لوبوان تي ﺁن꞉
قضية المدرسة القرآنية بالرقاب ليست مجرد حادثة عابرة اخذت حيزا من الاهتمام الإعلامي ثم تمر وتطوى صفحتها وكان شيئا لم يكن فالثكنة التي تحمل عنوان مدرسة قرانية للتحيل على القانون والناس منها نسخ عديدة تم زرعها في كامل الجمهورية وهو ما ينفي تصريحات بعض القيادات النهضوية التي اعتبرتها استثناءات عابرة لا تسمن ولا تغني من جوع فالمسالة اليوم تتعلق بالتجهيل القصدي والافغنة في انتظار الحكم بالحديد والنار بفضل ما ستفرزه هذه النماذج الطالبانية من جهاديين سيرفعون السلاح في وجه الدولة ان بقيت طبعا ولم تتحول الى خلافة حلم خوارج تونس. الاشكال الأعظم والعويص اليوم هو محاسبة المتورطين الظاهرين لان العرابين والمتواطئين يصعب الوصول اليهم في ظل التغطية التي يتمتعون بها لكن والاهم استرجاع ما ضاع من الأطفال وهو ليس بالهين بعد ان كشف النقاب عن طرق صناعة أطفال إرهابيين قلبا وقالبا في انتظار تحويلهم الى جنود “مدعوشين” يمتلكون كل فنون التوحش ناهيك وانهم مدربون على النهل من علوم الغزوات والحروب والسبي والجوع القاسي وضبط النفس الى حد اكل الديدان فضلا عن عزلهم عن محيطهم فباستثناء بعض الوافدين في نطاق تلقينهم تكوينا سريعا في الجهاد فهم في عالم وكوكب اخر بكل المقاييس كل ذلك حتى يسهل اخضاعهم وتطويعهم وادخالهم لبيت الطاعة العمياء فلا يرون الا ما يراه شيخهم ولا يعترضون باستعمال العنف المادي الفلقة وما شابهها تارة وطورا عبر “غلمنتهم” أي استغلالهم جنسيا من قبل “شيوخهم”.
لماذا “الغلمنة” ؟
في هذا الاطار وردا على هذا التساؤل اعتبر الأستاذ “وسيم المسعودي” ان الاعتداء الجنسي على الأطفال ليس كما تصوره البعض بشكل سطحي شيخ أخذه الشبق المرضي لمؤخرة طفل.فالامر حسب رايه اعمق واخطر من مجرد نيل متعة ظرفية.فالامر مدروس وممنهج ومقصود القصد منه كسر التابع” نفسيا وتحطيم ملكة الرفض والاعتراض الفطريتين لديه ليصبح أداة طيعة في يد “المتبوع”وتدريجيا يتم دمغجته على الطاعة والولاء الاعمى بالتهديد بكشف المستور أولا ليتحول فيما بعد لسيطرة نفسية تصل ذروتها في مرحلة “الايمان” بهذا المتبوع ..واتباع أوامره بلا نقاش….
وكل ذلك بهدف خلق جيش من التفجيرين والانتحاريين تسند لهم مهام مستقبلية دون خوف التراجع أو كشف العقل المدبر…..
والغريب أن هذا الأسلوب المسمّى “الاستلاب النفسي” الذي استعملته داعش في سوريا والعراق …واستعمله الجيش الأمريكي في أبوغريب وقوانتانامو…والقائم على تحطيم التوازن النفسي للكائن البشري…ليس بالجديد..فقد وقع استعماله في المعتقلات النازية وإنشاء مايسمى بفرق الموت “الغيستابو” …والفكرة أطلقها عالم النفس والطبيب النازي “اربيرت هايم”… الذي يقول”حطم عاطفة الخجل من الذات يصير الانسان عبدا طيّعا”إذن فإنّ الأمر أعمق من مجرد عمائم غبية….تحركها غرائز حيوانية……
مدرسة الرقاب هي فعلا تأسيس قوي لعقلية التوحش في أجلى تعابيره و معانيه الذي يحضر للدعششة ولولاية الفقيه والعنف ضد الدولة ومواطنيها وهو ماعبر عنه الدكتور شهاب دغيم الذي اعتبر أن قضية الرقاب عرَّت ورقة توت التي حجبت غابة من المدارس غير الشرعية التي تتستر بقانون الجمعيات المؤسس على المقاس لألف الجمعيات الخيرية ظاهريا والأيديولوجية باطنيا والتي تستعمل الدين والتدين في خدمة لأيديولوجيا مقيتة تؤسس للعنف والقتل والخراب.ومصداقا لذلك فان بعض طلاب مدرسة الرقاب سفروا الى سوريا بعد دورة تكوينية في فنون القتال والفوضى الخلاقة ومنهم من قضي نحبه ومنهم من لا يعرف له مصير الى الساعة والبقية جند المدرسة المتوحشة اللواطية المنحطة ينتظرون فرصة تفجير أنفسهم او الصعود الى الجبال لمحاربة الطاغوت وهي حلقة هامة على درب التمكين الذي يمر عبر التوحش في أجلى معانيه رأيناه متجسدا في الجرب والقمل والدود والتدريبات التي وصلت الى حدود الاعتداءات بالفاحشة.
وأضاف فعلا انه تأسيسا قويا لعقلية التوحش في أجل تعابيره و معانيه الذي يحضر للدعششة ولولاية الفقيه والعنف ضد الدولة ومواطنيها ….دولة التمكين عبر اختراق المنظومة المجتمعية وتغيير صبغة المجتمع فيكفي عشرات آلاف من الأطفال كما قال الاخر” نحن ما يهمنا اطفالهم أبنائهم “الذين سيكونون بعد الدمغجة والتاهيل والتوحش اداة طيعة لإتمام عملية تفكيك الدولة الوطنية عبر العنف المتوحش في اخر لحظات التوحش السابق للتمكين…. ويرى في السياق نفسه أنهم لم ياتوا الا من اجل مشروعهم الأساسي اي تغيير الدولة اما بالتقسيط عبر التغلغل في اجهزتها واختراقها وإسقاطها من الداخل واما بخطة احتياطية وهي القضاء على الدولة بالتوحش والعنف فشل مشروعهم الاول خاصة في غياب حاضنة شعبية والتحام مواطني مع مشروعهم الايديولوجي الذي لم يعد يخفى عن اي تونسي ماهيته وغاياته الحقيقية ولم يبق لهم في تقديره إلا التوحش والدعدشة اخر قلاع الأيديولوجيا الفاشلة مجتمعيا لتغيير طبيعة الدولة التونسية في ظل تراخي المشروع وضعف التأثير الشعبي والتأثر.
هاجر وأسماء