شركات ومؤسسات

السيارات المتصلة بالإنترنت ترتقي بمستويات السلامة والراحة على الطرقات

ساهم الانتشار الواسع الذي حققته شبكة الإنترنت على مدار العقود الثلاثة الماضية في إحداث تغيير جوهري في عالمنا المعاصر، وإضفاء ملامح جديدة على كل ما تمسه الشبكة العنكبوتية، بما في ذلك قطاع السيارات. فقد غيرت مزايا اتصال السيارات بشبكة الإنترنت من أسلوب عيشنا وعملنا وطريقة قيادتنا للسيارة، لاسيّماأن هذه السيارات تتمتع اليوم بقدرات تعادل 20 جهاز كمبيوتر وتحتوي على أكثر من 100 مليون سطراً من التعليمات البرمجية القادرة على معالجة 25 جيجابايت من البيانات في الساعة الواحدة. ووفقاً للتوقعات، سيصل عدد السيارات المتصلة بالإنترنت على الطرقات إلى أكثر من 380 مليون سيارة متصلة بحلول العام 2021[1].

وأنتم؟ هل سيارتكم متصلة بالإنترنت؟. أشار استطلاع جديد أجرته شركة “كانتار” إلى أن 47% ممن تم سؤالهم حول هذا الموضوع لم يدركوا أن سيارتهم تتضمن مزايا تجعلها متصلة بالإنترنت. فالعديد من أصحاب السيارات لم يعملوا بوجود مثل هذه التقنيات، في حين أنها لم تنل ثقة أشخاصاً آخرين علموا بوجودها، أو لم يروا فيها أي فائدة لحياتهم اليومية.

السيارات المتصلة وإنترنت الأشياء

السيارة المتصلة قادرة على الوصول إلى الإنترنت عبر حزمة بيانات متنقلة. وتتيح هذه الخاصية للسيارة الاتصال بالإنترنت والتواصل مع أجهزة أخرى، على غرار الهواتف الذكية، والبنيات التحتية (إشارات المرور على سبيل المثال).

وتعتبر السيارات المتصلة جزءاً من توجه تقني أوسع يدعى “إنترنت الأشياء”، ويعني بالتفصيل اتصال العديد من الأجهزة التي نستخدمها في حياتنا اليومية بالإنترنت. وتنتشر هذه الأجهزة الذكية في كل مكان، بدءاً من الثلاجات المنزلية التي تخبر أصحابها بنفاد الحليب وتتولى مهمّة طلبه ذاتياً.

وفي هذا السياق، قال لينوس ماتسون، المشرف على المعلومات والترفيه في شركة فورد: “يعتبر الاتصال بالانترنت محفزاً رئيسياً يتيح لشركات تصنيع السيارات مثل فورد تقديم مستويات مثلى من الراحة والاتصال والأمان لأصحاب السيارات. وفي ظل التقدم التقني الراهن، بوسعنا اليوم استشراف مستقبل غني بمنظومة شاملة من الأجهزة والبنية التحتية المتصلة التي تتفاعل فيما بينها”.

تجربة رقمية كاملة

من أكثر المزايا انتشاراً في السيارات المتصلة بالإنترنت اليوم، أنظمة المعلومات والترفيه التي أضفت على استخدام السيارات طابعاً يحاكي استخدام الهواتف الذكية، لتتيح للسائقين مواصلة حياتهم الرقمية على الطرقات.

وتأتي منتجات مثل نظام Ford SYNC® 3 الذي يمكن تفعيله بالأوامر الصوتية لتتيح للمستخدمين من التحكم بالعديد من الخصائص في سيارتهم كالملاحة والصوت ودرجة الحرارة، إضافة إلى إرسال الرسائل النصية القصيرة وإجراء المكالمات، دون أي حاجةلإبعاد نظرهم عن الطريق أو حتى رفع يديهم عن عجلة القيادة. ولا يقتصر دور هذه المزايا على المساعدة في حماية السائق من تشتت الانتباه عن الطريق، بل إنها تتيح له الاستفادة من وقته أثناء القيادة. فبدلاً من هدر الوقت على الطرقات في الازدحام المروري أثناء التوجه إلى العمل، يمكن للسائقين التحقق من رسائلهم بأمان والإجابة عليها، وإجراء مكالمات جماعية أو الاستماع للكتب الصوتية.

وتساعد مزايا الاتصال بالإنترنت أيضاً على توفير الوقت والمال. فالعديد من الأنظمة قادرة على التحقق مباشرة من حركة المرور على الطرقات واقتراح طرق بديلة لتجنب الازدحام، مما يمكّن السائقين من الوصول إلى وجهتهم في وقت أقل وكفاءة عالية. وتعتبر هذه المزايا في غاية الأهمية، لا سيما في مدن مثل الدار البيضاء، حيث يقضي الناس في المتوسط 57 دقيقة عالقين في الاختناقات المرورية يومياً، مما يستهلك الوقت والوقود.

من جهته، قال أشرف البستاني، المدير العام لشركة فورد في شمال وجنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا: “تقع على عاتق شركات تصنيع السيارات مسؤولية حقيقية في ضمان قدرة السيارات على توفير ذات المستوى من المعلومات والبيانات الذي أصبح أصحابها يتوقعونه من التقنيات الأخرى التي يتفاعلون معها. ومن شأن تطوير سيارات أذكى أن يتيح لنا القدرة على ابتكار سبل أكثر ذكاء وسلامة لتمكين السائقين من قيادة سياراتهم وإجراء الاتصالات بمزيد من الراحة والأمان للجميع”.

تقنيات توفر مستوى أعلى من الأمان

من أبرز الفوائد التي تعود بها السيارات المتصلة بالإنترنت على السائقين هي تعزيز السلامة. فقد تطورت قدرات اتصال السيارات بشكل ملحوظ مؤخراً وباتت تنطوي على قدرات شبه ذاتية، على غرار مثبت السرعة التفاعلي، ونظام المكابح التلقائي للطوارئ، ومساعد البقاء على خط السير. وبدأ العديد من الناس بالسعي لامتلاك سيارات توفر هذه المزايا انطلاقاً من إدراكهم لكفاءتها العالية وقدرتها على تعزيز سلامتهم.

حققت هذه المزايا نقلة نوعية في مستويات الأمان والسلامة في السيارات، لاسيما بعد استخدام الكاميرات والمستشعرات التي تساعد في تجنب الحوادث قبل حدوثها. وتتمتع السيارات المتصلة اليوم أيضاً بأنظمة رصد يمكنها إنذار السائق من مخاطر محتملة، وتم تصميمها حتى للتدخل والتحكم بالسيارة لتجنب الاصطدام إذا لزم الأمر.

وعلى سبيل المثال، تستخدم السيارات المزودة بنظام فورد للبقاء على خط السير كاميرا مثبتة خلف المرايا الجانبية لقراءة مسار الطريق، والكشف عن أي انحراف غير مقصود خارجه. وعند رصد الكاميرا لأي انحراف في السيارة، يقوم النظام بإنذار السائق عبر شاشة أمامه، أو التحكم بالمقود وإعادة السيارة بسلاسة إلى مسارها الصحيح.

وفي ضوء التطور الحاصل في مستقبل السيارات المتصلة بالإنترنت، والمسار المحتوم نحو السيارات ذاتية القيادة بالكامل، يمكننا اليوم اغتنام فوائد هذه التطورات الحاصلة لتحويل القيادة إلى تجربة أكثر سلامة وفائدة وكفاءة،وأكثر متعة بالتأكيد.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى