أحداث

الوضع في تونس: اخلاقيا منحط وسياسيا مخيف؟

لوبوان تي آن:

اذا خرجنا من دائرة متابعة الاحداث متناثرة وحاولنا البحث عن رابط ما بينها سنتبين مؤشرات حرب قذرة تدور في بلادنا،وان الوضع في تونس بات قريبا من كثير من النماذج المافيوزية القاتلة،حيث العصابات والسلاح والمخدرات والفضائح والخطف والابتزاز على غرار المكسيك وغيرها.
ماذا لو حاولنا ايجاد رابط بين الحرب الكلامية الدائرة بشكل هستيري بين مكونات ما يسمى الحزام السياسي لحكومة الفخفاخ حد تبادل الاتهامات بالخيانة والتحريض على القتل وبين تقارير تنشر هناوهناك في محاولة لكشف ملفات فساد من الوزن الثقيل،كيف لجريدة الصباح تنشر تقرير بذلك الحجم على ملف المصالحة في هيئة الحقيقة والكرامة ولماذا سكتت النيابة العمومية مما يوحي أن الملف ليس للفتح والمتابعة القضائية وانما للابتزاز مبدئيا على الاقل،لماذا فجأة ألقى سليم بن حميدان وزير املاك الدولة السابق بقنبلة تعرضه لمحاولة ارتشاء من دولة خليجية في علاقة بملف شيبوب،والاخطر هو اشارته الى ان من جاء بعده قبض ثمن تسوية ملف شيبوب فاتحا الباب لكل التأويلات،وطبعا النيابة العمومية في حالة النوم في العسل.
هل صدفة تزامن تصريح بن حميدان مع ملف الصباح مع فضيحة التحرش بين عربية بن حمادي وشيبوب مع ازمة الاتفاقية بين تونس وتركيا وتونس وقطر و مع تسريبات حول دور مساعد لتركيا في ليبيا مع احتدام الصراع والفضائح والتشهير…
لا أعتقد أن هذه الاحداث منفصلة،هناك رابط ما بينها خاصة مع الحضور اللافت للعامل الخارجي حيث لا تغيب عن كل هذه الاحداث دول تركيا قطر الامارات ليبيا السعودية وهو ما يؤشر على صراع يدور في بلادنا بين محورين بأدوات محلية قد يكون بعضها لعب مع الذئاب وبعضها مثل الأطرش في الزفة سعيد بمجرد الظهور الاعلامي في وضع تخميرة غير مدرك لابعاد الصراع الدائر والذي تستعمل فيه اقذر الاساليب بما فيها ذبح الناس وتقطيعهم مثلما حصل مع خاشقجي الذي دفع ثمن رقصه مع الذئاب.
ما يجري في تونس من الناحية الأخلاقية انحطاط مقزز حيث تم تجاوز كل الخطوط الحمر واعتقد ان ما حصل بين شيبوب وعربية بن حمادي بداية فقط،ولكن من الناحية السياسية مخيف فالاخوان المسلمين اصحاب باع في مثل هذه الحروب القذرة ولا احد يجاريهم وصراع محور قطر تركيا ضد محور السعودية الامارات ليس صراع دولي عادي فهو اقرب لصراع العصابات منه لصراع دول،وايضا ضعف الدولة التونسية وتفاقم انشطة المخابرات والعصابات الدولية في تونس وفي كل هذا تعاود فرنسا التمركز برجالها في القصبة وبشكل لافت …
هذا كله زائد الازمة الاقتصادية والاجتماعية يجعل الوضع

مخيف ومخيف جدا على مستقبل شعب و وطن.

محسن النابتي التيار الشعبي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى