الشرق الأوسط

فوز مؤسسة “لايت إيد إمباكت” بـ”جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين” في دورتها الثامنة

 

  • تبلغ قيمة جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين 500 ألف درهم
  • “لايت إيد إمباكت” قدمت الطاقة النظيفة لأكثر من 50 ألف أسرة في أفريقيا
  • منهجها المبتكر خفف من التأثير السلبي لوقود الكيروسين (الكاز) بنسبة 70%
  • ساهمت في استمرار العملية التعليمية لـ 25 ألف طالب وفرت لهم مصابيح الطاقة الشمسية للدراسة أوقات المساء
  • دربت 2,000 من أعضاء المجتمع في مجال تركيب وصيانة أجهزة التكنولوجيا الشمسية
  • نفذت مشاريع أسهمت في تحسين خدمات الرعاية الصحيّة في المناطق الريفية

أعلنت “مؤسسة القلب الكبير” عن فوز مؤسسة “لايت إيد إمباكت” بـ”جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين” في دورتها الثامنة، تقديراً لجهود المؤسسة النيجيرية غير الربحية ومنهجها المبتكر في تحسين حياة اللاجئين، حيث تمكنت خلال عامين فقط من توفير محطات طاقة شمسية لأكثر من 50 ألف عائلة في مخيمات اللجوء، والمناطق الريفية التي تعاني نقصاً في الخدمات الأساسية في جميع أنحاء القارة الأفريقية، وزودت أفرادها بالمعارف والمهارات اللازمة لصيانتها، كما استحدثت برامج تعليمية حول أساليب وتقنيات إعادة تدوير المواد الإستهلاكية وتحويلها إلى مصادر طاقة بديلة.

وجاءت الجائزة من نصيب مؤسسة “لايت إيد إمباكت”، التي أسسها الشاب النيجيري ستانلي أنيجبوجو، وتم تسجيلها رسمياً  في عام 2022، تكريماً لمبادراتها ومشاريعها الاستثنائية التي أسهمت بشكل فعال في تحسين حياة اللاجئين والنازحين في نيجيريا وأفريقيا من خلال توفير حلول الطاقة المستدامة في مجتمعات اللاجئين والتغلب على العديد من التحديات التي تواجههم، أبرزها صعوبة التخلص من 1.1 مليون طن من النفايات الإلكترونية سنوياً، وعدم تكرير ما يقارب 88% من إجمالي النفايات فيها، والتي عالجها ستانلي من خلال استخدام نموذج الاقتصاد الدائري الذي يتم من خلال إعادة استخدام النفايات الإلكترونية والبلاستيكية لتصنيع مصابيح شمسية محمولة ومحطات للشحن الكهربائي، مما أسهم بشكل واضح في معالجة تحديات الوصول إلى مصادر الطاقة، وحماية البيئة من خلال تقليل النفايات وتعزيز استخدام مصادر الطاقة المتجددة كحل مستدام في المجتمعات المستضعفة، إلى جانب دورها في توفير الكهرباء لعدد من بلدان إفريقيا التي يعيش فيها أكثر من 590 مليون شخص من دون كهرباء.

ووفرت مؤسسة “لايت إيد إمباكت” حلول الطاقة الشمسية للمؤسسات التعليمية والصحية أيضاً لتخفف بذلك التأثيرات الضارة لوقود الكيروسين (الكاز) بنسبة 70%، وتترك أثراً ايجابياً على البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية.

ويشكل منح الجائزة التي تبلغ قيمتها 500 ألف درهم إماراتي لمؤسسة “لايت إيد إمباكت”  من بين أكثر من 527 مرشحاً من 53 دولة، شهادة حية على أهمية الابتكار ودوره في إحداث التغيير الإيجابي، من خلال التغلب على عدد من أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات المستضعفة، حيث يسلط عمل المؤسسة الضوء على دور الطاقة النظيفة في تحفيز التغيير المجتمعي في قطاعات التعليم، والرعاية الصحية، والنمو الاقتصادي، والاستدامة البيئية.

تأثير إيجابي شامل لا ينير المنازل فقط وإنما حياة سكانها

ولا يقتصر تأثير مؤسسة “لايت إيد إمباكت” على توفير الطاقة النظيفة، فمن خلال مبادرة “أطفال لايت إيد”، أنشأت المؤسسة مختبرات الابتكار، ووفرت تدريباً عملياً مكّنت من خلاله  25 ألف طالب من تحويل النفايات المعاد تدويرها إلى حلول عملية للتغلب على التحديات العالمية، بالإضافة إلى تدريب أكثر من 2000 شاب من أفراد المجتمع في مجال تركيب وصيانة أجهزة تكنولوجيا الطاقة الشمسية.

وفي المجتمعات المستضعفة، لا سيما ضمن مخيمات اللاجئين والنازحين في نيجيريا، مثل “مخيم ماكوردي”، نجحت المؤسسة من خلال مشروع “النور من أجل السلام” برفع جودة حياة الناس، حيث قدمت منتجات مصنوعة من مواد معادة التدوير، تشمل المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية، وتمكنت من بناء 3 محطات للشحن بالطاقة الشمسية، لتبعث الأمل في حياة المستفيدين، إذ ساهمت هذه الجهود في تعزيز الطاقة الإنتاجية، وحسنت مستويات السلامة، وسهلت الوصول إلى الخدمات الأساسية، كما كان لها دور بارز وجوهري في تعزيز الأمن والحماية في المخيمات، حيث لوحظ تراجع في معدلات الجريمة والعنف والاعتداء على النساء في الليل في ظل غياب مصدر للإنارة.

ومن خلال مشاريع “لايت إيد بلاس” و”لايت إيد بيكو”، حققت المؤسسة إنجازات ملموسة على مستوى الارتقاء بواقع منظومة التعليم، من خلال توفير مصابيح الطاقة الشمسية للطلاب بهدف تمكينهم من الدراسة في الفترات المسائية، وأسهم ذلك بتعزيز الأداء الأكاديمي للطلبة، وزيادة حضور الطلاب في المدارس.

وقدمت المؤسسة مساهمات كبيرة لدعم خدمات الرعاية الصحية في المناطق الريفية، من خلال توفير الطاقة الشمسية للعيادات، بما يضمن تقديم الخدمات الأساسية التي تشمل تبريد اللقاحات والإمدادات الطبية في أبعد المواقع الريفية والنائية، ولعبت هذه الجهود دوراً رئيسياً في المناطق التي شهدت تحديات في تقديم الخدمات الطبية بسبب غياب الكهرباء.

قادت هذه الجهود وغيرها المؤسسة للحصول على جائزة Scroll of Honor من برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية تقديراً لجهودها على المستوى الدولي والحلول المبتكرة التي تقدمها، حيث تم تسليط الضوء على مساهمات المؤسسة في أهداف التنمية المستدامة، بما في ذلك الطاقة النظيفة والتعليم والحد من عدم المساواة بين الجنسين.

مريم الحمادي: الحلول المبتكرة تثبت أن التغيير يمكن أن يبدأ بتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية

وقالت سعادة مريم الحمادي، مدير عام مؤسسة القلب الكبير: “الحلول المبتكرة التي تقدمها (مؤسسة لايت إيد إمباكت) تثبت أن التغيير الإيجابي يمكن أن يبدأ بتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية، ومن خلال (جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين)، سنواصل تكريم الجهود الرائدة التي تُحدث التغيير الإيجابي في حياة اللاجئين والنازحين، وهذا العام نثمن جهود (لايت إيد إمباكت) في تمكين آلاف الأشخاص من الحصول على فرص النمو الاقتصادي وخدمات الرعاية الصحية والتعليم”.

وأضافت الحمادي: “إن أكثر ما يجعل من جهود (لايت إيد إمباكت) جهوداً ملهمة واستثنائية في مجال العمل الإنساني، هو قدرتها على دمج الابتكار مع الأهداف العالمية في الطاقة النظيفة والاستدامة، رغم أنها منظمة حديثة العهد بدأت أنشطتها قبل عامين فقط. ومن خلال استجابتها لتحدي نقص الكهرباء في القارة الإفريقية وتحويلها إلى مبادرات مستدامة، قدمت (لايت إيد إمباكت) نموذجاً ملهماً يواكب التركيز العالمي الحالي المتزايد على الطاقة النظيفة. وهذا يثبت أن المنظمة قادرة على تمكين مجتمعات اللاجئين من تحقيق الاستقلالية والاكتفاء الذاتي وتعزيز المرونة، وهو ما يتماشى تماماً مع رؤيتنا في مؤسسة القلب الكبير في تمكين المجتمعات لتحقيق استدامتها الذاتية والتعامل مع التحديات بفعالية.

 

جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين

هي جائزة لا تكتفي بالتركيز على تلبية الاحتياجات الإنسانية وحسب، وإنما على تلبية الطموحات والتطلعات الإنسانية للاجئين. انطلقت الجائزة بالتعاون مع “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين”، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ورئيسة مؤسسة القلب الكبير.

لعبت الجائزة دوراً غير مسبوق خلال الأعوام الـ8 الماضية في تسليط الضوء على مساهمات المنظمات المحلية الغير ربحية التي تلبي الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين وتدعم طموحاتهم  وتطلعاتهم  الإنسانية في المنطقة والعالم، وتكريم أصحابها، وتشمل هذه الجهود ضمان الأمن الغذائي، والمساعدات الإغاثية، وتوفير الملاجئ والمساكن، وغيرها من الأساسيات، التي تمد اللاجئين والنازحين بالشجاعة والثقة لاستعادة الاستقرار والشعور بالانتماء.

وتبلغ قيمة الجائزة 500 ألف درهم، وتعتبر القيمة المالية للجائزة مساهمة خاصة من “مؤسسة القلب الكبير” إذ لا يتم احتسابها من قيمة التبرعات التي تذهب بالكامل لمساعدة اللاجئين والنازحين والمحتاجين حول العالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى