لوبوان تي ان :
أشار رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، في مقال إلى فقدان مصر أدوارها في محيطها شرقا حيث حرب غزة، وجنوبا حيث صراع السودان، وغربا حيث الأزمة في ليبيا، أثار الجدل حول تجريد رئيس النظام عبد الفتاح السيسي للبلد العربي الإفريقي من مكانته.
ويأتي مقال هيرست، في سياق حديثه عن خطط أمريكية إسرائيلية أوروبية كشف عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن مطلع مارس الجاري، تقضي بإنشاء الجيش الأمريكي ميناء على ساحل غزة لنقل المساعدات -بدلا من معبر رفح البري- إلى القطاع الذي يواجه حرب إبادة جماعية ترتكبها الآلة العسكرية الإسرائيلية في حق 2.3 مليون فلسطيني منذ 7 أكتوبر الماضي.
اعتبر ديفيد هيرست أنّه “بإغلاق معبر رفح إلى الأبد -بعد بناء الرصيف- فستحرم مصر من ورقتها الإستراتيجية الأخيرة: غزة”.
وأضاف: “وبعد أن تخلّى عن مكانته بصفته زعيما للعالم العربي، وفقد كل نفوذه على جيرانه، السودان وليبيا، فإنّه لم يتبقّ للسيسي سوى مهمة واحدة، وهي القيام بدور المتنمّر الأوروبي الكبير ضد اللاجئين”.
أشار رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، في مقال إلى فقدان مصر أدوارها في محيطها شرقا حيث حرب غزة، وجنوبا حيث صراع السودان، وغربا حيث الأزمة في ليبيا، أثار الجدل حول تجريد رئيس النظام عبد الفتاح السيسي للبلد العربي الإفريقي من مكانته.
ويأتي مقال هيرست، في سياق حديثه عن خطط أمريكية إسرائيلية أوروبية كشف عنها الرئيس الأمريكي جو بايدن مطلع مارس الجاري، تقضي بإنشاء الجيش الأمريكي ميناء على ساحل غزة لنقل المساعدات -بدلا من معبر رفح البري- إلى القطاع الذي يواجه حرب إبادة جماعية ترتكبها الآلة العسكرية الإسرائيلية في حق 2.3 مليون فلسطيني منذ 7 أكتوبر الماضي.
اعتبر ديفيد هيرست أنّه “بإغلاق معبر رفح إلى الأبد -بعد بناء الرصيف- فستحرم مصر من ورقتها الإستراتيجية الأخيرة: غزة”.
وأضاف: “وبعد أن تخلّى عن مكانته بصفته زعيما للعالم العربي، وفقد كل نفوذه على جيرانه، السودان وليبيا، فإنّه لم يتبقّ للسيسي سوى مهمة واحدة، وهي القيام بدور المتنمّر الأوروبي الكبير ضد اللاجئين”.
ولم يُغفل الكاتب البريطاني المهتم بملفات الشرق الأوسط، الإشارة إلى الدعم الكبير الذي قرّره الاتحاد الأوروبي الأحد الماضي، وحزمة مساعدات بـ7 مليار دولار جزءا من صفقة لوقف الهجرة من مصر، وتسليم المبلغ لنظام عبد الفتاح السيسي، الذي كان حكمه الفاسد سببا رئيسيا في خلق المشكلة.
وأوضح هيرست أنّ “ذلك هو منطق قلعة أوروبا: دعم دكتاتورا يثير الفوضى في بلده ويجبر آلاف المصريين على ركوب قوارب الهجرة، ثم كافأه من خلال تحويل الموجة البشرية من البؤس، التي أوجدها هو ابتداء، إلى جدول متدفّق من الإيرادات التي هو في أمسّ الحاجة إليها”.
وفي السياق ذاته، تناقل نشطاء حديثا لعالم الاقتصاد الأمريكي صاحب الكتاب الشهير “اعترافات قاتل اقتصادي” جون بيركنز، عن تركيع الغرب للدول عبر الأنظمة الدكتاتورية بتقديم الدعم المالي إليها في مشروعات فاشلة تعمّق أزمة البلاد، الأمر الذي ينطبق على مصر السيسي، بشكل واضح.
وأشاروا إلى قول بيركنز، في مذكّراته: “نحن نغري الدكتاتور بأخذ القروض الضخمة، ونعلم أنّه يسرقها، أو يضعها في مشاريع فاشلة، ثم تكبر القروض وفوائدها فلا يستطيع الدفع، ولا يستطيع غيره الإصلاح مهما فعل، وتصبح تلك الدولة رهنا لنا حتى لو جاء لحكمها بعد ذلك قائد نظيف وسياسي محنّك”.
أزمات متواصلة
يعتقد الكاتب ديفيد هيرست أنّ على رئيس الانقلاب في مصر أن يرحل سريعا قبل فوات الأوان، لأنّ بقاءه في السلطة يعني كارثة حقيقية لمصر دولةً وشعبا.
ويسير رئيس النظام عبد الفتاح السيسي، على السياسات ذاتها في الإنفاق الباذخ وغير المجدي، الذي أوصله إلى الاستدانة الخارجية، وتكبيل مصر واقتصادها وشعبها وأجيالها القادمة بأكبر حجم ديون وفوائد في التاريخ، يربو على الـ200 مليار دولار، وجعلها رهن السيطرة والتدخّل الأجنبي في أيّ وقت، حسب مراقبين.
وتشير البيانات الرسمية إلى تضاعف إجمالي الديون الخارجية المستحقة على مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث بلغ إجمالي الدين الخارجي في نهاية الربع الأول من العام الماضي نحو 165.4 مليار دولار.
وخلال السنوات العشر الماضية من حكم السيسي، خرجت إلى السطح أزمات اعتبرها مراقبون تمثّل تهديدا مباشرا لكيان الدولة المصرية ووجود المصريين، وخاصة الأزمة الداخلية في ليبيا (2014- 2020) والتي انغمست فيها حكومة السيسي، بدعم أحد أطرافها عسكريا وهو قائد الانقلاب الليبي خليفة حفتر.
وهي الأزمة التي سبقها بناء إثيوبيا سدّا على النيل الأزرق، يأكل من حصتي مصر والسودان التاريخيتين من مياه النيل، ليزيد السيسي “الطين بلة” بتوقيع اتفاق العام 2015، الذي اعترف فيه بحق إثيوبيا في بناء سد النهضة، فيما عجز حتى الآن عن التوصّل إلى اتفاق ملزم لأديس أبابا.
عمّقت الأزمة مع تفجّر حرب أهلية في الجارة الجنوبية لمصر السودان أفريل الماضي، بين الجيش السوداني ومليشيات الجنجويد، والتي نتج عنها فرار ملايين السودانيين من الحرب إلى مصر ودول الجوار.