لوبوان تي ان :
أثارت الدعوات لإنشاء ممر إنساني أو طريق فرار للفلسطينيين من غزة تحت وقع القصف الإسرائيلي مخاوف مصر من تكرار سيناريو الأردن في 1948 و1967، حيث اضطرت عمان لاستقبال عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا تحت تأثير سياسة التهجير الإسرائيلية.
ولم تخف القاهرة انزعاجها من تلميحات سياسية إسرائيلية تشير إلى أن دعوة الفلسطينيين إلى الاتجاه جنوبا تحت وقع قصف عنيف تمهيدا لدفع موجة لجوء فلسطينية إلى مصر والضغط عليها لتوطينهم في سيناء في تكرار لما عرفه الأردن في السابق، خاصة في ظل عناصر تشابه ترجّح هذا الخيار.
فغزة أقرب إلى وضع الأردن بحكم طبيعة الهجرة الجماعية المشابهة لما جرى في السابق. كما أن غزة كانت تحت حكم المصريين إلى عام 1967، ما يجعل موجة النزوح أقرب إلى مصر من أيّ بلد آخر، وهو نفس وضع الارتباط بين الضفة والأردن وعلاقة الأردن بالقدس الشرقية وحماية المقدسات والوصاية الأردنية على الضفة إلى عام 1967 ثم فك الارتباط لاحقا.
ويرى مراقبون أن سكان القطاع سيجدون أنفسهم أقرب إلى مصر، وإذا خُيّروا بين التوطين في سيناء أو في مكان آخر فسيقبلون البقاء في مصر لوجود مشتركات كثيرة ومصاهرات، خاصة أن اللاجئين الفلسطينيين في دول عربية أخرى مثل لبنان يعيشون أوضاعا صعبة جدا.
وفي رد مبطّن على التلميحات بشأن دفع الفلسطينيين إلى العبور نحو مصر، شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الثلاثاء على أن أمن مصر القومي مسؤوليته الأولى. وقال “لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أيّ ظرف، وإن الشعب المصري يجب أن يكون واعيا بتعقيدات الموقف ومدركا لحجم التهديد”.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في مؤتمر صحفي الجمعة، إن “اللجوء الذي حصل عام 1948 لن يتكرر (..) شعبنا لن يغادر أرضه، ومنذ عام 1950 وإسرائيل تحاول توطين اللاجئين في الدول العربية، واليوم تحاول توزيع سكان قطاع غزة على دول العالم”.
وتطلق المساجد في غزة نداءات تقول “تمسكوا ببيوتكم، تشبثوا بأرضكم”، وذلك في ظل توجه عشرات الآلاف من الغزيين صوب جنوب القطاع.