أحداث

خالد شوكات للوبوان تي أن ꞉النداء كطائر العنقاء يخرج اقوى من رماد المعارك

لوبوان تي أن

 

. الشاهد هو من وضع نفسه خارج السياق الندائي

.وضع النهضة شديد الحساسية كمن يمشي على الحبل

.فعلا لا نريد أن نرى في المستقبل رئيس حكومة يهرب بالسلطة 

 

لازالت الشقوق والنعرات متواصلة في النداء مع احتداد الجدل بين القصبة قرطاج وحول بقاء الشاهد من عدمه في رئاسة الحكومة وما تمخض عنه من جدل بين المدير التنفيذي للنداء حافظ قائد السبسي والشاهد ومن ولاهم ودخول حزب النهضة كحليف له وما أثاره ذلك من تساؤلات وغموض حول طبيعة الدور الذي تلعبه النهضة في هذا الخصوص خاصة مع كل ما يروج عن اندثار حزب النداء وتعنت الشاهد وتحديه لحزبه وعدم مبالاته بقرار التجميد عن هذه الإشكالات وغيرها “لوبوان تي أن “كان لها لقاء مع خالد شوكات وزير سابق وقيادي بحزب نداء تونس الذي لايزال يراهن على حزب النداء الذي اعتبره كطائر العنقاء يخرج من رماد المعارك

صرحت في إحدى الحوارات أن الحكومة منشغلة بمشروع سياسي آخر بعيدا عن أهداف وثيقة قرطاج هو  مشروع سياسي انقلابي عن نداء تونس ماذا تقصدون بذلك ؟

هذا واضح في مستويين على الأقل꞉

المستوى الاول ان اداء الحكومة على امتداد سنتين كان فاشلا وسلبيا بحسب  جميع  الدوائر المتخصصة وبالاعتماد على جميع المؤشرات التي تقاس من خلالها الوضعية الاقتصادية اوحالةالمالية العمومية، فنحن امام أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة تهدد الدولة في وجودها، فضلا عن تهديدهااستمرارية المشروع الديمقراطي، وبالتالي فان الحكومة ابتعدت تماما عن الالتزامات الواردة  في وثيقة قرطاج.

مستوى الثاني يتعلق بالشأن السياسي، فبدل تركيز الحكومة على معالجة الأزمة والانفتاح على الأحزاب الداعمة لها عمدت للهروب الى الامام من خلال شنها هجومات غير مسبوقة على الأحزاب والكتل

البرلمانيةالحزبية للإمعان في اضعافها وشق صفوفها وتقسيمها وهو سلوك غير لم يسبق لأي حكومة ان مارسته من قبل.اما عن يوسف الشاهد فيبدو ان مخططه كان فك الارتباط بالنداء، فهو من وضع نفسه خارج السياق الندائي وماقرار القيادة الندائية الا اضفاء السمة القانونية على هذا الامر الواقع.

 

 هل بات يوسف الشاهد يشكل خطرا حقيقيا على النداء بعد أن تشكلت كتلة  الائتلاف الوطني التي تدعمه ؟

  • لاشك ان يوسف الشاهد شكل تحديا للنداء خاصة، وللمنظومة الحزبية بشكل عام، فهو وضع نفسه فوق الأحزاب الداعمة لحكومته ولم يراجعها ولم يساهم في تشكيل تنسيقية يحاورها بشكل دوري مثلما

فعل سلفه، وقدفاقم الأزمة بهذه الحالة السياسية التي اسس لها والتي جعلت الممارسة الحكومية تخرج

عن العرف الديمقراطي.اما بالنسبة لكتلة الائتلاف الوطنية، وكل كتلة على شاكلتها، فإنها تقيم  الدليل على اننا بصدد ضرب اهم مبدأ  في الديمقراطية الا وهو مبدأ السيادة الشعبية، فهؤلاء النواب لا  يملكون مقاعدهم لان المواطنين لم يصوتوا علىأشخاصهم بل على احزابهم وفي المقدمة النداء، ومن هنا اعتبر ان تشكيل هذه الكتلة هو جريمة موصوفة في حق الديمقراطية. وعلى البرلمان القادم أن

يمنع السياحة النيابية.

 

وقيل عنه كذلك انه الابن الضال وذلك في تصريحات بعض قيادي النداء ما تعقيبكم على ذلك ؟

برأينا هو ضل الطريق لانه تنكر لالتزاماته تجاه رئيس الجمهورية مؤسس النداء وانحرف عن التقليد  المتبع ازاء حزبه الذي مكنه من صعود هرم السلطة. ويبدو انه قام بذلك بتخطيط مسبق وارادة لا تقبل  التراجع او رمي المنديل كما جاء على لسانه.

 

يوسف الشاهد تحدى حزبه وتحدى الاتحاد ماهي في تقديركم القوى التي تدعمه ؟

هناك فريقان يدعمانه، فريق أصلي هو حركة النهضة من منطلق بحثها عن شريك مستقبلي جديد وفي ظل تقديربعض قادتها المؤثرين من ان مرحلة النداء قد انتهت، وفريق مشتق ما كان ليدعم

الشاهد لو انه لم يلاحظ انه مدعوم من النهضة. وعموما فان الشاهد اختار كما نرى السير في  اختبار السلطة الى النهاية ومواجهة الجميع بما في ذلك الاتحاد ان اقتضى الامر ذلك.

 

 هناك شبه اجماع  أن أزمة النداء لا تكمن في شخص  يوسف الشاهد  بل في حافظ قائد السبسي  الذي خلق شقوق النداء؟

المقارنة بين الشاهد وحافظ لا تجوز فيما يتعلق بالنداء، وبصرف النظر عن مسألة الشعبية، فان حافظ

مؤسس ومناضل داخل النداء، كان مسؤولا عن الهياكل قبل الفوز الانتخابي، ثم اصبح مديرا تنفيذيا بعد  مؤتمر سوسة،وهو الى اليوم مناضل حزبي لم يستفد شيئا من نضاله على مستوى السلطة، بينما  انحصرت علاقة الشاهد بالنداءفي مجال الاستفادة فقط، فقد عين كاتب دولة ثم وزيرا ثم رئيس حكومة  بفضل عضوية قصيرة عابرة في النداء،ولهذا ليس من العدل ابدا المقارنة بين الاثنين، الا اذا كانت  المسألة لدى البعض مزاجية .

 

إلا تعتبر أن النهضة حاليا هي المستفيدة من وضع النداء المتازم وان سنة 2019ستكون نهضاوية بامتياز ؟

لا اعتقد ان النهضة في وضعية مريحة مثلما يتصور بعضهم، بل ان بعض قادتها يعترفون بان وضعهم شديد الحساسية، كمن يمشي على الحبل تماما، لانه قد سبق لهم ان خبروا الحكم وأدركوا صعوباته،  فضلا عن تقديرهم ان المناخ الإقليمي والدولي لا يساعدهم وان شرائح شعبية واسعة ما تزال تنظر

اليهم ككائن غريب عن الجسم الوطني، فهم وان فازوا انتخابيا فليس ذلك مردّه قوتهم بقدرما هو نتاج  شتت الآخرين وضعفهم، ومن هنا كنّانفضل لو انهم حفظوا عهودهم ومواثيقهم مع رئيس الجمهورية  وحركة نداء تونس، اما وقد اخلوا بهذه العهودوالمواثيق فسيكون وضعهم وقدرتهم على إيجاد شركاء محدود للغاية.

 

النداء خذل الشعب التونسي في مناسبة أولى عندما تحالف مع النهضة واعاد  الكرة  بانشطاره هل 

ترى الأمل مازال قائما في الانتخابات المقبلة في حزب يراه المحللون في حالة احتضار؟

 

النداء هو سليل عائلة سياسية عريقة. بل هي العائلة الأعرق، واقصد بذلك عائلة الحركة الوطنية

الاصلاحيةالدستورية، وهو النسخة المعاصرة لهذا التيار الكبير الذي لعب الدور الحاسم في معارك

الأمة التونسية الكبرى على مر المراحل، ومن هنا يصعب تصور ان يفقد النداء مكانته في المشهد

السياسي كفاعل اساسي فيها، في المدى المنظور على الأقل، وقد اثبتت الانتخابات البلدية الاخيرة ان  النداء قد يفقد بعض النقاط لكنه لا يخسر موقعه المتقدم في خارطة الفائزين، ففي نهاية الامر ورغم كل

الأزمات احرز 22 بالمائة من أصوات الناخبين، وله اليوم1600 مستشار بلدي ويترأس قرابة 80 بلدية من 350. ان النداء كطائر العنقاء عادة ما يخرج اقوى من رماد المعارك.

 

على فرض استقالة حكومة الشاهد  هل ترى أن البديل لديه عصا سحرية قادرة على صنع المعجزات ؟أم أن  ازاحةحكومة الشاهد يندرج في خانة التاديب لأنه خرج عن بيت الطاعة وكان عصيا ؟

  • سعىالنداء الى تصحيح العلاقة بين الحزب والحكومة، ودعوته الثابتة لإجراء

تغيير عميق وشامل للفريق الحكومي مردّه تقدير الحزب لما تقتضيه المصلحة الوطنية

وحاجة المشروع الديمقراطي، فنحن فعلا لا نريد أن نرى في المستقبل رئيس حكومة يهرب بالسلطة وينقلب على المنظومة الحزبية التي اوصلته، ومن جهة ثانية نعتقد انه

لا يوجد حل للازمة الاقتصادية والاجتماعية ولا يمكن وقف نزيف المالية العمومية

الا برحيل الشاهد ومجموعته، ولا شك ان الامر لا يتصل بالرغبة في إيجاد عصا

سحرية، لا يمكن إيجادها أصلا، إنما هي الرغبةفي إيقاف انحدار المؤشرات على

الأقل واحداث رجة إيجابية تحيي الامل وتبعث برسائل إيجابية للداخل والخارج.

 

حاورتاه هاجر وأسماء

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى