قامت مؤسسة ” دليس ” بتنظيم زيارة ميدانية شملت ” ضيعة مثالية ” تقع في منطقة ” بوعرادة ” من ولاية سليانة ومصنع الحليب ” دليس ” الذي يقع بمنطقة ” لسودة ” من ولاية سيدي بوزيد .
وقد دعت ” دليس ” لهذه الزيارة مجموعة تفوق 50 شخصا من مختلف التوجهات والمشارب أغلبهم من المدوّنين وبعض الوجوه المعروفة في التمثيل والإخراج والوجوه المعروفة كذلك على ” إنستغرام ” ومجموعة من الذين يعرفهم الناس من خلال القنوات التلفزية بالخصوص (chroniqueurs ) … وبعض الإعلاميين .
وتتمثّل فلسفة ” دليس ” من خلال هذه الزيارة في جعل هؤلاء يعيشون تجربة فريدة من نوعها خلال يومين متتاليين لينقلوا إثر ذلك ما شاهدوه وما لاحظوه إلى الناس بكل صدق وعفوية طالما أنهم اقتنعوا بكافة التفاصيل الكامنة وراء هذه الرحلة .
أما الفكرة الرئيسية لهذه العملية كلّها فهي الوقوف ميدانيّا على أن مسألة الجودة لدى ” دليس ” ليست مجرّد شعار يرفع بل هي واقع ملموس يمرّ بعدّة مراحل عمليّة تنطلق من الفلاح ( مربّي الأبقار التي تنتج الحليب ) لتصل إلى المستهلك مرورا بمراحل دقيقة أخرى من عمليات المراقبة والتحاليل المخبرية العديدة التي تهدف إلى أمرين أساسيين على الأقل : الحرص على المحافظة على سلامة المستهلك مهما كان وحيثما كان والحرص على إنتاج حليب ذي جودة عالية خال من كافة الشوائب التي يحتمل أن تعلق به في أيّة مرحلة من مراحل الإنتاج .
وعلى مدى يومين كاملين عاش الزائرون مغامرات ممتعة وعاشوا أجواء حميمة سواء في الطبيعة الخلابة أو في نزل الإقامة ( موفمبيك سوسة ) أو في مصنع سيدي بوزيد . وفي نفس الوقت تمكّنوا من الوقوف على عدّة حقائق كانوا يجهلونها وعلى كمّ هائل من المعلومات التي لم تكن متاحة للجميع وهي في مجملها تتعلّق بإنتاج الحليب لدى مربّين اختاروا أو اختارت ” دليس ” أن تتعامل معهم منذ سنوات لكن بطرق عصرية وعلمية تقطع مع أساليب تربية الأبقار الكلاسيكية .
ولهذا الغرض باتت ” دليس ” تضع اليوم على ذمة هؤلاء الفلاحين المنتجين فرقا من المهندسين المتخصصين في تربية الأبقار وأعلافها المتنوعة ( العادية والمركّبة ) وصيانة القطيع والمتابعة والمرافقة المستمرّة لتحقيق عدة أهداف في وقت واحد لعلّ أهمها ضمان السلامة الدائمة للأبقار المنتجة وضمان إنتاج أوفر يستفيد منه الفلاح في تنمية موارده وتستفيد منه ” دليس ” في الرفع من قدرتها على إنتاج الحليب وبالتالي تزويد السوق بما تحتاجه سواء من هذه المادة الأساسية في حياة التونسيين ( الحليب ) أو من مشتقات الحليب وهي كثيرة ومتنوعة مثلما نعلم . وطبعا لا نغفل هنا عن ذكر مواطن الشغل الجديدة التي تخلق كلّما انخرط الفلاح في مسلك التعاون مع ” دليس ” وقبل بفكرة أن يواكب العلوم والتكنولوجيا ليكون أول المستفيدين منها في النهاية .
وشهدت الزيارة عرض العديد من الوثائق والبيانات التي تعطي فكرة عن المشاريع التي أطلقتها ” دليس ” في السنوات الأخيرة لفائدة المربين الصغار والمتوسطين على غرار مشروعي ” حليبنا ” و ” Evolution Project ” ومشروع ” أمل ” الخاص بحاملي الشهائد الراغبين في بعث مشاريع تربية الأبقار المنتجة للحليب .
وتعمل ” دليس ” من خلال هذه المشاريع على تعزيز مهنة المربين الصغار والمتوسطين الذين يعانون الكثير من الصعوبات الناتجة عن عدة عوامل من بينها عدم إتقان تقنيات تربية الأبقار وعدم وجود من يشرف عليهم ويزودهم بالمعرفة الثرية وانخفاض المردودية وإنتاج وحليب متوسط الجودة وبالتالي الدخل المنخفض مقابل تكاليف تغذية الأبقار المرتفعة و صعوبات جمع الحليب.. . إضافة إلى صعوبة تمويل مثل هذه المشاريع خاصة مع بعض البنوك التي لا ترى جدوى في مثل هذه المشاريع .
وقد سخّرت ّ دليس ” فريقا شاب ونشيطا من المدربين والفنيين والمهندسين العاملين على الميدان.
وبفضل تدخلات ” دليس ” ومساعدة الفلاحين على إنشاء أماكن وأدوات لتجميع الحليب وصهاريج صغيرة تسمح بتبريد الحليب تقلّصت بصفة ملحوظة كميات الحليب المهدورة خاصة أن ” دليس ” تتعهّد بشراء كافة كميات الحليب المنتجة من قل هؤلاء الفلاحين وقد أمضت معهم عقودا لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد كي يشعروا بالراحة والإطمئنان على مستقبلهم في المهنة ومستقبل عائلاتهم .
ومن خلال الدورات التدريبية التي يخضع لها هؤلاء المربون الصغار والمتوسطون وتوفير الخدمات اللوجستية فقد تمكنوا من تطوير كل شيء سواء في عدد الأبقار أو في كميات الحليب المنتجة وبالأخص إنتاج حليب بجودة عالية يستجيب إلى كافة المواصفات والمعايير.
أما في سيدي بوزيد فقد استمتع الزائرون بجولة دامت حوالي ساعتين كاملتين في مختلف أنحاء المصنع انطلاقا من الفضاء المخصص لاستقبال الحليب وصولا إلى المخزن الذي توضع فيه كميات الكليب المعدّة للاستهلاك … مرورا بمراحل أخرى تراوح بين عمليات المراقبة الدقيقة والاختبارات المخبرية والتعليب وبقية العمليات الأخرى التي لا يمكن للحليب أن يسمح له بالبيع للمستهلك إلّا إذا اجتاز بنجاح كافة العمليات والاختبارات الضرورية .