أحداثوطنية

تونس: ارتفاع عائدات العمل والإيرادات السياحية…

لوبوان تي ان :

أكدت أحدث المؤشرات الصادرة عن البنك المركزي التونسي وجود ديناميكية إيجابية في عائدات العمل خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2025. تأتي هذه التحسينات في سياق اقتصادي متباين، يتميز بانتعاش قوي في القطاع السياحي وتراجع ملحوظ في خدمة الدين، إلى جانب ضغط متزايد على الكتلة النقدية الورقية. تقدم الأرقام المحدثة نظرة دقيقة على التوازنات الاقتصادية الكلية مع اقتراب نهاية السنة المالية.

يكشف البنك المركزي التونسي أن عائدات العمل المجمعة قد ارتفعت بنسبة 6.5% على أساس سنوي، لتصل الآن إلى ما يقرب من 8 مليارات دينار، وهو مستوى يعكس مرونة سوق العمل وتحسن التحويلات الرسمية، خاصة من الخارج.

تؤكد هذه التطورات على اتجاه تم ملاحظته منذ بداية العام، حيث يبدو أن نمو العائدات المعلنة يتجاوز نمو النشاط العام. قد يعكس ذلك أيضًا تكاملاً أفضل لتدفقات العمل في الدوائر المصرفية.

السياحة: قطاع يعزز انتعاشه

تواصل الإيرادات السياحية إظهار مسار تصاعدي. حتى نهاية نوفمبر 2025، بلغت 7.5 مليارات دينار، مقابل 7 مليارات في العام السابق، مما يمثل زيادة بنسبة 6.8%.

تؤكد هذه الزيادة على القوة المستعادة للنشاط السياحي، مدعومة بزيادة الكثافة في الموسم العالي وتنوع تدريجي في الأسواق المصدرة. يظل القطاع أحد المساهمين الرئيسيين في تحسين العائدات الخارجية.

بالتوازي، تظهر خدمات الدين تراجعًا بنحو 14%، حيث انخفضت من 13.3 مليار إلى 11.5 مليار دينار. يظل هذا الانخفاض غير معتاد في سياق تظل فيه الالتزامات الخارجية كبيرة. تقلل هذه الانكماش الضغط على الاحتياطيات من العملات الأجنبية وتوفر هامشًا طفيفًا للمالية العامة.

الأصول الخارجية بالعملات الأجنبية عند 104 أيام من الاستيراد

تشهد الأصول الصافية بالعملات الأجنبية تآكلًا طفيفًا. في 5 ديسمبر 2025، بلغت 24.6 مليار دينار، أي بانخفاض 1.5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

عند تحويلها إلى أيام استيراد، يتوافق هذا المستوى مع 104 أيام، وهو مستوى يظل أعلى من خط الأمان المعتاد ولكنه يذكر بضرورة الحفاظ على تدفقات التمويل الخارجي واستقرار الإيرادات بالعملات الأجنبية.

تواصل العملة الورقية المتداولة ارتفاعها الكبير. بلغ مجموع الأوراق النقدية والعملات المعدنية 26.1 مليار دينار، مقابل 22 مليارًا في ديسمبر 2024، مما يمثل زيادة بنسبة 18.2%.

بشكل عام، ترسم المؤشرات الصادرة عن البنك المركزي التونسي صورة لاقتصاد تتطور فيه بعض المكونات – عائدات العمل، السياحة، خدمة الدين – بشكل إيجابي، بينما تذكر السيولة الورقية والانكماش الطفيف في الاحتياطيات الخارجية بالهشاشة الهيكلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى