لوبوان تي آن:
حملت وقائع اليوم في مواجهة الكورونا مفارقة تطرح أكثر من سؤال حول المستقبل. ففي الوقت الذي عقد مكتب مجلس نواب الشعب اجتماعا مهما في مستويين على الأقل واصل رئيس الجمهورية قيس سعيد نهج أسلوب البحث عن المناكفات و المعارك الوهمية. راشد الغنوشي عبر في نهاية اجتماع مجلس نواب الشعب عما يفكر فيه أغلب التونسيين و التونسيات و يتمثل في الشعور بأن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة تبقى دون المطلوب و لا ترتقي إلى مستجدات انتشار الوباء و تفشيه من ناحية و إلى أن استخفاف المواطنين في ما يتعلق باحترام إجراءات العزل الصحي قد زادت الوضع تعقدا. و نقطة أخرى تحسب في رصيد مجلس نواب الشعب و تتمثل فى ظهور عبير موسي في صورة المترفعة عن المناكفات و الصراعات السياسية التي طالما انهكت المجلس و اثرت على صورته لدى الرأي العام. التقاء راشد الغنوشي و عبير موسي حول إعطاء الأولوية للتصدي للوباء لا يمكن إلا اعتباره خطوة إيجابية في هذا السياق الدقيق الذي يبدو أن رئيس الجمهورية قيس سعيد لم يدرك خطورته يختار ساكن قرطاج منطق الحد الأدنى من الأداء و يكتفي بظهور أقرب للظهور البروتوكولي بل لا يكتفي بذلك و يزيد الطين بلة من خلال الغمز في قناة اختصاص السلط و المضاربات السياسية التي لا تسكن في هذا الظرف إلا خيال قيس سعيد الذي لم تجعله الأزمة يرتقي إلى ما يفرضه دور و مكانة رئيس الجمهورية من ترفع عن السفاسف و العمل على تدعيم ما هو مشترك.
شهاب