جهود إماراتية إنسانية متواصلة على مدار الساعة، على أكثر من صعيد، لمد يد العون للشعب الأفغاني خلال أزمته الحالية.
في إطار تلك الجهود استقبلت الإمارات 41 أفغانيًا تم إجلاؤهم لدواع إنسانية من أفغانستان، من بينهم أعضاء من فريقي الفتيات الأفغانيات لركوب الدراجات وتطوير الروبوتات، بالإضافة إلى نشطاء في مجال حقوق الإنسان فضلا عن أسرهم.
يأتي هذا فيما وصلت طائرة المساعدات الإماراتية الرابعة في إطار الجسر الجوي الذي وجه بتسييره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية لدعم الشعب الأفغاني.
جهود تتواصل وسط احتفاء شعبي وشكر من طالبان للإمارات على تلك المبادرات التي تأتي ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها “الإنسان أولاً” من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
جهود استبقتها زيارة إنسانية تاريخية، الجمعة، تفقد خلالها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية “مدينة الإمارات الإنسانية ” التي تستضيف مؤقتا العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول أخرى.
يأتي ذلك في إطار الدور الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات لتقديم كامل الدعم للشعب الأفغاني الشقيق في مثل هذه الظروف الراهنة، ومن منطلق مد أيادي الإمارات البيضاء لإغاثة الشعب الأفغاني والمساهمة في توفير الدعم والاحتياجات اللازمة لهم
مبادرة إنسانية
وفي أحدث مبادراتها الإنسانية خلال الأزمة الأفغانية، استقبلت دولة الإمارات، اليوم الإثنين، 41 أفغانيًا تم إجلاؤهم لدواع إنسانية من أفغانستان.
وقد شملت المجموعة أعضاء من فريقي الفتيات الأفغانيات لركوب الدراجات وتطوير الروبوتات، بالإضافة إلى نشطاء في مجال حقوق الإنسان فضلا عن أسرهم.
وقد تم تنفيذ عملية الإجلاء بالتعاون مع مركز الشؤون الإسرائيلية واليهودية و”إسرا إيد”، اللذين رافقا أفراد المجموعة بعد دخولهم إلى طاجيكستان من كابول ومغادرتهم إلى الإمارات العربية المتحدة.
وستتم استضافة النساء والفتيات والعائلات في مدينة الإمارات الإنسانية في أبوظبي، حيث سيتم إيوائهم وتوفير الرعاية الصحية والغذاء لهم لضمان رفاهيتهم.
ومن المقرر بعد ذلك أن تغادر المجموعة إلى كندا، حيث ستتم معالجة طلبات الهجرة الخاصة بهم على أساس الأولوية.
وتعليقًا على عملية الإجلاء، قال سالم محمد الزعابي، مدير إدارة التعاون الأمني الدولي بوزارة الخارجية والتعاون الدولي: “تتشرف دولة الإمارات بالعمل جنبًا إلى جنب مع شركائها في المجتمع الدولي لمساعدة الشعب الأفغاني لدواع إنسانية. ولا تدخر الدولة أي جهد لمساعدة العائلات و النساء والفتيات على وجه الخصوص، من أجل مستقبل أفضل”.
وأضاف الزعابي: “بناءً على التزامنا الإنساني الدائم وقيم التعاون والشراكة الراسخة، ستواصل دولة الإمارات الترحيب بالمواطنين الأفغان حتى مغادرتهم إلى وجهاتهم النهائية”.
وتأتي هذه المبادرة الأخيرة كجزء من الجهود الإنسانية لدولة الإمارات في استضافة نحو 9000 مواطن أفغاني تم إجلاؤهم من أفغانستان في طريقهم إلى دول أخرى.
وقد لعبت دولة الإمارات دورًا مهمًا وأساسيا في هذا الصدد، حيث وصل عدد الأفغان والرعايا الأجانب الذين تم إجلاؤهم منذ بداية أغسطس حتى الآن إلى نحو 40 ألف شخص.
وقامت دولة الإمارات بدور رئيسي في تسهيل عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من أفغانستان، والذين قدموا إليها عبر ناقلاتها الوطنية ومطاراتها، بما في ذلك رعايا كل من فرنسا والمملكة المتحدة واليابان وأستراليا والولايات المتحدة ونيوزيلندا ولاتفيا وإسبانيا والمكسيك.
واستقبلت الإمارات على مدار أيام متتالية، عشرات الرحلات الجوية التي تقل المواطنين الأجانب من أفغانستان بما في ذلك عدد من الدبلوماسيين والموظفين الدوليين من مختلف الجنسيات والعاملين في المنظمات غير الحكومية إلى مطارات الإمارات.
جسر جوي
على صعيد ذي صلة، وصلت اليوم الإثنين، طائرة المساعدات إماراتية الرابعة إلى العاصمة الأفغانية كابول ، وعلى متنها مساعدات طبية وغذائية متنوعة لتعزيز الوضع الإنساني في أفغانستان، فيما تعد رابع طائرة مساعدات إماراتية في أقل من 48 ساعة .
يأتي هذا في إطار الجسر الجوي الذي وجه بتسييره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية لدعم الشعب الأفغاني .
ويستمر الجسر الجوي الإماراتي على مدار الساعة بتكثيف مساعداته التي تستفيد منها آلاف الأسر الأفغانية خاصة النساء والأطفال وكبار السن ..وذلك في إطار نهج دولة الإمارات الإنساني الراسخ في مد يد العون إلى المجتمعات والفئات التي تحتاج إلى المساعدة خاصة خلال الأزمات.
وكانت دولة الإمارات من أولى الدول في العالم التي ترسل مساعدات إنسانية عاجلة إلى كابول بعد التطورات الأخيرة في أفغانستان.
مبادرات “رجل الإنسانية”
مبادرات لا تنتهي للإمارات وللشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي لم يكتف بالتوجيه باستضافة العائلات الأفغانية من نساء وأطفال، الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان في طريقهم لدولة ثالثة، بل قام بنفسه بتفقد مدينة الإمارات الإنسانية التي تستضيف مؤقتا العائلات الأفغانية واطلع خلال جولة في مرافق المدينة ومنافعها على الخدمات المتكاملة التي تقدم للعائلات الأفغانية بما يضمن لهم الراحة والحياة الكريمة.
وفي 26 أوت الماضي وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان باستضافة العائلات الأفغانية من نساء وأطفال.. إضافة إلى اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لتوفير الرعاية والدعم اللازمين لهم في المجتمع بصفة مؤقتة بما يوفر لهم مقومات الحياة الكريمة ويحقق الأهداف النبيلة لدولة الامارات العربية المتحدة في ظل مجتمع متسامح ومتكاتف.
وبعد نحو أسبوع من إصدار تلك التوجيهات، تفقد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، الجمعة، مدينة الإمارات الإنسانية التي تستضيف مؤقتا العائلات الأفغانية التي تم إجلاؤها من أفغانستان في طريقها إلى دول ثالثة.
واطلع خلال جولة في مرافق المدينة ومنافعها، على الخدمات المتكاملة التي تقدم للعائلات الأفغانية بما يضمن لهم الراحة والحياة الكريمة..واستمع من القائمين عليها إلى جميع الاحتياجات والمتطلبات التي توفرها المدينة.
وفي رسالة إنسانية تحمل لغة طمأنة للعالم أجمع، أكد أن “دولة الإمارات ستظل رمزا للعون والنجدة في أوقات الشدة ومصدر إلهام في العمل الإنساني”، متابعا أنها “لن تدخر جهدا في الوفاء برسالتها الإنسانية والمنطلقة من قيم العطاء وعمل الخير وترسيخ الأخوة الإنسانية والتضامن مع الشعوب خلال مختلف الظروف والتحديات”.
مبادرات تتوالى في إطار النهج الإنساني الذي تتعامل به الإمارات مع تطورات الأوضاع في أفغانستان، وضمن رسالتها الإنسانية العالمية على الساحة الدولية عامة.
تقدير وعرفان أفغاني ودولي
وقام الكثير من قادة دول العالم بتوجيه الشكر للإمارات، وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، وبيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا، وسكوت موريسون رئيس وزراء أستراليا.
كما سبق أن وجهت كل من المملكة المتحدة وفرنسا ونيوزيلندا الشكر لدولة الإمارات على جهودها في مساعدتهم على إجلاء رعايا بلادهم من أفغانستان في ظل الظروف الراهنة.
التقدير دولي المتواصل والإشادات الدائمة، تأتي عرفاناً بالدور الريادي للإمارات وقادتها في دعم العمل الإنساني والإغاثي والتنموي، لتتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 50 عاماً منذ تأسيس الإمارات، بلغت خلالها حجم المساعدات الإماراتية الخارجية 320 مليار درهم في 201 دولة.
وطوال هذه السنوات الطويلة، نجحت الإمارات في أن تصنع الفارق في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع باحتلالها لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي