أراءالشرق الأوسط

فور وقف إطلاق النار في لبنان : الحلف التركي الأميركي الإسرائيلي يواصل هجومه في سوريا عبر الجماعات المسلحة

 

لوبوان تي ان:

ما أن توقف اطلاق النار على جبهة لبنان-كيان العدوان الصهيوني في فلسطين المحتلة حتى استأنف الحلف التركي-الأميركي-الصهيوني حربه التي كانت مجمدة نسبيا على الدولة السورية حيث تحركت الجماعات المسلحة في شمال سورية لشن هجوم واسع على منطقة حلب بهدف السيطرة عليها وقطع طريق حلب دمشق وهي المنطقة التي نجحت الجيش العربي السوري مدعوما من القوات الروسية ومقاتلي حزب الله ومنظمات أخرى في إخراج قوات الجماعات المسلحة منها عامي 2017، 2018..

وبات واضحا أن هجوم الجماعات المسلحة الذي قادته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) والمدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية وغيرها جاء بعد يومين من تهديدات رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو القيادة السورية على خلفية دعمها قوى المقاومة وخصوصا في لبنان وطلبه وقف سوريا لخط إمداد حزب الله بالسلاح وغيره.

كما أن الهجوم الذي ادعت الجماعات المسلحة أنه أسفر حتى الآن عن سيطرتها على أكثر من خمسين بلدة وقرية وأصبحوا داخل محافظة حلب، جاء أيضا ترجمة لتهديدات ضمنية وجهتها تركيا على خلفية رفض الرئيس السوري بشار الأسد الحوار مع الحكومة التركية قبل إعلان انسحابها من الأراضي السورية التي تحتلها، فيما ينظر إلى الهجوم كرسالة أميركية أيضا في سياق الحرب التي تشنها حكومة الرئيس جوزيف بايدن ضد الوجود الروسي والإيراني في سوريا خصوصا بعد ورود أنباء حول مشاركة قوات أوكرانية خاصة مع قوات الجماعات المسلحة في سورية.

وكشفت تصريحات أدلى بها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق الجنرال غادي أيزنكوت اعترافا واضحا بتسليح كيان العدوان الصهيوني لجماعات المعارضة السورية. واعتبرت تصريحاته بمثابة تأكيد اتهامات قديمة تفيد بأن الكيان الصهيوني قدم أسلحة بشكل مباشر إلى مقاتلي جماعات المعارضة السورية المسلحة ضد حكومة الرئيس بشار الأسد.

وطبقا لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن هذه التصريحات التي صدرت الشهر الماضي تختلف عن السياسة الإعلامية السابقة لكيان العدوان الصهيوني بشأن هذا الموضوع، حيث كانت تصر على أن تل أبيب قدمت مساعدات إنسانية فقط للمدنيين من خلال مستشفيات ميدانية في مرتفعات الجولان المحتلة ومرافق الرعاية الصحية في شمال فلسطين المحتلة.

ويُعد آيزنكوت أرفع مسؤول إسرائيلي يعترف بدور كيانه في الصراع السوري ودعمه لجماعات المعارضة المسلحة، بما في ذلك جماعات مرتبطة بتنظيم القاعدة.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد أفادت في عام 2017، بأن الكيان الصهيوني دعم تلك الجماعات لسنوات، وأن الجيش الإسرائيلي كان على تواصل منتظم مع تلك الجماعات ، بما في ذلك إرسال مدفوعات غير معلنة للمساعدة في دفع رواتب المقاتلين، وذلك من خلال وحدة عسكرية إسرائيلية مخصصة للإشراف على هذا الدعم. وقال المتحدث باسم جماعة فرسان الجولان، معتصم الجولاني: “وقفت إسرائيل بجانبنا بطريقة بطولية، ولم نكن لنصمد بدون مساعدتها.”

وفي مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز، برر آيزنكوت الدعم عبر الحدود للجماعات السورية المسلحة بأنه “دفاع عن النفس”، مشيرًا إلى العمليات التي تهدف إلى مواجهة النفوذ الإيراني في سوريا، وقال: “نفذنا آلاف الهجمات [في السنوات الأخيرة] دون تحمل المسؤولية أو طلب الاعتراف بذلك.”

في ذلك الوقت، ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن سياسة بنيامين نتنياهو التي تمثلت في “الاعتراف العام والغموض المحدد” بشأن سوريا تم التخلي عنها لصالح الاعتراف العلني بالضربات التي تم تنفيذها.

وكتب دانيال ليفي في صحيفة هآرتس أن كيان العدوان الصهيوني “كان يلتزم بشكل صارم بالسرد الرسمي الذي يفيد بأن سياسته هي عدم التدخل”، مشيرًا إلى أن هذه التصريحات الجديدة قد تعرقل بشكل كبير قدرة إسرائيل على تنفيذ “عمليات تأثير” في المستقبل.

وفيما يتعلق بمجريات هجوم الجماعات المسلحة في منطقة حلب برزت تعليقات نشير إلى أن الزيارة المفاجئة التي قام بها إلى موسكو يوم الخميس الرئيس بشار الأسد هي نتيجة مباشرة وسريعة لما يجري حول حلب. وتقوم الطائرات الروسية بشن غارات متقطعة على بعض محاور القتال لاستهداف طرق إمداد الجماعات المسلحة في حين يتابع الجيش السوري تعزيز صفوفه التي شهدت ارتباكا في بداية الجوم وتراجعا عن بعض المواقع في منطقة حلب إلى الحد الذي أعلنت فيه الجماعات المسلحة سيطرتها على مدينة سراقب وأحياء غربي حلب.

محمد دلبح

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى