أحداث

لأول مرة ولمدة 8 أيام: رحلة بحرية ترفيهية بين تونس والجزائر على متن باخرة 5 نجوم

 

لوبوانسفيان رجب

في سابقة سياحية لافتة في غرب المتوسط، تستعد الجزائر وتونس لإطلاق اول رحلة بحرية ترفيهية من نوعها تربط بين العاصمتين، في مبادرة تعكس تحولا تدريجيا في تصور السياحة المغاربية من مجرد تنقل موسمي عبر البر في غالبيته الى تجربة بحرية ترفيهية متكاملة.

الرحلة المنظرة، التي حدد موعدها لما بين 29 ديسمبر 2025 الى 5 جانفي 2026، ستكون تجربة سياحية شاملة على متن الباخرة “رومانتيكا”، التي يوصفها منظمو الرحلة بفندق عائم بخمس نجوم. الفكرة تقوم على الجمع بين الاقامة الفاخرة، والاطعام، والبرامج الترفيهية، والاحتفالات براس السنة، في عرض واحد يستهدف العائلات والشباب ومحبي السياحة الثقافية على حد سواء.

وتقف وراء هذه المبادرة شركة “مدار ماريتيم كومباني”، التابعة لمجمع “مدار القابضة”، التي تراهن على السياحة البحرية كرافعة جديدة للتعاون الاقليمي، وكمجال لا يزال غير مستغل بالشكل الكافي في المنطقة المغاربية، مقارنة بما يشهده الحوض الاوروبي للمتوسط.

اللافت في هذه الرحلة انها تعيد احياء فكرة البحر كجسر تواصل بين ضفتي المغرب العربي، بعد سنوات طويلة ظل فيها النقل البحري محصورا في المعاملات التجارية لا غير.  ويندرج اختيار توقيت نهاية السنة ضمن استراتيجية جذب الطلب خلال فترة شتوية عادة ما تعرف ركودا في القطاع السياحي.

برنامج الرحلة، حسب ما تم ضبطه، يتضمن امسيات موسيقية وسهرات ذات طابع ثقافي، وموائد مستوحاة من المطبخين الجزائري والتونسي، الى جانب انشطة ترفيهية موجهة لمختلف الفئات العمرية. كما يجري الحديث عن مشاركة فنانين من البلدين، ما يمنح الرحلة بعدا ثقافيا ورمزيا يتجاوز الطابع الاحتفالي البحت.

ذروة الرحلة ستكون ليلة 31 ديسمبر، حيث ينظم حفل راس السنة في عرض البحر، في تجربة تسويقية ذكية تراهن على عامل التفرد والاختلاف مقارنة بالعروض السياحية التقليدية داخل المدن.

وعند الوصول الى ميناء تونس في 5 جانفي، لا تنتهي التجربة، اذ تم التخطيط لتنظيم جولات سياحية وزيارات موجهة لاكتشاف المعالم التاريخية والثقافية للعاصمة وضواحيها، بما يساهم في ضخ عائدات اضافية في الدورة الاقتصادية المحلية.

ومن الواضح أن هذه الرحلة الترفيهية تعد مبادرة تحمل مؤشرات على امكانية اعادة رسم خريطة السياحة الاقليمية، اذا ما تم تحويلها الى خط بحري منتظم. فنجاح التجربة قد يفتح الباب امام مشاريع مماثلة تربط بين مدن مغاربية اخرى، وتؤسس لنمط سياحي مشترك يقوم على التكامل بدل التنافس.

وتمثل هذه الرحلة البحرية بين الجزائر وتونس اختبارا عمليا لقدرة الفاعلين الاقتصاديين في المنطقة على الابتكار السياحي، وعلى تحويل القرب الجغرافي والتقارب الثقافي الى منتج سياحي قابل للتسويق اقليميا ودوليا، في وقت تبحث فيه دول المغرب العربي عن روافع جديدة للنمو والتقارب والتغلب على الخلافات السياسية التي اضعفت المنطقة وحرمتها من نقط نمو هامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى