ثقافة

مبادرة “ملتقى المجتمع” في الجامعة الأميركية في الشارقة تنطلق عالميًا عبر اتفاقيات وتبادل معرفي في جامعة كامبريدج

وفود من الجامعة الأميركية في الشارقة و"شراع" و"مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار" و"شروق" استكشفت المنظومة البحثية والابتكارية الرائدة في كامبريدج

 

  • امتدّ برنامج الزيارة على مدى ثلاثة أيام جمع زيارات لحاضنات ابتكار وحوارًا أكاديميًا وصناعيًا وورشات لريادة الأعمال وتبادلًا ثقافيًا.
  • توقيع مذكرة تفاهم مع “دار نشر جامعة كامبريدج” بحضور سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي

انطلقت الجامعة الأميركية في الشارقة إلى المحطة الثانية من مبادرتها “ملتقى المجتمع” عبر برنامج مكثّف في جامعة كامبريدج، جمع وفودًا من الجامعة ومركز الشارقة لريادة الأعمال “شراع” ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق” بحضور سمو الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة الأميركية في الشارقة. أتاح البرنامج للوفود الانغماس في منظومة كامبريدج البحثية والابتكارية، وعزّز تبادل المعرفة، وتوِّج بتوقيع مذكرة تفاهم جديدة ترسّخ الشراكات الدولية وتوسّع آفاق التعاون بين إمارة الشارقة ومنظومة كامبريدج.

قالت سمو الشيخة بدور القاسمي: “يأتي هذا التعاون امتدادًا لالتزام إمارة الشارقة طويل الأمد بالتعلّم والابتكار والشراكة. ونحن نعمّق من خلال ربط الجامعة الأميركية في الشارقة بجامعة كامبريدج وشبكتها الأوسع، فرص تبادل المعرفة ونمكّن طلبتنا وباحثينا وروّاد أعمالنا من التفكير عالميًا مع البقاء متجذّرين في القيم التي تميّز إمارتنا.”

مبادرة “ملتقى المجتمع”: بوابة الجامعة إلى شبكات الابتكار العالمية

انطلقت مبادرة “ملتقى المجتمع” في سبتمبر 2025 لتكون منصة منهجية للانخراط الدولي مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية حول العالم، وبناء تعاونات مستدامة عبر الحوار وتبادل المعرفة وفرص التعلّم التطبيقي بما يعود بالنفع على طلبة الجامعة وأعضاء هيئتها التدريسية والمجتمع الأوسع. ويمثّل برنامج كامبريدج خطوة استراتيجية لربط الجامعة الأميركية في الشارقة بشبكات ابتكار عالمية وترسيخ حضور الشارقة كمحور للمعرفة وريادة الأعمال.

استكشاف منظومة كامبريدج للابتكار وريادة الأعمال

اطّلع الوفد على مدى ثلاثة أيام على منظومة البحث والابتكار في كامبريدج. بدأت الزيارة في “كامبريدج إنتربرايز” حيث نوقشت أساليب ونماذج تسويق المخرجات البحثية وتحويلها إلى أثر اقتصادي ومجتمعي، ثم تواصلت في “مجمع كامبريدج العلمي” و”مركز برادفيلد” حيث تجتمع الشركات الناشئة مع الباحثين والمستثمرين لإيجاد شراكات وسبل تعاون، واختُتم المسار في “حرم بابرهام للبحوث” المعروف بريادته في مشاريع علوم الحياة والتقنيات العميقة.

تناولت الجلسات في “كلية جادج لإدارة الأعمال” أثر البحث العلمي، وريادة الأعمال، وتطوير المنظومات. ورحّب الدكتور جيم غلاشين، الرئيس التنفيذي لـ”كامبريدج إنتربرايز”، بسمو الشيخة بدور القاسمي وبمجلس أمناء الجامعة والوفد القيادي. وقدّم مدير الجامعة الأميركية في الشارقة الدكتور تود لورسن كلمة افتتاحية، أعقبها عرض تعريفي بمبادرة “ملتقى المجتمع” من نائب المدير للعلاقات الخارجية الدكتور صالح إبراهيمي، تبعه مداخلة من سعادة سارة بالحيف النعيمي، المدير التنفيذي لـ”شراع”. وقدّمت البروفيسورة الدكتورة لوتسيا رايش، مديرة “معهد العريان للاقتصاد السلوكي والسياسات”، جلسة رئيسية حول “التوجيه السلوكي” والحد من هدر الطعام.

وقال الدكتور تود لورسن: “تُجسّد جامعة كامبريدج ومراكزها أساليب مواءمة البحث والابتكار وريادة الأعمال لتحقيق نتائج مؤثرة. وقد أتاحت هذه الزيارة، خاصة للجامعة الأميركية في الشارقة ومنظومة الشارقة المتنامية، فرصة تبادل الرؤى واستكشاف شراكات جديدة وربط طموحاتنا بشبكات عالمية، فمبادرة “ملتقى المجتمع” مُصمَّمة لضمان ترجمة هذه اللقاءات إلى تعاونات تُعزّز دور إمارة الشارقة كمحور للمعرفة والابتكار”.

وقالت كارولين هايد، مسؤولة مبادرات تطوير البيئة الابتكارية والشراكات في “كامبريدج إنتربرايز”: “تلعب “كامبريدج إنتربرايز” دورًا أساسيًا في دعم منظومة الابتكار بجامعة كامبريدج، من خلال ربط الأبحاث الأكاديمية بالنجاح في السوق. فهي تستثمر في مراحل مبكرة من تطوير الأفكار، وتموّل مشاريع لاختبار جدوى الابتكارات، وتوفر الدعم لرواد الأعمال من خلال برامج تستفيد منها شبكة خريجي الجامعة حول العالم. كما تعمل على بناء بيئة داعمة للابتكار وتحقيق تأثير عالمي. إن دور “كامبريدج إنتربرايز” لا يقتصر على تسويق الأبحاث، بل يسهم في بناء منظومة ابتكارية معترف بها عالميًا”.

الاحتفاء بالعلم والثقافة في “متحف فيتزويليام”

حضر الوفد أمسية عشاء احتفائية في “متحف فيتزويليام” استضافتها سمو الشيخة بدور القاسمي، وشاركت فيها الدكتورة حياة سندي، العالِمة البارزة والزميلة في جامعة كامبريدج والمصنّفة تاسع أكثر امرأة عربية تأثيرًا في العالم، إلى جانب قيادات وأساتذة من كليات كامبريدج، فضلًا عن اللورد غريمثورب، نائب اللورد المُلازم لمقاطعة كامبريدج شاير، بما يعكس روح التبادل الأكاديمي والثقافي التي طغت على الزيارة.

ترسيخ الشراكات للتعليم والابتكار عبر تحالفات ومذكرات تفاهم

تُوِّج برنامج الزيارة بتوقيع اتفاقيات بحضور سمو الشيخة بدور القاسمي. وقّعت الجامعة الأميركية في الشارقة و”دار نشر جامعة كامبريدج” مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز تعليم اللغة الإنجليزية، والنشر الأكاديمي، ورفع كفاءة المنظومات التعليمية. وتشمل مجالات التعاون استكشاف إعداد مناهج دراسية ومواد تعلم مراعية للسياق الثقافي، وبرامج تدريب للأساتذة وواضعي السياسات، فضلًا عن مبادرات مشتركة للنهوض بتعليم اللغة العربية. ويمتد التعاون ليشمل خدمات استشارية في سياسات التعليم وأنظمة المتابعة والتقييم، ودمج البيداغوجيا الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. وفي ظل مذكرة التفاهم، تبحث الجامعة الأميركية في الشارقة فرص النشر المشترك للأعمال العلمية والمجلات، والانضمام إلى هيئات التحرير وشبكات التحكيم العلمي، واستضافة مؤتمرات أكاديمية مشتركة، وتجريب موارد تعليمية رقمية جديدة من كامبريدج داخل القاعات الدراسية في الجامعة.

قالت جين مان، مدير عام الشراكة من أجل التعليم في دار نشر جامعة كامبريدج: “إن الشراكة ضرورية لتشكيل مستقبل التعليم. فمن خلال ربط الجامعة الأميركية في الشارقة ومنظومة الابتكار في إمارة الشارقة بخبرات كامبريدج في البحث وتحول التعليم، نحن نعمل على خلق فرص  لتعاون عملي يعزّز السياسات وعمليات التدريس والتعلّم”.

من الحوار إلى التنفيذ

مع اكتمال الجلسات والورشات والاتفاقيات، تتجه الجامعة الأميركية في الشارقة وشركاؤها في كامبريدج إلى تنفيذ البرامج الموقّعة، وتطوير مبادرات تجريبية، وتوسيع تبادل المعرفة، بما يعزّز دور الجامعة كمحور إقليمي للابتكار والتميّز الأكاديمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى