أحداثشركات ومؤسساتمال وأعمال

“Brix Café ” قصة …. علامة تحمل نكهة تونس إلى العالم…

لوبوان تي ان:

 

في عالمٍ تتنافس فيه العلامات العالمية على تقديم الأفضل في صناعة القهوة، تبرز قصة تونسية استثنائية تحمل اسم Brix Café، علامة ولدت من الشغف والإتقان، وسعت منذ انطلاقها إلى جعل القهوة أكثر من مجرد مشروب يومي، بل تجربة حسية تجمع بين الأصالة والابتكار.

من تونس كانت البداية، حيث اختارت الشركة أن تصنع منتجًا يعكس هوية البلاد ويواكب المعايير الدولية في الجودة. في السنوات الأخيرة، حققت Brix Café قفزة نوعية في مسارها، إذ اتجهت بثقة نحو الأسواق الخارجية، ونجحت في دخول أسواق الخليج العربي من خلال شراكات استراتيجية مع مؤسسات في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، لتقدّم نكهة تونسية فريدة وسط تنافس عالمي شديد.

تعزيز حضور Brix Café في الأسواق المجاورة والعالمية:

هذا التوسع لم يكن صدفة، بل ثمرة رؤية واضحة تستند إلى ثقة في الجودة وإيمان بالقدرة التونسية على الابتكار والإنتاج الراقي.

وفي القارة الإفريقية، كانت الخطوة الأبرز توقيع اتفاق شراكة مع شركة قيصر الليبية لتحميص وتعبئة القهوة وفق أحدث التكنولوجيا الإيطالية، وهو أول اتفاق من نوعه في إفريقيا، يعكس إيمان الشركة بأهمية التكامل الإقليمي وتعزيز الحضور التونسي في الأسواق المجاورة.

وقد كان لمدينة تورينو الإيطالية نصيب من هذا المسار، حيث شهدت في نهاية سبتمبر 2025 لقاءًا هامًا جمع رجال أعمال وخبراء اقتصاد ومسؤولين محليين، تحدث خلاله الرئيس المدير العام للشركة جمال الوسلاتي عن التجربة التونسية في الصناعة والتعاون الإيطالي، مؤكدًا أن تونس تملك موقعًا استراتيجيًا يجعلها قادرة على لعب أدوار اقتصادية مهمة، ليس فقط في القهوة، بل في مختلف القطاعات المنتجة.

وتحرص Brix Café على الالتزام بأعلى معايير الجودة العالمية، إذ حصلت على شهادات ISO 9001 وISO 22001 وISO 14001، وهي مؤشرات تترجم حرصها على الصحة والسلامة والاستدامة البيئية. شعارها المميز “القهوة مع Brix لا تموت، بل تبقى حيّة وتحافظ على نكهاتها الطبيعية” يلخّص فلسفة العمل داخل هذه المؤسسة التي تعتبر أن الجودة ليست خيارًا تجاريًا بل التزامًا أخلاقيًا تجاه المستهلك.

أما منتجها المتميز “أمازيغ” فيجسد هذا التوازن بين الأرابيكا والروبوستا، مع تحميص بطيء يمنح القهوة رحيقها الذهبي الفريد ويجعلها تجربة لا تُنسى لكل عاشق للقهوة الأصيلة.

ورغم النجاحات الخارجية والاعتراف الدولي، تواجه Brix Café شأنها شأن العديد من الشركات الوطنية عقبات داخلية تتعلق بالاحتكار في السوق المحلية، حيث مُنحت امتيازات التوريد الحصري لجهة واحدة، مما أضعف المنافسة وأغلق الباب أمام مستثمرين تونسيين يمتلكون الكفاءة والخبرة والاستثمار.

هذا الوضع لا يضر بالمؤسسات فحسب، بل ينعكس على الاقتصاد الوطني ويقلص من فرص الشغل ويحدّ من مداخيل الدولة من العملة الصعبة. فتح السوق أمام المنافسة العادلة من شأنه أن يعيد التوازن، ويمنح المستهلك التونسي حرية الاختيار، ويعيد الاعتبار للمؤسسات التي تسعى بجدّ لتقديم منتج تونسي راقٍ ومطابق للمعايير العالمية.

إن Brix Café اليوم تمثل نموذجًا مشرّفًا للمؤسسة التونسية التي جمعت بين الحلم والمثابرة. هي علامة تحمل نكهة تونس إلى العالم، وتُبرز أن القهوة يمكن أن تكون جسرًا بين الثقافات، ورمزًا لهوية اقتصادية متجددة تجمع بين الأصالة والانفتاح. إنها قصة نجاح تُكتب بالبذل والإيمان، وبفنجانٍ من القهوة التي لا تموت، بل تبقى حيّة في ذاكرة من تذوّقها مرة، وعاد إليها كل يوم بشغفٍ جديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى