أراء

نحن شعب أغلبه… بلا حياء !.

 

لوبوان تي ان:

هذا خبر اليوم :” سوسة: بعد ان تعرض لاعتداء بآلة حادة.. الكلب ” روكي” يفارق الحياة ” .

لكنه يبقى خبرا ناقصا .غفل عن كثير من التفاصيل .لم يذكر الاهم ..

نحن شعب عبقري ، نعم، عبقري في هدم ما يبنيه غيره.

نقتل الحيوان بدم بارد، ثم نلتقط معه صورة للذكرى، وكأننا أنجزنا فتحا عظيما !.

نرمي القمامة في الشوارع والحدائق والشواطئ، ثم نرفع أصابعنا باللوم على البلدية : أين هم؟ لماذا لا ينظفون؟.

نلقي ببقايا السجائر في الحقول فنطلق حرائق الزرع و الحصاد و الغابات .

كل ما هو جديد عندنا يعيش أقل من أسبوع : علامة الطريق تكسر، الحافلة تخدش، و بلورها يهشم ، محطة القطار ، جدران المباني تُلطّخ ، وحتى دورات المياه العامة بما في ذلك مواضئ المساجد تتحوّل إلى بيوت لا قاذورات .

المسنّ و الشيخ عندنا يدفع في الطابور بقوة و يتم نهره كما يدفع الحطب في النار، والمريض و العاجز يعاملان وكأنهما عقبة في مسار حياتنا .

شجرة تزين الحديقة ؟ تُقطع.

وردة تفرح القلب و تسر ناظرها تقلع و تنتزع.

خطوط كابلات النحاس ؟ تسرق… وليذهب حيٌّ كامل إلى الظلام، لا يهم في منزل عجوز تتنفس من خلال جهاز او طالب يستعد لامتحاناته مستعملا كمبيوتر .

حاوية القمامة؟ إمّا أن نخربها أو نحرقها او نبيعها.

جارنا ، ابن حينا اشترى سيارة جميلة ؟ نصنع منها لوحة فنية بالخدوش .

استأجرنا بيتا ، محلا ، مكانا ؟ نتركه بعد أن نوقع عليه توقيعنا الخاص : ابواب مخلوعة ، نوافذ محطمة، وجدران تئن من الكتابات.

زميلة موظفة في عملنا في غاية الخلق و رفعة التربية لا بدّ من تدميرها بالكذب و النميمة و الحط من صورتها النقية و سمعتها الطيبة .

ذكاؤنا الحاد؟ نستخدمه في الاحتيال ، في المراوغة، في تدبير الرأس ، ان لزم الامر في السرقة ، أما الحلول والبناء فليست من اختصاصنا.

اللص و البلطجي و المحتال هو عندنا نجم المجتمع و واجهة إعلام المجاري ، و بطل مسلسلات رمضان و حلم اطفالنا والشريف النزيه يُصنّف ساذجا، غبيا ، بهلولا أو اقلّه مسكينا ، لا يعرف من أين تؤكل الكتف .

الحضارة؟ نحن نراها جداول و أرقام في نشرات الأخبار، بينما هي في حقيقتها ، أن تصون لسانك و ان تعرف اين تلقي بقاذوراتك و تضع قمامتك في مكانها، وأن تحافظ على ما ليس ملكك كما لو كان بيتك ، وأن تحترم الضعيف قبل القوي.

لكن يبدو أننا لم نحفظ بعد حتى الحرف الأول من كتاب الحضارة.

لهذا فلنبدا بإصلاح أخلاقنا و تهذيب سلوكياتنا فإنها أول الطريق.

بقلم – ابوبكر الصغير

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى