

د. هلال بن عبدالله السناني **
الاحتفال باليوم الوطني في سلطنة عُمان ليس مجرد مناسبة وطنية تاريخية؛ بل إنّه تأكيد على استمرار مسيرة التقدم والتنمية في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، سلطان عُمان، ومناسبة للتعبير عن مشاعر الفخر والاعتزاز بما حققته سلطنة عُمان في مختلف المجالات والميادين سواء على المستوى التنموي أو البشري.
وتحتفل سلطنة عُمان اليوم بمسيرة حافلة بالإنجازات على الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية؛ حيث شهدت السنوات الأخيرة تحديث وتطوير مؤسسات الدولة، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان على الساحة الإقليمية والدولية، لتؤكد دورها كدولة مستقرة وموثوقة يمكن لجميع الأطراف اللجوء إليها لحل النزاعات سلميًا.
وتتبنى سلطنة عُمان سياسة خارجية معتدلة وفريدة في المنطقة، تقوم على الحياد الإيجابي والحوار البناء، وقد عززت هذه السياسة مصداقية سلطنة عُمان على الصعيد الدولي، وجعلها شريكًا موثوقًا لجميع الأطراف الإقليمية والدولية القدرة على التكيّف مع المتغيرات العالمية دون التخلي عن المبادئ الوطنية.
وتواصل بلادنا الحبيبة تنفيذ رؤية “عُمان 2040″، الإطار الاستراتيجي الذي يحدد مسار التنمية الوطنية ويضع أهدافًا واضحة لبناء اقتصاد متنوع ومستدام ومجتمع مزدهر. ومنذ العام 2020، ركزت حكومة سلطنة عُمان على تطوير القطاعات الاقتصادية غير النفطية مثل السياحة والصناعة والخدمات اللوجستية، وتعزيز البنية الأساسية بما في ذلك الموانئ والمطارات ووسائل النقل لدعم التجارة والاستثمار.
وشهد الاقتصاد العُماني تحولات نوعية نحو تنويع مصادر الدخل والتركيز على مصادر الطاقة النظيفة وفق استراتيجية واضحة، وتظهر الإحصائيات تقدمًا ملموسًا في هذا الجانب بالإضافة إلى جهود استقطاب وتشجيع الاستثمار؛ حيث تؤكد المؤشرات الاستثمارية البيئة الاستثمارية الجاذبة للبلاد. ويؤكد تقرير “بيئة الاستثمار 2024: سلطنة عُمان” الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية عام 2024 أن سلطنة عُمان توفر بيئة استثمارية مستقرة وموثوقة، مع نظام قانوني يحمي المستثمرين وحقوق الملكية، وإجراءات واضحة لتأسيس الأعمال وتشجيع الاستثمارات الأجنبية، بما يتماشى مع رؤية “عُمان 2040”.
ومن ناحية السياسات النقدية حققت سلطنة عُمان منذ 2020 تقدمًا ملحوظًا في مؤشرات الاستقرار المالي وإدارة الدين العام وكفاءة الإنفاق، مما ساهم في رفع الثقة بمؤسسات سلطنة عُمان وقدرتها على تنفيذ مشاريع استراتيجية طويلة الأمد.
وعلى الصعيد الثقافي، تشهد سلطنة عُمان نهضة واضحة تعكس الهوية الوطنية المُتجددة، مع الحفاظ على التراث الوطني ودمج الابتكار في الفنون والثقافة المُعاصرة، مما يُعزّز مكانة سلطنة عُمان على الساحة الإقليمية والدولية ويسهم في التنمية الاقتصادية والسياحية، ويتيح للشباب المشاركة الفاعلة في تطوير المجتمع.
إنَّ الإنجازات التي تحققت منذ 2020 تعكس قدرة سلطنة عُمان على الجمع بين الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية والثقافة المتجددة والدبلوماسية المعتدلة؛ لتُصبح نموذجًا يحتذى به في المنطقة. ومن خلال هذه السياسات والرؤية الطموحة، تؤكد سلطنة عُمان قدرتها على بناء مستقبل مزدهر ومستدام للأجيال القادمة، وتعزيز علاقاتها الأخوية مع الأشقاء والأصدقاء على الصعيدين الإقليمي والدولي.
** سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهورية التونسية




