لوبوان-تونس
عادة عندما نشاهد شريط سينمائي او حتى مشهد في حياتنا اليومية يكون خارج عن المنطق والمعقول وفيه خيال وخزعبلات لا يقبلها العقل نقول هذا “فيلم هندي” لما فيه من خوارق واكاذيب ومشاهد خرافية تستبله المشاهد. وهوما ينطبق اليوم على فيلم “حياة الماعز” الشريط السينمائي الهندي الذي طرح برؤية خاصة وخاصة جدا ما اعتقده البعض قضية الكفالة في المملكة العربية السعودية، في حين ان الفيلم لا علاقة له بنظام الكفالة، بل انه تعرضّ لجريمة اختطاف رجل هندي جاء للعمل في المملكة.
يبدأ الصراع الميلودرامي في الفيلم من لحظة وصول شابين من الهند إلى مطار خليجي. يرسم المخرج بشكل متسارع ملامح متلاحقة تصنع خلفية توحي بمطار سعودي.. ثم ودون إبطاء يبدأ المخرج في رسم صورة الرجل الذي سوف يختطفهما ويتولاهما بقبحه وفجاجته. معاملة هذا الرجل انكشفت من أول لحظة التقاهما فيها داخل المطار، الأمر الذي سيعطيك صورة عن البنية الدرامية للعمل، فالرجل لم يستدرجهما بالتودد أو باللين أو بالحيلة أو بالتهديد، فمنذ اللحظة الأولى صار يتعامل معهما بكل فجاجة ووقاحة، وأمرهما أن يركبا معه في صندوق سيارة.
والغريب ومثلما جرت عليه عادة الأفلام الهندية، أنهما قفزا معه دون أدنى ممانعة كالخرفان في ادانة ومس من الإنسان الهندي صوره في شكل إنسانا ذليلا لا يملك أي درجة من التدبر والمقاومة.
ثم وفي مكان العمل الذي وضع فيه “نجيب” الهندي، أُتيحت له فرصة أن يهرب ولكنه لم يفعل ذلك وضل ذاعنا كالخروف راضيا بوضعه”
قصة الفيلم، تعطينا فكرة عن ما يجري اليوم ومنذ سنوات في عالم الثقافة والفنون التي ابتعدت عن غاياتها الإنسانية لتدخل المجال السياسي كإحدى الات وأدوات الحروب الجديدة والواضح ان الفيلم وراءه اطراف انتجته ومولته وصرفت من اجل الدعاية له لأغراض سياسية بحتة من اجل تقديم صورة خاطئة وغير صحيحة عن العرب بشكل عام، وعن اهل الخليج والسعوديين بشكل خاص. في محاولة لانتقاد وضرب نظام الكفيل المعتمد وهو نظام الغرض منه تنظيم الهجرة وحفظ حقوق الوافدين الذين وجدوا في السعودية وغيرها من دول الخليج ضالتهم في العمل التي لم يجدوها في دولهم او في دول أخرى تتشدق بالديمقراطية وحقوق الانسان.
فنظام الكفالة هو نظام قانوني متبع في الغالب في دول الخليج والأردن والعراق ولبنان يحدد العلاقة بين صاحب العمل والعامل الاجنبي. وفي نوفمبر 2020 أعلنت السعودية، عن مبادرة تحسين العلاقة التعاقدية، وهي إحدى مبادرات رؤية السعودية 2030، وقد ألغت هذه المبادرة سلطة صاحب العمل (الكفيل) فيما يتعلق بالتنقل الوظيفي وسفر العامل.
كذلك، أعلنت وزارة العمل السعودية مؤخرا عن تغييرات واسعة النطاق على نظام الكفالة، حيث تم إلغاء نظام الكفيل التقليدي لعدد من المهن، وذلك في إطار سعي المملكة لتطوير سوق العمل وتحسين ظروفه وبيئته وضمان حقوق الوافدين وهو قرار ستكون له انعكاسات جد إيجابية على سوق الشغل في المملكة وعلى اقتصادها خاصة ان القرار سيطور من عديد المهن التي تعتبر سامية على غرار الهندسة بمختلف تفرعاتها والكوادر الإدارية مثل مديري المبيعات، ومديري الحسابات، ومديري الادارة، والسكرتارية التنفيذية. كما سيمس من القطاع الطبي حيث يشمل القرار الاطباء والممرضين والفنيين. وكذلك القطاع الفني حيث يشمل العاملين في المقاولات وموظفي الأعمال الفنية. القطاع الحرفي: مثل الأعمال اليدوية والورش. ..
عموما، “حياة الماعز” يبقى مجرد فيلم هندي بعيد عن الحقيقة والدليل ان الملايين من العمالة الأجنبية بما فيها خاصة الهندية والباكستانية تتواجد منذ عشرات السنين في المملكة ووجدت حقوقها محفوظة وتمكنت من العمل والكسب والاستثمار في بلدانها التي لم تجد فيها لقمة العيش.
وبعيدا عن السينما الهندية وخزعبلاتها، هناك قصص كفالة يمكن ان تكتب عنها كتب وتصور نظرا لإنسانيتها من ذلك قصة الاسرة السعودية التي تكفلت بعلاج خادمتها من مرض السرطان في ارقى المستشفيات وقصة السعودي الذي تكفل بزواج سائقه من خادمته واهدى لهما سيارة وتكفل مواطن سعودي بكامل تكاليف زواج خادمته السريلانكية بعد أن اسلمت وبنى لها جناحا كاملا قرب منزله…عينات من الاف القصص والمعاملات الإنسانية بين الكفيل والمكفول في المنطقة هذا دون الحديث عن ما تقوم به المملكة كدولة وما تقوم به العائلة المالكة من تكفل انساني للآلاف داخل و حتى من خارج المملكة…