أحداث

لولا الصّمود السوري لسقط العالم العربي بيد الدواعش…

لوبوان تي ﺁن꞉

بعد النصر السوري التاريخي بان بالكاشف الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه الترويكا بقيادة حركة النهضة  عند قطعها للعلاقات الديبلوماسية مع سوريا فضلا على انخراطها –إي  النهضة- في ملف تسفير الشبان إلى سوريا للقتال بناءا على وثائق تثبت ذلك والأكيد أن هذا النصر سيكون له تداعيات على المستوى الاقليمي وسيغير خارطة العربية بشكل كامل وسيدفع العديد من الأطراف إلى تغيير مواقفها إذ سارعت العديد من الدول العربية إلى إعادة فتح سفاراتها والأكيد أن حركة النهضة لن تشذ على هذه القاعدة وستسعى بدورها إلى تعديل اوتارها في اتجاه الخروج باخف الأضرار من موضوع بات يحرجها كثيرا  لأنه عنوان لفشلها وفي هذا إلاطار اعتبر الناشط السياسي سمير عبد الله في تدوينة له أن “الترويكا السّابقة بقيادة حركة النهضة في سياساتها الدّاخليّة اقتصاديّا واجتماعيّا فحسب ولا زالت تركتها الثّقيلة تعاني منها الحكومات اللاّحقة ..بل فشلت أيضا في سياستها الخارجيّة وتسبّبت في عدد من الأزمات الديبلوماسيّة مع الجزائر وليبيا ومصر وسوريا والامارات ..

فشل فظيع ..بسبب الخروج عن ثوابت خيارات الديبلوماسيّة التونسيّة التي وضع أسسها الزّعيم الرّاحل الحبيب بورقيبة القائمة على عدم التدخّل في شؤون الغير وعدم الانخراط في سياسة المحاور ووضع مصالح تونس فوق كل اعتبار ممّا بوّأ ديبلوماسيّتنا اشعاعا دوليّا يشهد به الشرق والغرب ..اشعاع تجاوز بكثير حجم تونس الجغرافي الصّغير ..

التطوّرات والمتغيّرات المتسارعة التي تشهدها كل المنطقة العربيّة بعد انتصار سوري تاريخي كشفت مدى الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه الترويكا وحركة النّهضة بالأساس بسبب تذيّلها للمحور القطري التركي وعدائها الايديولوجي لنظام الأسد ..

صحيح النّظام السّوري غير ديمقراطي ..ولكن هل أنّ أغلبية الأنظمة العربيّة الأخرى ديمقراطيّة ..؟؟الشّعب السّوري هوّ وحده من يختار من يحكمه ولا وصاية عليه من أيّ كان ..
ولكن حركة النّهضة لم تكتفي بذلك الموقف السياسي المعادي لسوريا بل انخرطت على الميدان في تنظيم شبكات التسفير وتمويلها وتعبئة ” المجاهدين ” للقتال في سوريا ..وثائق وشهادات عديدة توثّق لذلك( منها تحقيق قناة الشروق الجزائريّة) وآخرها ادراجها كحركة تموّل الارهاب وتشجّعه على اللّوائح السّوريّة ..

الانتصار السّوري على أكبر حرب كونيّة وقع شنّها على بلد عربي في العهد الحديث وساهم فيها العدوّ الاسرائيلي ..لها تداعيات وكلفة كبيرة ..
الكلفة مدمّرة : مئات الآلاف من القتلى والجرحى وملايين من المشرّدين والاّجئين حول العالم ومدن كاملة وقع تدميرها..

وتداعيات مفصليّة ستفتح صفحة جديدة على امتداد كامل الخريطة العربيّة : العواصم العربيّة المهمّة سارعت باعادة فتح سفاراتها ..والسعوديّة تخلّت عن خطابها العدائي تجاه سوريا بعد تغيير وزير خارجيّتها بل تعمل على اعادتها لحضن الجامعة العربيّة ..وقمّة تونس في مارس القادم ستكون قمّة المصالحة العربيّة وستمسح العار الذي لطّخ
سمعة بلادنا باحتضانها لمؤتمر الخونة والعملاء المسمّى باطلا ب ” مؤتمر أصدقاء سوريا”
وفي الدّاخل فانّ هذه المتغيّرات المتسارعة ستدفع النّهضة الى مراجعة حساباتها داخليّا وخارجيّا وموقفها المهرول نحو ” المصالحة السوريّة الشاملة” يندرج في هذا الاطار..والنّهضة تدرك جيّدا أنّها التنظيم الاخواني الوحيد الذي بقي في الحكم على امتداد كل العالم العربي ولم يعد لها من سند خارجي ..

الدرس الأهم هوّ أنّه لولا الصّمود السوري والمصري لسقط العالم العربي بين أيدي الارهاب الدّاعشي ولعمّت الحرب الأهليّة في بلدان ذات التركيبة الطّائفيّة مثل سوريا ولبنان والعراق والأردن والبحرين ..
والدّرس الهام الآخر أنّ الرّبيع العبري قبر نهائيّا ..هناك شرق جديد وعالم عربي جديد بصدد التشكّل والبروز .

هاجر واسماء 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى