لوبوان تي ان :
قالت صحيفة وول ستريت جورنال إن القصف الجوي الذي تشنه القوات الأمريكية لمواقع لجماعات مسلحة موالية لإيران في الشرق الوسط قد يكون أقل فعالية في تهدئة التوترات في المنطقة من اتفاق يوقف الاقتتال بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، حسب ما أورده موقع الجزيرة اليوم 4 فيفري.
ووفق تقرير الصحيفة، فإن الضربات الأمريكية الانتقامية ردا على مقتل 3 جنود أمريكيين في قاعدة عسكرية شمال شرقي الأردن مدروسة بدقة لدرء الهجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط دون دفع إيران إلى صراع مباشر.
ومهما كان رد الفعل الذي يثيره القصف، فمن غير المرجح أن يمنع حلفاء إيران من شن مزيد من الهجمات ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية، غير أن محللين ومسؤولين في المنطقة تحدثت إليهم الصحيفة، يرون أن وقف تلك الهجمات يستوجب وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وكانت القوات الأمريكية وجّهت، الجمعة 2 فيفري، ضربات إلى مواقع قالت إنها تابعة للحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس في سوريا والعراق، ردا على مقتل الجنود الثلاثة، وسط تحذيرات من جرّ المنطقة إلى حرب.
وأعلنت القيادة الوسطى الأمريكية أن الضربات نفذت بطائرات انطلقت من الولايات المتحدة ضمت قاذفات بعيدة المدى، مشيرة إلى استخدام أكثر من 125 قذيفة دقيقة التوجيه.
وأضافت أن المنشآت المستهدفة هي مراكز قيادة وتحكم وتجسس ومواقع تخزين صواريخ ومسيّرات.
وتعرضت القوات الأمريكية في العراق وسوريا لأكثر من 160 هجوما منذ بدء الحرب في غزة، وهو ما يمثل تصعيدا حادا في صراع يتفاقم بوتيرة بطيئة يهدف المسلحون من ورائه إلى طرد الولايات المتحدة من المنطقة، على حدّ تعبير وول ستريت جورنال.
وتعزو الصحيفة الأمريكية السبب في إشعال فتيل الصراع الملتهب بين الولايات المتحدة و”كوكبة الميليشيات المتحالفة مع إيران”، إلى الحرب التي بدأتها إسرائيل في قطاع غزة عقب هجوم حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 والذي جاء ردا على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للمسجد الأقصى والاقتحامات المستمرة لمدن الضفة الغربية.
ومنذ اجتياح إسرائيل لغزة، انخرط حزب الله اللبناني أيضا في تبادل لإطلاق النار على الحدود الشمالية لإسرائيل. وأثرت الهجمات التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران، بشدّة في حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى شن غارات جوية على الأراضي التي تسيطر عليها الجماعة في اليمن.
وأعلنت الجماعتان –حزب الله والحوثيون- أنهما لن توقفا القتال حتى تكف إسرائيل عن عدوانها على قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب في غزة التي أودت بحياة 27 ألف شخص -معظمهم من النساء والأطفال- جعلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحت ضغط أكبر لتحقيق هدفها السياسي ذي الطابع المزدوج المتمثل في أن وقف إطلاق النار في غزة من شأنه أن يفضي إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.
وتدفع الولايات المتحدة باقتراح من شأنه أن يوقف الحرب في البداية لمدة 6 أسابيع للسماح للرهائن بالخروج وتمهيد الطريق لسلام أكثر استدامة.
بيد أن الصحيفة تقول إن هناك عقبات كبيرة تحول دون إقناع الجانبين بالموافقة على الصفقة، خاصة الانقسامات الداخلية حول قبول شروطها كما هي.