لوبوان تي آن– لا يخلو يوم من استحضار اسم حافظ قائد السبسي في وسائل الاعلام . و غالبا ما يتخذ شكل هذا الاستحضار شكل انتقاد للرجل وهو ما جعل المقربين منه يتحدثون عن استهداف منهجي يتعرض له الرجل في حين يحمله معارضوه مسؤولية كل التعثرات التي تعيشها تونس.
“لوبوان” التقت حافظ قائد السبسي فكان الحوار التالي:
– حافظ قائد السبسي من اكثر الشخصيات اثارة للجدل في تونس …فكيف ينظر لهذه الوضعية؟
— هذا جزء من ضريبة العمل السياسي وانا شخصيا انزل هذا الاستهداف في سياق ما تعيشه بلادنا من طغيان ممارسات البعض الذين يحاولون فرض انحدار خطير لمستوى التعاطي مع الشان العام. وانا اعرف ان الحملات التي تستهدفني تقف وراءها شبكات ومصالح معلومة وانها غير عفوية بالمرة. هذه الحملات تهدف الى ارباكي والى دفعي لمغادرة الحياة السياسية. ولهذا التزمت بعدم الرد على هذه الحملات وذلك من منطلق احترامي للتونسيين ولنفسي . وهذه الحملات تزيدني اصرارا على مواصلة العمل السياسي وقد اكسبتني مزيدا من الثقة في نفسي وتحمسني للعمل من اجل العمل على الارتقاء بالحياة السياسية وعلى تطويرها حتى يقع تجفيف اسباب ممارسات هتك الاعراض وبث الاشاعات ولا بد في هذا الصدد من الانصراف الى بناء احزاب قوية تتصارع حول البرامج.
– لكنك مسؤول عن تراجع شعبية رئيس الجمهورية والانقسامات التي شهدها “نداء تونس”.
— هذه ادعاءات جديدة يعمدون اليها ولا تؤكدها الوقائع ولا يجب التعامل معها كمسلمات . ذلك ان شعبية الباجي قائد السبسي لم تتراجع علاوة على ان رئيس الجمهورية بوصفه رجل دولة ورجل سياسة محنك لا يقبل باي حال من الاحوال ان يقبل بان يسيء الى مسيرته اي كان. ومن ناحية اخرى فان عودة عدد من الشخصيات التي غادرت الحركة الى صفوفها مؤخرا يمثل دليلا على اني لم اعق تطور الحركة بل كنت “حارس المعبد” الذي حماها من التفكك ومن الاندثار علما اني لست دخيلا على الشان العام اذ سبق ان نشطت سياسيا ولو لفترة وجيزة في بدايات حكم بن علي وكنت لسنوات نائب رئيس جمعية الترجي الرياضي بتونس التي لا تخفى شعبيتها واهمية تولي المسؤولية فيها .
– قد يكون تمسكك بالحركة مندرجا في تخطيطك لوراثة والدك على راس الجمهورية؟
— هذا كلام لا يصدقه اي عاقل لان الباجي قائد السبسي يحترم الدولة والجمهورية ووعي التونسيين ويدرك اهمية دوره في الانتقال الديمقراطي .والباجي قائد السبسي قد تصدى لمساعي التوريث التي اطلت براسها في اواخر عهد الرئيس الحبيب بورقيبة وكان من اول المتصدين لاول الانحرافات في اسلوب حكم زين العابدين بن علي . وانا لا يعنيني الا نجاح الباجي قائد السبسي في مهامه ولا افكر لاسباب اخلاقية في ان اكون مكانه ولا اريد الا المساهمة في خدمة بلادي والمساهمة في انجاح التحول الديمقراطي بعيدا عن المناصب التي لا تعنيني ولهذا رفضت الترشح في الانتخابات التشريعية.
– البعض يعتبرك سبب توتر العلاقة بين رئيس الجمهورية وحركة النهضة فما هو تعليقك؟
— هذا ادعاء جديد لا تؤكده الوقائع ذلك ان السبب الحقيقي لفتور العلاقة يعود الى ان حركة النهضة لم تحترم تعهداتها التي امضت عليها في وثيقة قرطاج 1 ووثيقة قرطاج 2 وتوهمت انها ستضعف من خلال مساندة يوسف الشاهد دور الباجي قائد السبسي وستضعف رئاسة الجمهورية وستخلق شرخا صلب حركة “نداء تونس”. حركة النهضة ارادت فرض منطق الابتزاز السياسي على رئيس الجمهورية وعلى حركة “نداء تونس” وفاتها اننا نرفض الابتزاز لان منطق الابتزاز يلحق اشد الاضرار بالحياة السياسية.
حوار: شهاب القرقني