
لوبوان تي ان:
شيّع مئات الآلاف من اللبنانيين، الأحد، الأمينين العامين السابقين لـ”حزب الله”، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، في مراسم غير مسبوقة بالعاصمة بيروت، وسط حضور رسمي وشعبي واسع.
وانطلقت مراسم التشييع صباح الأحد، حيث توافدت الحشود من مختلف المناطق اللبنانية إلى مدينة كميل شمعون الرياضية، التي غصّت بالآلاف داخل مدرجاتها وملعبها ومحيطها، في مشهد يترجم حجم التأثير الذي كان يتمتع به نصر الله وصفي الدين.
شارك في الجنازة عدد من الشخصيات السياسية والقيادية، حيث حضر رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلًا رئيس الجمهورية جوزاف عون، ووزير العمل محمد حيدر ممثلًا رئيس الحكومة نواف سلام، إلى جانب وفود حزبية وشعبية كبيرة، وفق ما نقلت الوكالة الرسمية اللبنانية.
وجاب نعشا نصر الله وصفي الدين أرجاء الملعب على عربة خاصة، بينما كانت الحشود تردد شعارات موالية للمقاومة وتذرف الدموع، في تأكيد واضح على استمرار النهج الذي كانا يتبنيانه.
وتحت شعار “إنا على العهد”، أكد نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، في كلمة له خلال التشييع، أن الحزب ماضٍ في مقاومته للاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن “دماء نصر الله وصفي الدين لن تذهب هدرًا”.
كما ألقى ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي في العراق، مجتبى الحسيني، كلمة نيابة عن خامنئي، وصف فيها نصر الله بـ”المجاهد الكبير ورائد المقاومة في المنطقة”.فيما كانت بيروت تشهد هذا الحدث التاريخي، حلّق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض فوق العاصمة، ونفّذ غارات جوية على عدة مناطق جنوب وشرق البلاد، مستهدفًا بلدات جبل الريحان في جزين، وادي العزية جنوب صور، العاقبية في قضاء صيدا، تبنا قرب البيسارية، إضافة إلى بلدة بوداي غرب بعلبك، مما زاد من التوتر في المنطقة.
وفي المساء، وصل جثمانا نصر الله وصفي الدين إلى “ضريح الشهيد السيد نصر الله”، الذي بُني خصيصًا لدفنهما معًا، ويقع الضريح على طريق مطار بيروت الدولي.
يُذكر أن نصر الله استشهد في 27 شتنبر الماضي إثر غارات إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، بينما قُتل صفي الدين في 3 أكتوبر في غارة مماثلة، ضمن تصعيد مستمر بين حزب الله وإسرائيل في الأشهر الأخيرة