لوبوان تي ﺁن ꞉
لا زال موضوع الجهاز السري للنهضة وعلاقته بملف الاغتيالات محل جدل كبير في الداخل والخارج البعض يعتبره مجرد ملف انتخابي وسيمر ويقبر فيما يرى البعض الاخر ان الكشف عنه شرطا لتعافي مؤسسات الدولة التونسية المخترقة لصالح المؤمنين بمشروع الخلافة وقد اخذ النقاش حوله منعرجا خطيرا مع تدخل مؤسسة رئاسة الجمهورية التي احالت هذا الملف على انظار المجلس القومي وما رافق ذلك من ردود فعل خاصة من قبل حزب النهضة .كل هذه الملفات الحارقة كانت محل حوار “لوبوان تي ﺁن” مع النائبة عن حزب النداء السيدة فاطمة المسدي التي أبدت تمسكها بالنضال من اجل الكشف عن الحقيقة حتى لا تنهار الدولة.
تتمسكين بحزب النداء رغم ان هناك شبه اجماع انه أصبح قوقعة فارغة؟
انا اتمسك بالنداء لأنني امنت ولا زلت بالمبادئ التي بعث من اجلها ولن أستقيل منه الا إذا حاد عن مبادئه فعليا باي شكل من الاشكال. بالنسبة لي الحزب جهاز لتنفيذ أفكار ومشاريع امنت بها ناهيك وانني لا أشارك في الاجتماعات السياسية لان الحزب ليس هدفي لكن اهدافي لن تحقق الا بالحزام السياسي الذي يوفره لي. اما اعتباره قوقعة فارغة فيه كثير من المبالغة وفيه تجاهل لما قدمه النداء لتونس وانا لست ممن يقدم قصائد مدحية ولكنه حزب يتضمن صادقين وستظهر النتائج ويراها الشعب التونسي ولو بعد حين.
الم تتأثري كما تأثر العديد من الندائيين بعد ان أصبح حزبكم تحت قيادة “سليم الرياحي” بكل الجدل الذي يثيره؟
اشكال القيادات السياسية هو مشكل كل الأحزاب وليس خاص بالنداء. فكل الأحزاب تتذمر من قياداتها وان لم تعلن ذلك صراحة فجل القيادات اما انتهازية واضحة او انتهازية مستترة او انتهازية مستبدة فقط بالنسبة للنداء “هناك زوم” على ادق تفاصيله وهو امر عادي باعتباره حزب في السلطة.
وكأنك تتهمين ضمنيا الاعلام؟
انا لا اتهم فقط الاعلام رغم انه مسؤول على صناعة وتوجيه الراي العام. وهو في الحقيقة ليس مخيرا تماما فهو مسيرا ومقيدا بأجندات الجهات التي تموله والتي يحسب حسابها لأنها قادرة على تجويعه من ذلك ان وسائل الاعلام المصادرة تحت سيطرة النهضة واغلب المنتدبين من أبنائها لذلك نجد وأنها تعمدت تجاهل قضية الانقلاب التي رفعها سليم الرياحي ولم تسلط عليها الضوء في حين وأنها قضية خطيرة ولها علاقة بالأمن القومي لان اثارتها يعني فتح ملف التنظيم السري والاختراقات وهي من المواضيع التي تشوه الحركة وتسعى لقبرها باي أسلوب. اضافة الى ذلك هناك استراتيجية كاملة تنطوي على دهاء كبير من اجل تلخيص النداء في مجموعة معلومة تتصدر البلاتوهات وتنطق باسم النداء وهي مجموعة لفظها الشعب التونسي وعزفها والحال وان هناك مناضلين صادقين يمنعون مع سابقية القصد من الظهور في الاعلام لأنهم يشكلون واجهة مشرقة للنداء وهو ما لا يرضي “المتسلطين” على الاعلام.
البعض يعتبر أنك وظفت ملف الجهاز السري للنهضة من اجل البروز على غرار ما فعلت ليلى الشتاوي؟
انا “فاطمة” ولست “ليلى «وشتان بين الاثنين ما أقوله في هذا الإطار ان المواقف هي التي تبني الرجال والرجال لا يبنون المواقف. واقصد الرجولة ليس بمفهومها الجندري وانما بمفهومها القيمي. لست من النوع الذي يصمت ولست مجرد فرقعة وامر ولن أقول انني ابنة مناضل لأنني لا أؤمن بالوجود بالقوة بل انا كنت فاعلة حين اكتفى العديدون بالنظر من داخل جحورهم وناضلت أيام بن علي وكونت جمعية وكنت مدافعة شرسة عن معيار الكفاءة والنزاهة والقطع مع المحسوبية والرشوة في تعيين الشباب المتحصل على الدكتوراه وهو امر ليس بالهين في تلك الأيام. وعلى كل فان بشار رفض تمكين المجموعة التي التقته من معطيات دقيقة لأنه يؤمن بمفهوم الدولة وقال حرفيا انه لن يسلم ملفات التونسيين المورطين في الإرهاب والجهات التي دعمتهم الا إذا طالبت الدولة التونسية بذلك وراسلتني حول الموضوع.اما اليوم فهناك ادلة وحجج متظافرة وقوية ورغبة صادقة للكشف عن هذا الجهاز السري وكل متعلقاته والأطراف التي تقف وراءه.
اشرت في مداخلاتك الى الاختراقات والتجاوزات في الأجهزة الامنية توجهين الاتهامات وكأنك حزبا معارضا وليس حزبا في الحكم؟
اعتقد اننا وصلنا الى مرحلة تحتم علينا ان نقف وتتظافر الجهود من اجل انهاء الازمة الأمنية في البلاد الناجمة عن الاختراقات. اليوم كل مؤسسات الدولة مخترقة من قبل أطراف تخدم مصالح دول اجنبية واجندات مشبوهة على حساب الدولة التونسية. هذه الأطراف من مصلحتها ان تنهار الدولة لمصلحة من يؤمنون بالخلافة ولمصلحة دواعش الفكر. النضال اليوم هو كشف الحقائق وهو هدف لن يحقق الا بالتشخيص الصحيح للعناصر التي تدعم ماديا ومعنويا هذا الجهاز الخطير. ولعل من أصعب المسائل ان تكون مناضلا داخل حزب في السلطة لكنني لا استوحش هذا الطريق بل استأنس بعقيدة الوطن وهذا امر لا يعني شيئا لسماسرة السياسة.
بيان النهضة الأخير يستنكر زيارة هيئة الدفاع عن الشهيدين لرئيس الجمهورية ويندد بعدم حيادية مؤسسة الرئاسة لتوكيل مجلس الامن القومي بمتابعة الموضوع ما رأيك؟
أولا لدي بعض ملاحظات حول هذا البيان “الأسطوري «فمن حيث الشكل هو بيان ممضى من قبل راشد الغنوشي شخصيا وبمفرده دون أعضاء مجلس الشورى حيث يبدو ان موقف رئيس الجمهورية أيقظ مضجعه واجبره على السهر الى حدود منتصف الليل توقيت اصدار البيان اما من حيث الأصل استغرب امتعاض رئيس الحركة من إحالة ملف الجهاز السري على مجلس الامن القومي بحجة عدم قانونية تدخل مؤسسة الرئاسة وتناسى ان رئيس الجمهورية من صلاحياته حماية الامن القومي. ومن ناحية أخرى اعتبره بيانا مضحكا لكمية الكذب والمغالطات الواردة به حيث ان طرح الملف على المجلس الأعلى للأمن القومي لا يعني التدخل في سلطة القضاء الذي وحده يبقى القادر على الإقرار او النفي واستقراء الأدلة.
حاورتاها أسماء وهاجر