لوبوان تي ان :
تلبية لطلب من الحكومة الأميركية بحث مدراء أجهزة المخابرات في كل من السعودية والأردن ومصر وسلطة الحكم الذاتي الفلسطينية في اجتماع لهم في الرياض قبل عشرة أيام المقترحات الأميركية الخاصة بالكيفية التي سيجري فيها حكم قطاع غزة في حال وقف الكيان الصهيوني عدوانه على القطاع وسبل إشراك سلطة الحكم الذاتي الفلسطينية في حكم غزة.
وذكر موقع أكسيوس الإخباري الأميركي أن الاجتماع يعد علامة أخرى على التنسيق المتزايد بين السعودية والسلطة الفلسطينية في الأشهر الأخيرة، خاصة منذ بدء العدوان الصهيو/أميركي على قطاع غزة الذي راح ضحيته أكثر من 35 ألف فلسطيني وجرح وإصابة نحو 67 ألف حتى الآن إلى جانب التدمير الكامل للبنية التحتية في القطاع.
ونسب موقع أكسيوس إلى مصادره أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين اطلعوا على الاجتماع ومحتوياته مبينة أن رؤساء الأجهزة الأمنية السعودية والمصرية والأردنية أبلغوا مدير مخابرات السلطة الفلسطينية ماجد فرج بأن السلطة الفلسطينية بحاجة إلى إجراء إصلاحات جدية تمكنها من تنشيط قيادتها السياسية. وكان أحد الطلبات التي قدموها هو أنه إذا تم تشكيل حكومة فلسطينية جديدة، فإن رئيس الوزراء الجديد سيحصل على بعض الصلاحيات التي كانت متمركزة طوال السنوات السابقة في يد رئيس السلطة محمود عباس.
وقال أحد المصادر إن السعوديين والمصريين والأردنيين أكدوا أن هذه الإصلاحات ضرورية حتى تعود السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة بعد فترة انتقالية بعد وقف العدوان. وقال مستشار الأمن القومي السعودي خلال اللقاء إن بلاده لا تزال مهتمة بالمضي قدما في التطبيع مع الكيان الصهيوني مقابل خطوات عملية وغير قابلة للنقض من جانب الكيان من شأنها أن تمهد الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية، حتى لو لم يتم إنشاء هذه الدولة على الفور.
ويذكر أن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيكوب سوليفان قال في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في وقت سابق من هذا الشهر إن استراتيجية حكومة الرئيس جوزيف بايدن لغزة ما بعد الحرب هي ربط التطبيع بين إسرائيل و السعودية بإنشاء مسار لإقامة دولة فلسطينية.
ويعارض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو السماح للسلطة الفلسطينية بأن يكون لها دور في غزة لكنه لم يقترح بديلا. غير أن حكومة بايدن تضغط إدارة بايدن على السلطة الفلسطينية لإجراء إصلاحات وأن يكون لها دور في قطاع غزة بينما تدفع نتنياهو للموافقة على مناقشة خطة ما بعد الحرب لغزة وكيف يمكن للسلطة الفلسطينية أن تكون جزءا من حكومة مستقبلية هناك.وحذر رئيس أركان قوات الاحتلال الصهيوني الجنرال هرتسي هاليفي مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي المصغر من أن المكاسب العسكرية في غزة يمكن أن تذهب سدى دون خطة دبلوماسية إسرائيلية لليوم التالي.
ويتزامن مع الكشف عن اجتماع الرياض أنهى مسؤولون يمثلون أجهزة الاستخبارات الأميركية والمصرية والقطرية والإسرائيلية يوم أمس اجتماعا لهم في باريس بحثوا فيه إمكانية التوصل إلى اتفاق بقضي بوقف طويل لإطلاق النار في غزة مقابل الإفراج عن محتجزين إسرائيليين لدى المقاومة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة. وقال رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في ندوة في واشنطن نظمها “مجلس الأطلسي” إنه تم إحراز “تقدم ملحوظ” هذا الأسبوع في محادثات باريس.
وأكّد رئيس الوزراء القطري أن الاجتماعات مع مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز وكبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين والمصريين، أسفرت عن إطار لهدنة مرحلية يطلق بموجبها سراح الرهائن النساء والأطفال أولا، مع دخول المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
وتابع أن الأطراف المختلفة تأمل في نقل هذا الاقتراح إلى حماس وحملها على الانخراط بطريقة إيجابية وبناءة في العملية. مؤكدا أن حماس “طلبت بوضوح” وقفا دائما لإطلاق النار قبل المفاوضات، مضيفا أن الاقتراح الحالي “يمكن أن يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار في المستقبل”.
كما ذكر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن محادثات باريس أسفرت عن “أُنجاز عمل مهم جدا وبناء.. وهناك بعض الأمل الحقيقي ونحن نمضي قدما” ووصف متحدث باسم مكتب نتنياهو في تغريدة له على منصة “إكس” اجتماع باريس بأنه “بناء” ، لكن لا تزال هناك فجوات ملموسة حيث ستواصل الأطراف مناقشتها هذا الأسبوع خلال لقاءات إضافية ستعقد بهذا الصدد.
وفي تعليقه على تصريحات رئيس وزراء قطر وبلينكن قال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” طاهر النونو أن الحركة تريد “وقف إطلاق نار شاملا وكاملا” في غزة، وليس هدنة مؤقتة وشدد النونو على أنه حين يتوقف القتال “يمكن بحث باقي التفاصيل” بما في ذلك الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين لا زالت المقاومة تحتجزهم.
محمد دلبح -واشنطن –