أحداثثقافة

مهرجان الخريف يعود بزخم كبير : هون تروي حكايةالترااث الليبي بصوت جديد …

لوبوان تي ان:

انطلقت صباح اليوم الخميس بمدينة هون فعاليات مهرجان الخريف السياحي الدولي في نسخته التاسعة والعشرين، تحت شعار “أصالة ممتدّة وإبداع متجدّد”، في تظاهرة سنوية باتت تمثل إحدى العلامات الثقافية البارزة في ليبيا، لما تحمله من زخم فني وتراثي يعكس عمق الهوية الليبية وتنوّع موروثاتها. واستهلت المدينة يومها بحركة استثنائية مع افتتاح معارض متحف المدينة التي ضمّت مقتنيات قديمة وأدوات تراثية تعكس تاريخ المنطقة وخصوصيتها، إلى جانب فنون منتجات النخلة وصناعات التمور التي اشتهرت بها هون عبر السنين. كما خُصصت فضاءات أخرى لعرض الصور الفوتوغرافية والمخطوطات والوثائق التاريخية التي توثق ذاكرة المدينة ومراحل تطورها، فيما توزعت أروقة “بازار الخريف” بين الأزقة العتيقة ومتحف المدينة وبيت الثقافة ومنتزه الفوارة، ليعيش الزائر رحلة متنقلة بين التاريخ والفنون والصناعات المحلية.

وفي المساء، تعانقت أنغام الفنون الشعبية مع أجواء المهرجان على مسرح منتزه الفوارة، حيث شهدت هون الانطلاق الرسمي للنسخة التاسعة والعشرين بعروض مبهرة لفرق الفنون الشعبية الليبية، وظهور الفرسان على صهوات جيادهم بزيّهم التقليدي في مشهد استعرض ذاكرة الفروسية الليبية بألقٍ لافت. كما قدّم الأطفال فقرات فنية يصدحون فيها بالألحان التقليدية، بمرافقة شباب الكشافة الذين أضفوا لمسة من الحيوية والتنظيم على المشهد، وبمشاركة ضيوف قدموا من مختلف المناطق الليبية من بينهم فرقة درنة للفنون الشعبية، قبل أن يختتم البرنامج بتجسيد كامل لمراسم العرس الشعبي الليبي بمشاركة فرقتي هون ودرنة على وقع الإيقاعات التراثية المميزة.

وتواصلت فعاليات المهرجان في اليوم نفسه عبر ملتقى مهرجان الخريف الثقافي الذي احتضن سلسلة من الندوات والمحاضرات الفكرية المخصصة للأزياء الليبية التقليدية والصناعات الشعبية ودورها في دعم الاقتصاد المحلي وتمكين الأسرة المنتجة، مع عروض حية لنماذج من الصناعات اليدوية التي تشتهر بها نساء هون. كما نظمت زيارة لدار بركوس للتراث، حيث يتعرف الضيوف عن قرب على أساليب الحفاظ على الموروث الثقافي وتوثيقه عبر الأجيال. ولم تغب الأجواء النسائية التراثية عن المشهد، إذ قدّمت نساء المدينة عروضاً تحاكي أعراس النساء التقليدية، وأنماط الزينة والملابس والطقوس القديمة، إلى جانب فقرات تجسد تفاصيل الحياة اليومية للمزارع الليبي والصناعات المرتبطة بالواحات

كما شمل البرنامج عروضاً للباس التقليدي الليبي، من أزياء العروس إلى لباس أفراح النجع، إضافة إلى عروض يقدمها شباب هون ميديا الذين ساهموا في إبراز هوية المدينة من خلال الأعمال البصرية الحديثة. وواصلت فرقة هون للفنون الشعبية إمتاع الجمهور برقصة الدبدابة الشهيرة ورقصة النخيخة، وهما من أكثر الرقصات التي تحفظها الذاكرة الجماعية لأهالي هون. وبمحاذاة هذا الزخم الثقافي، احتضنت المدينة فعاليات رالي الخريف لسباق السيارات الصحراوية، وهو أحد أكثر الأنشطة إثارة وجذباً للزوار، إلى جانب الألعاب الشعبية التي تقام على سفوح رمال الشيخ عمر وتمنح المهرجان بعداً رياضياً صحراوياً يزيد من تنوّع تجربته.

ولم تقتصر الفعاليات على الفنون والتراث فحسب، بل شملت أمسيات شعرية يشارك فيها شعراء من مختلف المدن الليبية، وعروضاً سينمائية لهواة سينما الخريف الذين باتوا يشكلون جزءاً ثابتاً من المشهد الثقافي للمهرجان، إضافة إلى عروض مسرحية تقدّمها فرقة هون للمسرح وتضيء جوانب جديدة من الإبداع المحلي. ويشهد المهرجان هذه السنة، كما في دوراته السابقة، حضوراً كثيفاً من الزوار الذين يتوافدون من مختلف أرجاء ليبيا لعيش تجربة تجمع بين سحر التراث وروح الاحتفال وإبداع الإنسان الليبي في شتى المجالات، في مدينة عرفت دائماً كيف تحفظ هويتها وتجدّد شغفها في كل دورة من دورات الخريف.

 

لوبوان تي ان

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى