لوبوان تي ﺁن:
من اخطاء مسار الانتقال
الديمقراطي اننا نحاول احيانا اعادة اكتشاف العجلة بمقولات غريبة لا علاقة لها
بالديمقراطية..
من اخطاء الباجي قائد السبسي رحمه الله انه سارع الى تولي رئاسة الجمهورية الأقل
صلاحيات في حين انه في الانظمة البرلمانية تكون رئاسة الحكومة هي هدف رئيس الحزب
الفائز ..لذلك فقد اضطر الى اختيار رؤساء حكومة من خارج الحزب او من الصف الثاني
منه ليكون موظفا لديه في القصبة في خرق للدستور مما ادى الى سيطرة رئيس الدولة
لفترة ثم الانقلاب عليه مع تفكك الحزب الحاكم تحت وطأة الصراعات على
المناصب..
ارجاع الامور الى نصابها يعني ان الغنوشي هو رئيس الحكومة الطبيعي مثلما يحدث في
كل الديمقراطيات البرلمانية او شبه البرلمانية فرئيس الحزب الفائز يجب ان يكون
رئيس الحكومة الشخصية المحورية في النظام السياسي التونسي وصاحب اهم الصلاحيات
بينما اختيار رئيس حكومة غيره من حركة النهضة يعني ان هذا الأخير سيكون له رئيس
اعلى منه درجة وهو رئيس حزبه وقرار السلطة التنفيذية سيكون خارج الحكومة ..اي اننا
سنذهب الى الحكم من خلف الستار حيث رئيس الحكومة الاكثر صلاحيات في الدستور
التونسي يخضع لشخص اخر وهو ما يعني سيطرة حسابات الحزب على حسابات الدولة مادام
رئيس الحكومة يخضع لرئيس الحزب..
في الانظمة البرلمانية وشبه البرلمانية رئيس الحكومة هو دائما رئيس الحزب
الفائز..وعندما يقع تغيير رئيس الحكومة يستقيل ايضا من رئاسة الحزب ليتركه لرئيس
الحكومة الجديد..بل ان رئيس الحكومة الجديدة يقع انتخابه قبل ذلك رئيسا الحزب
ويعرف ناخبوه انه اختيارهم ليكون رئيس الحكومة عن حزبهم..
اذن الطبيعي والعادي ان يكون الغنوشي المكلف بتشكيل الحكومة..اذا ارادت النهضة
تكليف شخص اخر من داخلها فالطبيعي ساعتها ان يتولى هو رئاسة الحزب حتى تكون له
اليد الطولى في الحزب والدولة وحتى لا يتفكك بغيابه الحزب الحاكم كما حدث مع نداء
تونس..
القيادي في التيار الديمقراطي عبد الواحد اليحياوي
Haut du formulaire
