أحداث

اروبا تبقى متماسكة …

لوبوان تي آن:

تتظافر الجهود في كل العالم الى القضاء على فيروس كورونا المستجد و تحاول كل الدول أن تتضامن قدر الإمكان في هذه المواجهة بلحظاتها التاريخية و الاستثنائية خاصة في مستوى التكامل المعلوماتي لماهية و تحرك الفيروس فوق كوكبنا البشري و السؤال المطروح هل أن أزمة وباء كورونا المستجد سوف تغير الخارطة الجيوسياسية للعالم و إعادة النظر في العلاقات الدولية تجاه نظام عالمي أكثر عدالة و أكثر خدمة لكل الشعوب دون إستثناء٠
أم أن الخروج من الأزمة سوف يدفع بمزيد من التحزب الاقتصادي مما يعزز الانتماء الوطني الذي بدوره يساهم في بناء عالم أقل إنفتاح و أقل حرية و تضامن٠
و في الواقع إلى حد الان لازال الجميع في محطة لا تملك الإجابة و لا تملك أي تأويلات لٱن المعركة ضد هذا الفيروس لم تنته بعد وهو ما يقلص من إمكانية إستخلاص الدروس اليوم٠
الأكيد ان العالم في حاجة إلى التواصل في رصد تحركات الفيروس في كل البلدان و إلى مواصلة جمع المعطيات الجديدة التي من شأنها معرفة كوفيد 19 بأكثر دقة من أجل نجاعة اكبر في حصاره و القضاء عليه وهو ما يتتطلب تنسيقا كبيرا بين جل البلدان و من ثمة رد الإعتبار لقيم التضامن و التعاون و التآزر في هذه الظروف الصعبة و هذا ما إختارته تونس ٠
إختارنا طريق القيم ويظهر هذا من خلال المبادرة الأخيرة لرئيس الدولة و التي تمثلت في توجيه بعثة من الأطباء التونسيين إلى إيطاليا في رسالة تضامن واضحة مع الشعب الإيطالي الصديق كما تحرك الرئيس قيس سعيد في الأسابيع الأخيرة في عدة إتجاهات من أجل حشد الجهد الدولي لمقاومة وباء كورونا إذ إتصل بعدد من الرؤساء الفاعلين في المشهد الدولي و طور تحركاته إلى حد السعي لإستصدار لائحة من مجلس الأمن لفرض تضامن دولي في مواجهة الوباء و هذا المسعى للأسف أعاقته عنهجية الإدارة الأمريكية و لا شك أن مساعي السيد الرئيس سوف تعود بالفائدة على تونس خاصة في ما يخص إعادة تشكيل علاقاتها الدولية في الإتجاه الإيجابي ٠
و الأكيد أن العالم مقبل على أزمة إقتصادية عميقة لا أحد يتكهن بنهايتها و في تقديري عكس ما يذهب إليه الجميع ستبقى متماسكة و موحدة نستكشف هذا من خلال التقارب الفرنسي الألماني في مواجهة الأزمة و هو ما يجب أن يحصل على مستوى المغرب الكبير من خلال تقارب تونسي جزائري يمهد إلى ميثاق جديد يحمل عنوان ميثاق الإستقرار المغاربي.

الدكتور مختار زغدود رئيس مركز تونس للبحوث الاستراتيجية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى