يحتل زيت الزيتون التونسي من سنوات المراتب الاولى عالميا فيما يتعلق بالجودة والمكونات البيولوجية ، مما جعله محل اهتمام الأسواق الدولية. لكن مع تزايد المنافسة الشديدة من إسبانيا وإيطاليا، وبطء تطور عمليات التعبئة والتثمين، يواجه زيت الزيتون التونسي تحديات كبيرة للحفاظ على مكانته الرائدة عالميًا، رغم تفوقه في العديد من الجوانب المتعلقة بالجودة والتركيبة مقارنة بالزيوت الإسبانية والإيطالية.
اليوم، أصبحت عملية التعبئة عاملاً حاسمًا في التحكم في أسواق زيت الزيتون. فالعلامات التجارية التي تقدم تصاميم تعبئة مبتكرة وجذابة مع الحفاظ على القيمة الغذائية هي التي تستحوذ على الأسواق. تونس حققت إنجازًا في المسابقة الأوروبية الدولية لزيت الزيتون لعام 2024، التي انعقدت بجنيف من 6 إلى 9 مايو 2024، بحصولها على 32 ميدالية، منها 26 ميدالية ذهبية في مجال الجودة، ما يعزز سمعتها في الساحة العالمية.
التحديات في الأسواق العالمية
رغم الاعتراف الدولي بالجودة العالية لزيت الزيتون التونسي، إلا أنه يواجه عقبات كبيرة في الانتشار العالمي. تتصدر العلامات الإسبانية والإيطالية رفوف المتاجر العالمية، ليس بسبب تفوقها في الجودة، بل بفضل تفوقها في تصميم التعبئة والتسويق المبتكر. هذا التحدي يجعل من الصعب على العلامات التونسية الحصول على حصة كبيرة من السوق العالمية، خاصة في ظل غياب علامات تونسية قوية تسوق الزيت كمنتج فاخر.
دور الشركات الناشئة
في ظل هذه التحديات، تبرز الشركات الناشئة كأداة فعالة في تطوير الابتكار. ومن بين هذه الشركات، تأتي علامة “Verde Azzura”، التي تمثل جيلاً جديدًا من رواد الأعمال التونسيين الشباب. تهدف هذه العلامة إلى تغيير الصورة التقليدية لزيت الزيتون التونسي عبر التركيز على التسويق الحديث والتوجه نحو الأسواق العالمية. وتسعى “Verde Azzura” إلى تثمين زيت الزيتون وتقديمه كمنتج فاخر، ينافس العطور والخمور من حيث جمالية العبوة والابتكار في التعبئة، مما يؤهله لاحتلال مكانة مميزة على رفوف المتاجر الراقية ومطارات العالم.
ولأول مرة، سيتم تعبئة زيت الزيتون التونسي البكر والبيولوجي في قوارير من السيراميك المصنوعة في مصانع بمنطقة نابل. هذا الابتكار الفريد من نوعه سيمنح زيت الزيتون التونسي فرصة للتألق عالميًا.
التراث العريق لزيت الزيتون التونسي
“Verde Azzura” ليست مجرد علامة ناشئة فحسب، بل تسعى لتكون امتدادًا لتراث زيت الزيتون التونسي الغني. يُستخلص الزيت من صنف الزيتون “الشتوي”، الذي يحتوي على تركيز عالٍ من “البوليفينولات”، وهي مواد مضادة للأكسدة تحمل فوائد صحية هامة. يُعتبر هذا المركب عامل قوة يُمكن أن تستغله العلامة للمنافسة عالميًا، حيث تتفوق الزيوت التونسية على نظيرتها الإسبانية والإيطالية في هذا الجانب رغم سيطرة الأخيرة على الأسواق.
تطمح “Verde Azzura” إلى تسويق زيت الزيتون التونسي كمنتج فاخر وصحي في آن واحد، مع التركيز على الفوائد الصحية والغذائية التي يقدمها. ومع تزايد الطلب العالمي على المنتجات العضوية والصحية، تلوح أمام العلامة فرص كبيرة لتوسيع انتشار زيت الزيتون التونسي وتحسين مكانته ليصبح أحد أكثر المنتجات تميزًا في الساحة العالمية، منافسًا لأكبر العلامات التجارية.
