لوبوان تي ان:
تتزايد باضطراد عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة لتصبح الأولى دوليا في عدد الإصابات. لتتجاوز 104 ألاف شخص ووفاة نحو 1750 شخص حسب آخر الأرقام المعلنة اليوم. نحو 46 ألف حالة في ولاية نيويورك لوحدها. فيما ارتفع عدد الحالات في العالم إلى نحو 600 ألف حالة إصابة. وتجاوز عدد الوفيات من جرائها 27 ألف شخص. وقد أبلغت كل دولة تقريبًا عن حالة واحدة على الأقل من حالات الإصابة بالفيروس. وتظهر دراسة حديثة أنه يمكن للشخص بسهولة وبدون علم نشر الوباء.وهو ما دعا منظمة الصحة العالمية إلى التشديد على ضرورة إجراء الفحوصات وتتبع اتصالات الذين تثبت إصابتهم بالفيروس، في حين تم اتخاذ تدابير مشددة في أماكن مثل الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة واليابان، فيما انقضى نحو شهرين حتى أعلنت الحكومة الأميركية عن اكتشاف أول حالة فيروس كورونا في الولايات المتحدة لتقوم بتطبيق الفحوصات الواسعة بهذا الشأن.
وفيما يبدو خروج عدد الحالات عن السيطرة في الولايات المتحدة وتواجه خرج عدد الحالات في الولايات المتحدة عن السيطرة، وتواجه أنظمة المستشفيات في المناطق الأكثر تضرراً انهيارًا وشيكًا. ومثال ذلك في مدينة نيويورك التي تزيد حالات الإصابة عن 26 ألف تصل مستشفياتها ومراكز الرعاية الصحية إلى أقصى طاقتها في علاج الحالات الأكثر خطورة. وأوضحت سلطات المدينة أنه “ما لم يتم إدخالك إلى المستشفى وسيؤثر التشخيص على رعايتك، فلن يتم فحصك.” وهو ما يشير إلى أن معدل الاستشفاء لا يزال منخفضًا نسبيًا. وفي حال إخضاع الجميع إلى الفحوصات الحقيقية وتتبع اتصالات المصابين في المدينة وخارجها فمن المرجح أن أن يزيد عدد الحالات. وقد طلب حاكم نيويورك أندرو كومو من الحكومة الفيدرالية توفير 30.000 جهاز تنفس، وهي معدات ضرورية لإبقاء المرضى الأكثر أهمية على قيد الحياة مع انتشار العدوى إلى رئتيهم. يأتي طلب كومو في أعقاب الدليل المتزايد على أن فيروس كورونا يتعارض بشكل حاد مع الإنفلونزا الموسمية، الأمر الذي يتطلب أسابيع أو أشهر من دعم جهاز التنفس الصناعي للتعافي بشكل صحيح. وقد واجه الرئيس دونالد ترامب هذا الطلب بتعليقات اتسمت بالاستهزاء لكنه اضطر يوم أمس إلى إصدار أمر تنفيذي بإلزام شركة جنرال موتورز لصناعة السيارات بإنتاج أجهزة التنفس الصناعي التي تحتاجها البلاد. وللعلم أن أهم مصدر لإبقاء حالات المصابين الحرجة على قيد الحياة هي أجهزة التنفس الصناعي.
وقد تم فحص 626,667 شخصًا في الولايات المتحدة بحلول اليوم السبت (28/3/2020) طبقا لبيانات مشروع تتبع فايروس كورونا المستجد. ورغم أن الرقم قد ارتفع بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، لكنه لا يزال متخلفًا عن معدل الفحوصات في ألمانيا (120 ألف فحص أسبوعيا)، نظرًا لأن تفشي المرض في الولايات المتحدة هو الآن الأكبر في العالم. وقد وزعت إسبانيا 650 ألف مجموعة فحص، لكن لم يعرف بعد عدد الاختبارات التي أجريت هناك بشكل عام.
وإلى جانب تقييد التنقل والسفر نتيجة للوباء، حيث أُمر الكثير من السكان في الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى من بينها دول عربية بالبقاء في منازلهم. تستخدم الحكومات أيضًا الفرصة لزيادة عسكرة حدودها، مثل خطة الولايات المتحدة لنشر ألف جندي على الحدود الأميركية الكندية وزيادة الوجود العسكري على الحدود الأميركية المكسيكية. وأصدر ترامب أمرا تنفيذيا بعد منتصف ليلة الجمعة يسمح للبنتاغون بإعادة الأفراد الذين سبق لهم الخدمة في القوات المسلحة الأميركية وأعضاء الحرس الوطني والاحتياطي إلى الخدمة الفعلية لزيادة القوات المنخرطة بالفعل في مواجهة وباء كورونا. وقال ترامب إن القرار “سيسمح لنا بتعبئة العاملين في المجال الطبي والاستجابة للكوارث والطوارئ للمساعدة في خوض معركتنا ضد الفيروس من خلال تنشيط الآلاف من أعضاء الخدمة ذوي الخبرة بما في ذلك المتقاعدين”. وقد وجهت منظمة الصحة العالمية انتقادات حادة لتدابير العسكرة لأنها ليست كافية لوقف الفيروس وتضر بالتعاون الدولي لوقف الفيروس. حيث حذر المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس يوم الأربعاء من أنه في حين أن الحجر والعزل الصحي يمكن أن “يوقف انتقال الفيروس”، فمن المحتمل أن “يعاود” الفيروس في أعقاب ذلك إذا لم يتم عمل أي شيء آخر.
واشنطن-محمد دلبح