب بوزارسكي في رسالته الإلكترونية إلى هنتر “كما أفهم ، كانت متابيوتا مقاول من الباطن للمقاول الرئيسي مع البنتاغون: شركة بلاك و فيتش Black & Veatch” وهي شركة متعاقدة مع البنتاغون وتربطها علاقات عميقة مع أجهزة الاستخبارات العسكرية الأميركية التي قامت ببناء مختبرات آمنة في أوكرانيا لتحليل الأمراض الفتاكة والأسلحة البيولوجية. وقد تحول المشروع إلى أن يصبح عبئا أمنيا قوميا على أوكرانيا عندما تدخلت روسيا عسكريا في اوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر حذر مسؤولون أميركيون الكونغرس من أن “القوات الروسية ربما تسعى للسيطرة” على “منشآت الأبحاث البيولوجية” هذه، مما أثار مخاوف من أن مسببات الأمراض القاتلة وحتى المعدلة يمكن أن تقع في أيدي الروس.
وقد جمع هنتر وزملاؤه في شركته الاستثمارية Rosemont Seneca Technology Partners (RSTP) بشكل روتيني ملايين الدولارات لشركات التكنولوجيا، على أمل أن تنطلق هذه الشركات ويجني جميعها الثروات. وقد استثمر هنتر وزملاءه في شركتهم الاستثمارية نصف مليون دولار في شركة متابيوتا. كما جمعوا ملايين الدولارات لتمويل هذه الشركة من كبار مؤسسات التمويل والاستثمار الأميركية بما في ذلك غولدمات ساكس ومورغان ستانلي. وكان هنتر قد اسس تلك الشركة مع وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري وكريس هاينز في عام 2009. كما أن المؤسس المشارك لشركة متابيوتا والرئيس التنفيذي لها هو نيل كالاهان، العضو المنتدب السابق والمؤسس المشارك للشركة Rosemont Seneca Technology Partners وهي فرع من شركة Rosemont Capital التابعة لشركة هنتر بايدن.
وتشير النقاشات التي حملتها المراسلات الإلكترونية بين هنتر وزملائه بحماس كيف يمكن أن تصبح مراقبة الشركة للبيانات الطبية أداة أساسية للحكومات والشركات التي تتطلع إلى اكتشاف تفشي الأمراض المعدية.
وفي إشارة واضحة لتورط هنتر بايدن في عمليات شركة متابيوتا في أوكرانيا أن عروضه التي قدمها للمستثمرين لم تهدف فقط تمويل الشركة بل مساعدتها في الحصول على عملاء جدد بما في ذلك الوكالات الحكومية. حتى أن هو وشريكه في العمل إريك شويرين ناقشا تأجير مكاتبهم من الباطن إلى الشركة حسبما كشفت ذلك رسالة إلكترونية منهما في في أبريل/نيسان 2014. وفي الشهر نفسه كتبت جوتيري مذكرة إلى هنتر توضح كيف يمكنهم “تأكيد استقلال أوكرانيا الثقافي والاقتصادي عن روسيا”. وقالت “كما وعدت ، أعددت المذكرة المرفقة ، والتي تقدم لمحة عامة عن متابيوتا، ومشاركتنا في أوكرانيا ، وكيف يمكننا الاستفادة من فريقنا وشبكاتنا ومفاهيمنا لتأكيد الاستقلال الثقافي والاقتصادي لأوكرانيا عن روسيا واستمرار اندماجها في المجتمع الغربي.”
ونقلت الصحيفة عن سام فاديس وهو ضابط كبير سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إي) ، الذي قام بمراجعة رسائل البريد الإلكتروني على الكمبيوتر المحمول الخاص بشركة هنتر قوله إن عرض المساعدة في تأكيد استقلال أوكرانيا كان غريبًا بالنسبة لمدير تنفيذي في مجال التكنولوجيا الحيوية. إنه يثير السؤال، ما هو الغرض الحقيقي من هذا المشروع؟
وقامت جوتيري بدور رائد في عمليات متابيوتا في أوكرانيا ، حيث التقت بمسؤولين تنفيذيين آخرين في الشركة ومسؤولين عسكريين أميركيين وأوكرانيين في أكتوبر 2016 لمناقشة “التعاون في المراقبة والوقاية من الأمراض المعدية الخطيرة بشكل خاص ، بما في ذلك الأمراض الحيوانية المنشأ في أوكرانيا والدول المجاورة” وفقًا لـ تقرير 2016 الصادر عن مركز العلوم والتكنولوجيا في أوكرانيا.
وتساءل فاديس ما نوع الشراكة التي تبحث عنه متابيوتا في أوكرانيا؟ من لاعب غير حكومي محتمل في كييف؟ إعادة بناء العلاقات مع الوزارات المعنية في أوكرانيا ، وعلى أساس ذلك إعادة التمويل من بلاك و فيتش، أو يبحثون عن شراكة في إدارة المشاريع في أوكرانيا ، والعلاقات العامة مع المؤسسات الحكومية هنا ، وتمويل المشاريع؟ وقال إن محاولة إقناع متابيوتا بتكوين شراكة مع شركة بوريزما كانت بمثابة كشف محير ومقلق. واضاف فاديس متسائلا إن والد هنتر كان نائب رئيس الولايات المتحدة ومسؤولًا عن العلاقات مع أوكرانيا. فلماذا لم يكن هنتر عضوًا في مجلس إدارة شركة غاز أوكرانية مشبوهة فحسب ، بل ربطها أيضًا بشركة تعمل في مجال أبحاث الأسلحة البيولوجية؟
لكن السؤال لا يزال مطروحًا: لماذا هنتر بايدن وسط كل هذا؟ لماذا الابن المشين لنائب الرئيس في وسط كل ذلك – الرجل الذي ليس لديه مهارات ملحوظة ومتعاطي الكوكايين. وقال بوزارسكي في رسالته الإلكترونية إلى هنتر إنه واجه مشاريع بحثية بيولوجية من قبل في وظيفته السابقة كمسؤول حكومي أوكراني ، وادعى أن شركة بلاك و فيتش عملت على “مشاريع مماثلة ” للعقد المقترح لشركة متابيوتا.
وتظهر الوثائق أن وكالة الحد من التهديدات الدفاعية الأميركية (DTRA) أيضًا كلفت شركة بلاك و فيتش ببناء مختبر مستوى السلامة البيولوجية 3 في أوديسا في أوكرانيا في عام 2010 ، والذي ” قدم معدات وتدريبًا محسّنًا لتحديد مسببات الأمراض الخطيرة بشكل فعال وآمن ” وتُستخدم هذه المعامل في “دراسة العوامل المعدية أو السموم التي قد تنتقل عبر الهواء وتسبب عدوى قاتلة”، كما تقول وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية. وقد حصلت الشركة على عقد إضافي في عام 2012 بقيمة 85 مليون دولار مدته خمس سنوات.
كما تظهر الوثائق أن لشركة متابيوتا علاقات وثيقة مع معهد ووهان لعلم الفيروسات (WIV)الصيني الذي داب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب اتهامه بأنه مصدر تفشي فيروس كوروناCOVID-19

محمد دلبح-واشنطن-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى