لوبوان تي ﺁن꞉
مرت ثماني سنوات على اندلاع الثورة التونسية ثورة الكرامة والحرية والتشغيل ثورة أراد من خلالها المواطن التونسي أن تتغير ظروف عيشه نحو الافضل لكن كل هذه الاماني ارتطمت بواقع مرير فعوض أن يتحسن الاقتصاد التونسي تهاوى بالكامل حيث تراجعت المقدرة الشرائية للمواطن وانعدمت التنمية لننتهي إلى معضلة تعميم التهميش.امام تغلغل الإرهاب وارتفاع ضحاياه.وطبقة السياسية الحالية لا تملك غير الثرثرة ووقاحة إطلاق “الجيل الخامس من كذبة الوعود” ولا تملك إلا أن تلوك كلمات القطع مع الاستبداد وتحرير الكلمة والحال وان أروقة المحاكم تهتز كل يوم على وقع محاكمات اراء تضمنتها تدوينات “المتحررين بعد الثورة” من منظومة بن علي.
اليوم النخب السياسية تغرق في دوامة معركة تكسير العظام بين القصبة والقرطاج والحزب الذي من المفروض انه الفائز في انتخابات 2014اصبح شبه غائبا ان لم نقل فقد فاعليته وجاهزيته أن يكون حزبا فاعلا في الانتخابات القادمة بسبب الانشقاقات داخله فضلا عل فقدان ثقة الناخبين فيه.
ماذا بقي في المشهد العائلة الوسطية التي يعول الناخب على تجمعها علها تحدث الفارق وتهزم حزب النهضة -الذي رغم الهزات مازال محافظا على تماسكه بدليل الانتخابات البلدية التي أثبتت أن قواعد النهضة لن تتخلى عن حزبها -.هذا المشهد الضبابي عموما يحيلنا إلى مربع الصفر وهو زمن تغول النهضة وعلى فرض وقوع ذلك فان كل المسؤولية تتحملها الأحزاب السياسية جميعا التي برهنت ولازالت تبرهن على فشلها في كل المحطات الهامة .تونس لم يبقى لها بعد هذه السنوات العجاف إلا أمل بسيط هو توحد الأحزاب التي لها نفس الرؤى في جبهة واحدة كفيلة بقلب المعادلة وإحداث الفارق البين وإلا فان القادم لن يكون إلا أسوا والسنوات العجاف قد تتواصل في ظل بحث كل طرف على مصلحته وقد يطبع تاريخ الثورة الذي كان ميلاد أمل لدى تونسيين واعلانا للجمهورية الثانية وموعدا للفرح وذكري يحتفى بها إلى ذكرى تؤرخ للسواد ومحرار للفشل بلد “أضاع فرصة تاريخية ليتحول إلى انموذخ “سنغافورة “.وهو ما عبر عنه الدكتور شهاب دغيم في مدخلة خص بها”لوبوان ꞉
” مباشرة بعد حصول التغيير السياسي في تونس المرزوقي في باريس يعلن انه سيترشح للرئاسة قبل ان تطأ قدماه تراب الوطن ودماء التونسيين الذين قنصوا غدرا ولم نعرف من قتلهم لم تجف والغنوشي في لندن يراقب التطورات الميدانية ليعلن موقف حركته من الأحداث … لم يكن في الشارع الا الشعب التونسي الذي سئم التغول الطرابلسي وكره التسلط وكفر برتابة الحياة السياسية والتسلط الغبي … ردة فعل انفعالية على انسداد أفق اجتماعي وسياسي واقتصادي وضد تغول اوليقارشيا عائلية أصبحت أخطبوطية كالمافيا أطبقت على كل البلاد… كان التوتسي يصلي و”يسكر” ولم تكن أسئلة الهوية تطرح نفسها عنده لان الشخصية التونسية كانت متجانسة رغم انفصاميتها المعلنة .فجل المطالَب كانت اجتماعية اقتصادية مطلبية شعبية من اجل الشغل والحريّة والكرامة. اعتقد التونسي البسيط ان تونس ستصبح كسويسرا بمجرد خروج بن علي وان العصابات التي أطبقت على البلاد لن تعود حلم جميل تحول الى كابوس مع عودة جحافل المعارضة المهجرية على ظهور القنوات التلفزية يصرحون انهم كانوا في شيء من هذه الثورة … عادوا الى التاريخ والجغرافيا بفضل الشعب البسيط المفقر الذي انتفض من اجل كرامته من اجل لقمة عيشه ليقدم بنات أفكاره وجهده الى جوقات جديدة كرست فكر الغنيمة والريعية لتفتك البلاد وتدخلها الى دومات العنف والعبث الثورجي …. غابت الكرامة وغاب التشغيل وبقي شبح الجوع والبطالة يخيم على اغلب قطاعات البلاد المصورة… انتخب الشعب في ردة فعل من اعتقد انهم اقرباء الأنبياء طهرا ونظافة فإذا به يكتشف الإقطاعية المتوحشة والغنيمية القروسطية الموغلة في القبلية والعصبية المتحزبة والتي ادخلت السقيفة كل من ولاها وأخرجت كل من عاداها…. بدا الكابوس يخنق التونسيين وانتشر الاٍرهاب وأغلقت النزل وهجر السواح وأغلقت المصانع وانتقل من انتقل منها الى المغرب وانحبس انتاج الفوسفاط وأصبحنا نعد الشهداء وحرجى الاٍرهاب …. محصلة سلبية جعلت التونسيون يشعرون بالاحباط وبالفشل السياسي العقيم لطبقة سياسية افلست اخلاقيا وسياسيا…. فشلت الثورة لان من ركبها استغلها وغابت العقيدة والمبادىء وغابت النتائج عن بلد كان يمكن ان يتحول الى سنغافورة العالم العربي بعمل ابنائه وبناته …. هل سقط الحلم وسقطت الاقنعة عن تهافت طبقات سياسية باكملها….”
هاجر وأسماء