أحداث

بعد أن أسقط السعودية والإمارات من جولته بلينكين يزور فلسطين المحتلة والمغرب والجزائر

لوبوان تي ان :

يتوقع أن يبدأ وزير الخارجية الأميركي طوني بلينكين جولة في المنطقة الأسبوع المقبل تشمل فلسطين المحتلة (الكيان الصهيوني والضفة الغربية المحتلة) والمغرب والجزائر. وتأتي جولة بلينكين في وقت تشهد علاقات الولايات المتحدة مع عدد من أنظمة التبعية العربية توترا على خلفية مطالبة الحكومة الأميركية لتلك الدول اتخاذ موقف مؤيد للحرب المالية/الاقتصادية ضد روسيا وخصوصا الطلب من السعودية والإمارات بزيادة إنتاجهما النفطي لتعويض النفط الروسي الذي تحظر حكومة بايدن استيراده بما يؤدي إلى خفض أسعاره في السوق العالمية غير أن حكومتي البلدين تمسكتا بالاتفاق على مستويات الإنتاج الذي تم التوصل إليه العام الماضي مع روسيا.
​كما انتقدت حكومة بايدن استقبال ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد ورئيس وزراء الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم للرئيس السوري بشار الأسد يوم الجمعة الماضي وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس يوم الأحد الماضي “نشعر بخيبة أمل وانزعاج عميقين من هذه المحاولة الواضحة لإضفاء الشرعية على (الرئيس) بشار الأسد”. وقال برايس يوم الاثنين الماضي إن مسؤولي حكومة بايدن أثاروا القضية مع المسؤولين الإماراتيين ونقلوا خيبة أملهم واحتجاجهم على الزيارة. ولم تعر أبو ظبي اهتماما كبيرا لانتقادات واشنطن ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين في ابو ظبي قولهم إن زيارة الرئيس الأسد كانت جزءًا من استراتيجية أوسع جديدة للتحدث مع الجميع في المنطقة ومحاولة عدم وجود أعداء. وقال المسؤول الإماراتي “نهجنا الجديد يركز على الدبلوماسية وخفض التصعيد والمشاركة … ونضع مصالحنا أولاً”. وفي إشارة لافتة إلى توتر العلاقات مع واشنطن منذ الهجوم الصاروخي الذي شنه أنصار الله اليمنيون على أبو ظبي في يناير/كانون الثاني الماضي فقد رفض بن زايد استقبال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال فرانك ماكنزي عندما زار أبو ظبي في فبراير/ شباط الماضي بدعوى أن قدومه استغرق 22 يومًا بعد الهجوم الصاروخي. كما أصيب الإماراتيون بخيبة أمل عندما رفضت حكومة بايدن طلبهم إعادة إدراج حركة أنصار الله (الحوثيين) على قائمتها لما تسميهم المنظمات الإرهابية.
وكانت الجولة في الأساس تشمل زيارة الرياض وأبو ظبي لكن بسبب التوتر مع حكومتي البلدين فقد تم إسقاطهما من برنامج جولته القادمة. ونقل موقع آكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤولين أميركيين قولهم إن بلينكين يريد استخدام الجولة لإظهار استمرار مشاركة الولايات المتحدة في المنطقة.
وستكون فلسطين المحتلة أول محطات جولته حيث سيصل مساء يوم السبت المقبل ويلتقي مسؤولين إسرائيليين في القدس المحتلة و رئيس سلطة الحكم الذاتي محمود عباس ومعاونيه في رام الله. ويتوقع أن يلتقي في رام الله ملك الأردن عبد الله الثاني الذي سيكون في رام الله يوم الأحد المقبل للقاء عباس. ويتوقع أن تتناول محادثات بلينكين مع عباس المساعدات المالية الأميركية للسلطة وتعهدات واشنطن السابقة إعادة فتح القنصلية الأميركية في القدس المحتلة وإعادة فتح مكتب ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
وسيغادر بلينكين فلسطين المحتلة يوم الاثنين المقبل متوجها إلى المغرب وبعدها إلى الجزائر حيث تشهد العلاقات المغربية الجزائرية توترا عاليا في أعقاب إقامة المغرب علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني وأيضا أمنية وعسكرية مما رفع من مخاوف الجزائر بأنها ستكون مستهدفة من تلك العلاقات. ويتوقع أن يطلب بلينكين من الجزائر أن تزيد من إنتاجها النفطي وصادرات غازها لتعويض النفط والغاز الروسي وهو أمر قد يكون من الصعب الاستجابة له نظرا للعلاقات الجزائرية الروسية القومية. ويذكر ان الجزائر امتنعت عن التصويت لصالح قرار الجمعية العام للأمم المتحدة الأخير الذي يدين روسيا ويطالبها وقف الحرب على أوكرانيا.


واشنطن-محمد دلبح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى