عادت مؤخرًا قضية فساد عائلة أردوغان إلى الواجهة، بعد إصدار محكمة تركية أحكامًا بالسجن المؤبد بحق أشخاص قاموا بفضح فساد أردوغان وعائلته ومقربين منه.
في هذا السياق كشفت تقارير إعلامية جرائم عائلة اردوغان حيث تملك عائلة الرئيس التركي 5 فيلات في أسطنبول تقدر قيمتها بستة ملايين يورو وجميعها تعود إلى ملكية ولدي الرئيس التركي أحمد وبلال، وتقدر ثروة أحمد أردوغان الذي لديه مشروع خاص في قطاع النقل البحري بـ80 مليون دولار على الأقل، أما بلال أردوغان متهم بالفساد وتبيض الأموال والاتجار في النفط من داخل المناطق التي كانت تسيطر عليها داعش في العراق وسوريا، يأتي ذلك في ظل وجود تسريب شهير بين أردوغان وابنه بلال حول إخفاء 30 مليون يورو خوفًا من قدوم الرقابة المالية، وانفتحت فضائح الفساد بشكل قوي نهاية 2013 بعد الكشف عن تورط عدد من المسؤولين، كان بينهم أبناء وزراء ورجال أعمال على صلة بأردوغان وعائلته حين كان رئيسًا للوزراء.
كما كشفت التقارير أن أردوغان استغل نفوذه وسلطته في الاستيلاء على ثروات تركيا، فزوجة الرئيس التركي أمينة أردوغان تدير جهاز المخابرات التركي بصورة غير مباشرة، وابنه الأكبر أحمد أردوغان متهم بصدم وقتل الفنانة التركية سيفيمتانوريك، أما بلال أردوغان فمتهم بشراء النفط من داعش وتم التحقيق معه بقضايا فساد في 28 مناقصة بقيمة 100 مليار دولار، وابنة أردوغان الكبرى إسراء أردوغان زوجة وزير الخزانة المالية التركي والشريك الأول لزوجها الوزير الناهب، وابنة أردوغان الصغرى سمية أردوغان جمعت ثروة طائلة بطرق غير مشروعة ومتهمة بقضية رشوة مع رجل الأعمال مصطفى طوبتاش.
ولفتت التقارير إلى أن تنصيب أردوغان لصهره بيرات البيرق وزيرًا للخزانة والمالية إنما جاء لإحكام قبضته على اقتصاد البلاد، وكي يتمكن من تحجيم أية محاولة تكشف فساد المقربين منه وهو ما اثار جدلا واسعا لدى المعارضة التركية.
في نفس الاطار كذلك كشف موقع إنفوجراف، جرائم “بلال” نجل الرئيس التركي أردوغان، والذى أبرم عشرات الصفقات التجارية المشبوهة مع إسرائيل، من بينها صفقات اتهم فيها بالفساد خلال عام 2013، كما واجه اتهامات بتزوير مناقصة بقيمة 100 مليار دولار، وأوضح أن بلال أجرى مكالمات هاتفية مع والده حول إخفاء ملايين الدولارات عام 2014 علاوة على غسيل أموال في إيطاليا.
ويقول مقربون من حكومة أردوغان إن نجله بلال لم يترك قطاعا اقتصاديا إلا وكان له فيه دور وتأثير سواء من خلال التدخل للمنفعة الشخصية أو خدمة لأفراد العائلة أو أصدقاء أو قيادات من الحزب الحاكم.
يذكر وانه من بين الأسماء المتورطة في التعامل غير القانوني مع نجل أردوغان أسامة قطب، وهو نجل شقيق القيادي الإخواني الراحل سيد قطب، الذي حصل على الجنسية المصرية في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي لارتباطه بقيادات جماعة الإخوان المحظورة في مصر.
مع العلم وان ملفّات الفساد تلاحق الرئيس أردوغان بعد ربع قرن من رئاسته لبلدية إسطنبول، التي تمثّل قناة للنظام لتركيز قوة اقتصادية وسياسية ورمزية كبيرة، والتي فاز بمنصب رئيس بلديتها مرشّح المعارضة أكرم إمام أوغلو في الانتخابات المحلية التي أجريت في 31 من مارس الماضي، تظل السلطة فيها تمثل واحدة من القوى الأساسية لهذا النظام.وشدد الكاتب جنكيز أكتار في موقع أحوال تركية بأنّ هناك احتمال الكشف عن المعاملات الفاسدة التي استمرت لمدة 25 عامًا في سلطة بلدية إسطنبول منذ أن أصبح أردوغان رئيس بلدية المدينة في عام 1994. وإذا تم الكشف عن هذه المخالفات، فسوف يرقى هذا إلى الانتحار السياسي للنظام.
أسماء وهاجر