أراءالشرق الأوسط

لأنھا لا تنھي وجود حماس في غزة :الإمارات العربیة المتحدة تدعو البیت الأبیض إلى رفض خطة مصر لإعمار غزة

 

لوبوان تي ان:

كشفت تقریر نشر في لندن أن دولة الإمارات العربیة المتحدة تُمارس ضغوطًا على الولایات المتحدة لرفض خطة للانتقال السیاسي وإعادة إعمار قطاع غزة والتعافي التي صاغتھا الحكومة المصریة لما بعد العدوان الصھیوني على قطاع غزة كبدیل لخطة الرئیس الأمیركي دونالد ترامب الداعیة إلى تھجیر سكان القطاع قسرا والاستیلاء على أرض القطاع، وقد حظیت الخطة المصریة بدعم القمة العربیة التي عقدت في القاھرة یوم الرابع من مارس الجاري. وقد لوحظ تغیب الإمارات عن تلك القمة مما یشیر إلى انقسام كبیر في العلاقات بین أبو ظبي والقاھرة.

وقد تضمنت الخطة المصریة بشكل رئیسي أن تتولى السلطة الفلسطینیة التي یترأسھا محمود عباس الحكم في غزة بعد مرحلة التعافي المبكر وتشكیل إدارة انتقالیة لمدة ستو أشھر، وتشكیل قوة أمنیة من أجھزة أمن السلطة الفلسطینیة یتم تدریبھا في الأردن ومصر، بالإضافة إلى احتمال نشر قوات دولیة تابعة للأمم المتحدة أو غیرھا في القطاع والضفة الغربیة المحتلة. وقدت مصر فعلا مقترحًا لمجلس الأمن بشأن وجود دولي في غزة والضفة الغربیة. وبینما دعمت عدة دول أوروبیة الخطة، فإن الولایات المتحدة وكیان العدوان الصھیوني رفضتاھا كما كان متوقعًا.

وقد تحركت حكومة الإمارات العربیة المتحدة بعكس قرار القمة العربیة حیث سعت إلى تعزیز الرفض الأمیركي للخطة المصریة-العربیة، التي تعاني أساسا من قصور لجھة التنفیذ وأیضا لأنھا في العدید من بنودھا تستجیب لمطالب أمیركیة وصھیونیة. وقد سارعت الإمارات إلى ترامب توسوس لھ بعدم قبول الخطة حیث أفاد تقریر نشره موقع ”میدل إیست آي“ الممول من قطر، نقلاً عن مسؤولین أمیركیین ومصریین بأن السفیر الإماراتي لدى الولایات المتحدة، یوسف العتیبة، یقوم بممارسة الضغوط على المشرعین وأعضاء الدائرة المقربة من الرئیس ترامب لدفع النظام المصري على قبول التھجیر القسري

للفلسطینیین من غزة. وقد سبق للعتیبة القول في ندوة لقمة حكومات العالم أنھ لا یرى بعد بدیلا عن خطة ترامب.

كما زعمت البعثة الدبلوماسیة الإماراتیة لدى الأمم المتحدة أن الخطة المصریة غیر فعالة وتمنح مجالاً كبیرًا لحركة المقاومة الإسلامیة حماس، أي أن الخطة المصریة لا تدعو إلى القضاء على حماس بسحب سلاحھا، وتسعى لإقناع واشنطن بجعل استمرار المساعدات العسكریة لمصر مشروطًا بتخلي القاھرة عن خطتھا وقبول خطة ”الریفییرا“ التي طرحھا ترامب.

وبحسب مسؤول أمیركي لم یُذكر اسمھ، فإن ”الإمارات لم یكن بإمكانھا أن تكون الدولة الوحیدة التي تعارض خطة الجامعة العربیة عند الاتفاق علیھا، لكنھا الآن تسعى لإفشالھا بالتنسیق مع إدارة ترامب“.

ویذكر أن مصر تتلقى سنویًا 1.3 ملیار دولار من المساعدات العسكریة الأمیركیة، منھا 300 ملیون دولار مشروطة بقضایا حقوق الإنسان، وقد أشارت إدارة ترامب خلال الشھر ونصف الماضیین إلى أن ھذه الأموال ستستخدم كوسیلة ضغط لإجبار مصر – وكذلك الأردن، الذي یتلقى أیضًا مساعدات أمیركیة تصل إلى نحو ملیار و500 ملیون دولار سنویا– على استقبال الفلسطینیین الذین تدعو خطة ترامب إلى تھجیرھم یتم طردھم من غزة. وقد حذرت واشنطن مصر أنھا ستخفض مساعداتھا السنویة في العام 2026 المقبل، إذا لم تقم الحكومة المصریة بتعدیل موقفھا بشأن تھجیر الفلسطینیین بالشكل المطلوب.

كما كشف موقع میدل إیست آي أن أبو ظبي تضغط على محمد دحلان للإشراف على اللجنة التي تقترحھا الخطة المصریة والتي یتعارف علیھا باسم لجنة الإسناد المجتمعي التي ستشرف على إدارة القطاع لمدة ستةأشھر تمھیدا لیحل محل محمود عباس رئیسا للسلطة الفلسطینیة في مرحلة لاحقة.
ویذكر أن دحلان المفصول من حركة فتح ویعیش في أبو ظبي كمستشار لرئیس الإمارات محمد بن زاید ویحظى بعلاقات أمنیة مع مصر وكیان العدوان الصھیوني منذ أن كان یتولى منصب رئیس جھاز الأمن الوقائي في قطاع غزة والذي انتھى وجوده في القطاع بعد ما سمي الحسم في یونیو 2007 وأصبحت حماس سلطة الأمر الواقع في القطاع. وقد أعلن محمود عباس في قمة القاھرة عن خطتھ للعفو عن كافةالمفصولین من حركة فتح وطبعا ھذا یشمل بشكل اساسي محمد دحلان.
وعلى الرغم من تحالف مصر والإمارات في عدید القضایا إلا أنھما یدعمان أطرافا متعارضة في الصراع المسلح الداشر في السودان حیث تدعم الإمارات حمیدتي قائد قوات الدعم السریع فیما تدعم مصر قائد الجیش السوداني عبد الفتاح البرھان. وذكرت صحیفة فایننشال تایمز البریطانیة أن حكومة ترامب مستمرة في الضغط على السودان والصومال وحكومة أرض الصومال غیر المعترف بھا لقبول توطین الفلسطینیینالذین یسعى ترامب ونتنیاھو إلى تھجیرھم قسرا.ومما یعقد الأمر أكثر أن بیتر فام المرشح المتوقع لمنصب مساعد وزیر الخارجیة الأمیركي للشؤون الأفریقیة یعد من أشد المؤیدین للإمارات واستقلال أرض الصومال حیث تعتبر الإمارات القوة المھیمنة.
ھناك، إذ تدرب قوات الأمن وتتحكم في المیناء الرئیسي عبر شركة موانئ دبي. والأمر المثیر أنھ في الوقت الذي رفضت كل من السودان والصومال خطة التھجیر القسري للفلسطینیین فلم یصدر بعد ما یفید رفض أرض الصومال لخطة ترامب-نتنیاھو.
من جانب آخر ذكر موقع میدل إیست آي أن الدول الخلیجیة النفطیة الثلاث: السعودیة والإمارات وقطر تساھم في تمویل النشاط الاستیطاني الیھودي/الصھیوني في الضفة الغربیة المحتلة بوصفھم أكبر المساھمین في شركة إسرائیلیة یملكھا جارید كوشنر، صھر الرئیس الأمیركي ترامب، وتمتلك أسھما في شركات متھمة من قبل الأمم المتحدة بالعمل في المستوطنات الیھودیة في الضفة الغربیة المحتلة.وكانت شركة كوشنر المعروفة باسم أفینیتي بارتنر Partner Affinity قد تلقت ملیارات الدولارات من صنادیق الثروة السیادیة للدول الثلاث منذ عام2021.

محمد دلبح -واشنطن-

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى