أحداث

 بعنجهية وتكبرّ: الغنوشي “يقزّم” و”يهين” يوسف الشاهد

لوبوان تي آن– يمكن اعتبار استعراض القوة الذي لاح به راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة خلال الجلسة العامة السنوية الرابعة لكتلة الحركة بمجلس نواب الشعب أمس السبت بمثابة الصفعة ليوسف الشاهد الذي أظهره الغنوشي وكأنه أداة طيعة بين يديه لا يقرر ولا يحكم..بل أظهره وكأنه الأداة المنفذة للنهضة وان حكومته حكومة فاسدين بل ان حتى حكومته الجديدة تتضمن فاسدين.

الغنوشي اقر صراحة انه من شكل الحكومة الجديدة وانه من أمر بعزل وإقالة وزراء…وقال انه  ” اكتفى بأخذ ما أخذ حفاظا على الوضع وأنهم (النهضة) استعملوا فيتو ضد بعض الوزراء الفاسدين و وقع تغييرهم بوزراء “صالحين” وهذا يعني أن الغنوشي وحركته هم من حددوا قائمة الوزراء وقائمة انتماءاتهم وهذه ضربة قوية وصفعة لا ترد لرئيس الحكومة يوسف الشاهد…

وقول الغنوشي انه أمر بتغيير وزراء فاسدين معناه أن الشاهد كان يعلم أو لا يعلم بوجود فاسدين في حكومته، فان كان يعلم فهذه طامة كبرى فكيف يعين فاسدين وكيف يسمح ببقائهم في حكومته..وان كان لا يعلم والغنوشي يعلم، فتلك مسالة اخطر..

أما قول الغنوشي انه استعمل الفيتو ضد “بعض” وأصرّ هنا على كلمة “بعض” الوزراء الفاسدين يعني أن البعض الآخر ما زال في الحكومة..وهو ما يعني أن حكومة يوسف الشاهد الجديدة التي صادق عليها مجلس النواب بحرص من حركة النهضة تضم فاسدين…

تصريحات الغنوشي مست بعمق يوسف الشاهد وضربته في الصميم بل قزمته لحد كبير وأظهرته فعلا الفتى اللين والمطيع والمؤتمر بأوامر الشيخ وجماعته.

ما صرح به الغنوشي أثار حفيظة وزير سابق مقال وربما يكون من بين “الفاسدين” إذا ما قبلنا بكلام شيخ الجماعة ..هذا الوزير هو فوزي عبد الرحمان وزير التشغيل والتكوين المهني المقال والذي عوضته وزيرة نهضاوية والذي جاء في تدوينة له على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك: ”لا أستطيع الصمت عندما أسمع رئيس حزب يستعرض قوته لإعلامنا أنه اكتفى بأخذ ما أخذ حفاظا على الوضع وإنهم استعملوا فيتو ضد بعض الوزراء الفاسدين ووقع تغييرهم بوزراء “صالحين”، بدون ذكر هؤلاء و بدون استثناء يذكر” .

وتساءل عبد الرحمان قائلا: ”هل كان وزراء الحزب يدركون أنهم يحكمون مع وزراء فاسدين؟ و هل وقع إعلام رئيس الحكومة بذلك ؟ هل كان يدرك هذا الأخير وجود وزراء فاسدين في حكومته؟.

وتباع ”الفساد يأخذ أشكالا عديدة و منها الفساد المتعلق بالفرد أو المسؤول و منها الفساد المؤسساتي الممنهج الذي يستهدف مؤسسات الدولة لتقويض أسسها أو إضعافها. على أي نوع من الفساد يتكلم رئيس الحزب؟”.

كما قال فوزي عبد الرحمان في ذات التدوينة، ”نحن ندرك جميعا أن ملف الفساد لم يفتح إلا بصفة جانبية و ذلك لان الفساد عقلية بنيت على الولاء للمصلحة الفردية أو الجماعية و الفئوية (القبيلة الجديدة) على حساب المصلحة العامة و أنه لا يمكن التغلب على الفساد إلا بتقوية الدولة و مؤسساتها. و لن تستطيع أي مجموعة أن تكون صادقة في ذلك ما لم تجعل الدولة قبل التنظيم قولا و فعلا و المصلحة العامة فوق كل إعتبار”.

واختتم وزير التكوين المهني والتشغيل السابق فوزي عبد الرحمان، تدوينته بالقول: ”كان لي شرف التعامل مع رجال دولة لم تشبهم أي شبهة من الباقين أو المغادرين و هم كثيرون. أما فيما عدا ذلك فإنه لا يدخل في باب المعلوم بالضرورة بالنسبة لي إلا فيما تحقق منه، أما من يَعلَم و لا يُعلِم فهو يدخل في باب التستر عن المنكر”.

غسان الصديق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى