لوبوان تي أن ꞉
“فري امينة فري هلولة” تجند الجميع لنصرة ما يعتبرونه حرياتهم الفردية لكن لا ركز لدكاكين الحريات ولا لمرتزقي السياسة وما يقارب عن مائتي حزب او اكثر امام قضية تونسي اختفى في ظروف غامضة في المانيا بعد اعتقاله لتعاد الى اذهاننا قضية نذير وسفيان وتنطلق اسئلتنا دون جامح عن قيمة الجنسية التونسية عندما يتعرض احد رعاياها الى مكروه خارج وطنه ؟اليوم “قضية علاء الدين المرواني” تعيدنا الى نفس الطرح بمرارة قد لا تكون شيئا امام المرارة التي تشعر بها عائلته وهي تنتظر ردا من وزارة الخارجية بتونس يعطيها بصيص امل هذه المظلمة ننقلها حرفيا على لسان رئيس حزب الفقراء السيد “عادل رحمون” الذي امدنا بالمعطيات التالية˸
علاء الدين المرواني أستاذ مدارس إبتدائية يقبع اليوم في إحدى مراكز الايقاف الألمانيّة كيف ولماذا؟ شاب متعلّم مثقّف أراد أن يسافر لبلد يقال بأن قيم التسامح فيه لا حدود لها…عطلة صيف…كبقية السائحين الوافدين من شمال أفريقيا الذين يتقاسمون خصلة شحّة الاموال تلتمس المجاميع هناك سبيلا مراوغا بغية تأمين المبيت والمأكل تمضي الرجالات لمراكز الإيواء وذلك عبر طلب اللجوء…في قضيّة الحال التي تخصّ المربّي علاء الدين المرواني مكث الرجل في مركز إيواء بمدينة دردسن ولسوء حظّ الرجل…تعرف تلك المدينة مدّا يمينيا خطيرا..مدّا نازيا في وقت ظنت فيه الناس بان النازية قبرت مرة واحدة والى الابد بعد إنتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ودخول جحافل الجيش الأحمر مدينة برلين ولإقتحامهم لمقر المستشارية الالمانية “الرايخ شتاغ”..لكن للأسف يبدو الامور تغيرت للأسوأ في مستهل الألفية الثالثة…حدث أن كان هناك في المعتقل الكثير من الاطفال السوريين المهجّرين من بلدهم الذي يعرف حربا طاحنة حرب الكل ضدّ الكل ولا منجاة فيها للضعفاء والفقراء…المهم…كان هناك نشاط مكثف لجمعيات تمسيح وتنصير حيث كانوا يدخلون مركز الايواء كي يتبيّن لاحقا بأنه لا يعدو ان يكون إلا مركز إعتقال يشبه الى حدّ ما معتقل ” داكو” سيّئ السمعة والصيت…كانت عناصر تلك الجمعيات تعمل على تنصير أطفال المسلمين وذلك عبر إغرائهم ونقلهم عنوة للكنائس من أجل تلقي تعاليم الدين المسيحي..هذا الامر حدث مرارا وتكرارا أمام المربّي علاء الذي كانت له ردّة فعل حادة تجاه تلكم المغتصبين فكريا وثقافيا لأطفال أبرياء مستغلين صغرهم وخاصة حاجتهم….هذا الامر لم يرق لهم خاصة وانه قد حدثت مشادة كلامية حادة بين السيد علاء الدين المرواني وأحد رموز تلك الجماعات…مرّ الامر وكأن شيئا لم يكن…وأثناء ذلك تقدّم المربي علاء الدين المرواني بمطلب للعودة لأرض الوطن سيّما وأن العودة المدرسيّة على الابواب…ما حدث كان مرعبا إذ اقمت فرقة خاصة من جهاز غير معلوم على إلقاء القبض على الرجل وسط مركز الإيواء المذكور ليختفي كل اثر له…يعني عملية إختطاف بالمعنى الحرفي للمصطلح…غابت أخبار الرجل عن أهله…مما خلق بلبلة..وكثرت الشائعات وغابت المعلومات الدقيقة…لتعرف عائلته عبر مساعيها هناك بالقصّة وبشهادات بعض أصدقاء علاء الدين من السوريين الذين اكّدوا بأن الرجل تمّ تعنيفه بشكل مبالغ فيه بأسلوب نازي محتقر للأجناس الاخرى…يحدث هذا والديبلوماسيّة التونسية لم تحرك ساكنا وكان شيئا لم يكن…هذا مواطن تونسي نوعي…له تلامذة تنتظره…له عائلة له احلام له علم بلد يحييه كل صباح رفقة تلامذته الأبرياء…تصمت جلّ مكوّنات المجتمع المدني التي برعت في تبني قضايا ركيكة وهامشية…لم يتبقى للعائلة إلا التوجّه لمقرّ السفارة الألمانيّة وهذا الذي حدث حيث كانت هناك مداخلات بالجملة لنشطاء في الحقل النقابي والسياسي حيث تمّ تذكير السفير الألماني الدي رفض في أول الامر مقابلة والد المربي علاء الدين المرواني السيد فتحي وهو متقاعد من سلك الحرس الوطني برتبة عقيد…للأسف تعامل السفير كما الملحق الامني كما بقية الضباط الألمان المتمترسين داخل السفارة الألمانية بكل عنجهية وإستكبار…كيف يحدث هذا في بلد يقدّم نفسه للعالم بأنه رمز للتسامح…بلد عاش ما يكفي من المحن حتى صار ملقّحا ضدّ ظلم الإنسانية التي إكتوت بجحيم النازية الهتلريّة… هنالك جملة وحيدة نطقها السفير الألماني وهي..على السلطات التونسيذ ان تدافع عن مواطنها…انا كسفير ألمانيا هنا دوري هو الدفاع عن مصالح بلدي وعلى المواطنين الألمان إن علقوا لسبب أو لأخر هنا…وهذا لعمري موقف سليم ومنطقي…يبقى السؤال اين تلك الجمعيات الممولة من كل حدب وصوب لماذا صمتت دعاتها ؟ هل بلغ الإستهتار هذا الحدّ الخطير والعجيب….؟ لن تتوقف مساعي عائلة المربي علاء الدين المرواني ولن تتوقّف مساعي رفاقه في النضال…فعلاء الدين المرواني هو إبن اليسار في العام لا علاقة له بأي فكر متطرّف لا يسارا ولا يمينا…للاسف ما حدث يكشف حجم إنهيار قيمة التونسيين وبلدهم بعد إنطلاقة هذا الربيع العربي التعيس والبائس…فقدت تونس جانبا كبيرا من كبريائها ومن قيمة أهلها حتى صاروا يعتقلون لأسباب واهية ويرمى بهم في المعتقلات النازية بلا ادنى تحفّظ أو وجل من ردّة فعل مفترة من أجهزة الدولة المعنية وعلى راسها وزارة الخارجية التي لم نسمع لها ركزا الى حدّ الان….متى تنجلي وتنتهي محنة المربي علاء الدين المرواني وعائلته ؟ فقد بلغ الامر مبلغا خطيرا…عائلة برمّتها تعرف حالة صدمة وحيرة…. مع العلم انه من المزمع أن يقع تنظيم وقفة أمام مبنى وزارة الخارجية التونسيّة لحثها على التحرك حماية لرعاياها وايجاد حل لهذا المواطن التونسي الذي يعيش مظلمة وحسب محدثنا والعهدة عليه فستكون معركة إسترداد كرامة تونسي…وبداية معركة ردّ الإعتبار لبلد عبثت بسيادته الأراجيز واللصوص والمرتزقة من قبيل تجار الدين الى تجّار النضال الطبقي وخاصة تجار حقوق الانسان الذين يتحرّكون وفق تعليمات تصدر من وراء البحار….الحرية للمربي الوطني علاء الدين المرواني …الكرامة لتونس والتونسيين..
اسماء وهاجر